الإثنين 25 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم.. وزير الأوقاف يدعو لوقف الحروب في العالم

وزير الأوقاف
وزير الأوقاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

دعا وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة، في كلمته إلى وقف جميع الحروب القائمة التي طالت تبعاتها العالم كله، كما  دعا إلى إحلال لغة الحوار والسلام محل آلات الحرب والاقتتال، فديننا يدعونا إلى السلام، حيث يقول الحق سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ"، ووفق مفهومي الموافقة والمخالفة الأصوليين فإن من يسير في طريق السلم الإنساني متبعٌ لما أمر الله به عباده المؤمنين، ومن يسلك مسالك الفرقة والشقاق، والتكفير والتفجير، والخوض في الدماء فسادًا أو إفسادًا، متبعٌ لخطوات الشيطان الذي هو للإنسان عدوٌّ مبين، بل إن من يحيد عن طريق السلم حيث موجباته ومقتضياته فإنه أيضًا متبع لطرق الشيطان بعيد عن هدي الإيمان.

وذلك في افتتاح المؤتمر الأفريقي لتعزيز السلم بحضور كلًا من: الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني، والرئيس النيجيري، ورئيس وزراء موريتانيا، والشيخ عبد الله بن بيه رئيس مجلس الإفتاء الشرعي بدولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس منتدى أبو ظبي للسلم، ونائب رئيس وزراء دولة غينيا بيساو، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وسفير الحريات الدينية بوزارة الخارجية الأمريكية ووزراء الشئون الإسلامية بموريتانيا والسودان ومالي وأمين عام مجمع الفقه الإسلامي بجدة وجمع واسع من الوزراء والعلماء من مختلف دول قارة أفريقيا و خالد يوسف سفير جمهورية مصر العربية بدولة موريتانيا وعدد من السفراء والبرلمانيين وغيرهم، أكد وزير الأوقاف على أهمية كل دعوة تقوم على السلام. 
وتابع "جمعة" حديثة مردفًا: يقول سيدنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ (رضي الله عنه) : لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ (صلى الله عليه وسلم) عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ أَنْ قَالَ: "يَا أَيُّهَا النَّاسُ، أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ".
لقد وجَّه النبي (صلى الله عليه وسلم) حديثه إلى الناس جميعًا: "أيها الناس أفشوا السلام"، ففضلًا عن تضمن الحديث ثلاثة أمور إنسانية في مقابل نافلة تعبدية فإنه قد قدَّم إفشاء السلام على إطعام الطعام وصلة الأرحام والصلاة بالليل والناس نيام، تأكيدًا على أهمية السلام في حياتنا، فبلا سلام وأمن وأمان لا مجال لإطعام طعام أو صلاة قيام أو صلة رحم.
وإن الأمر لأبعد من ذلك، حيث بين نبينا (صلى الله عليه وسلم) أن الأقرب من ربه وعطفه وفضله هو الأسبق من غيره في بذل السلام وإلقائه وإفشائه، حيث يقول (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِاللَّهِ مَنْ بَدَأَهُمْ بِالسَّلَامِ"، والبدء بالسلام هنا يشمل القول والعمل وليس القول وحده ، كما أن إفشاء السلام لا يكون تاما بالقول دون العمل على إحلال السلام على أرض الواقع وفي دنيا الناس .
وقد سمى ربنا (عز وجل) نفسه السلام، فهو السلام، يحب السلام، ومنه نستمد كل معاني السلام، وتحيتنا في الإسلام مستمدة منه، يقول الإمام البيهقي (رحمه الله) مَعْنَى السَّلَامُ عَلَيْكَ : اسْمُ السَّلَامِ عَلَيْكِ، وَالسَّلَامُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ (عَزَّ وَجَلَّ) فكأنه يُقَالُ: اسْمُ اللهِ عَلَيْكَ، وَتَأْوِيلُهُ لَا خَلَوْتَ مِنَ الْخَيْرَاتِ وَالْبَرَكاتِ، وَسَلِمْتَ مِنَ الْمَكَارِهِ وَالْمَذَامِّ.
لقد أمرنا ديننا الحنيف بإلقاء السلام على من عرفنا ومن لم نعرف، عرفنا شخصه أو دينه أو لم نعرفهما، حيث يقول نبينا (صلى الله عليه وسلم): "تَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ ومَن لَمْ تَعْرِفْ".
و أكد في كلمته  على عدة أمور :
1- وجوب العمل على نشر ثقافة السلام من خلال برامج تعايش إنساني على مستوى كل دولة، والعمل معًا على المستوى الإنساني والدولي، وهو ما يعد مؤتمرنا هذه صورة له وحلقة من حلقاته.
2- التركيز على المشتركات الإنسانية والقواسم المشتركة بين الأديان في الخطاب الديني والثقافي والتربوي والإعلامي، وسن القوانين التي تُجَرِّم التمييز على أساس الدين أو اللون أو العرق على جميع المستويات الوطنية والدولية، مع الحفاظ على خصوصية كل دين واحترام مشاعر أهله.
3- العمل على ترسيخ أسس المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات على أرضية إنسانية ووطنية مشتركة، وتعميق الانتماء الوطني لدى أبناء الوطن الواحد، وترقية الشعور الإنساني وترسيخ أسس التعايش السلمي بين الناس جميعًا.
4- ضرورة الإيمان بالتنوع واحترام المختلف في الدين أو اللون أو الجنس، في الحياة بصفة عامة واحترام حقه في ممارسة شعائره الدينية بصفة خاصة، إذ لا يمكن للإنسان أن يكون في سلام مع نفسه أو مع الآخرين إلا إذا كان منصفًا للآخرين من نفسه، يعاملهم بما يحب أن يعاملوه به، فالسلام الحقيقي إنما تصنعه النفوس الصافية.
5- إفشاء السلام ليس مجرد إفشاء لفظي إنما هو قيمة وسلوك يتطلبان أن يستحضر من يلقي السلام قيم السلام، وأن يكون في سلام مع الدنيا وما فيها، مع الإنسان والحيوان والجماد والكون كله، فلا يقطع شجرًا، ولا يحرق زرعًا، ولا يخرب عامرًا، ولا يهدم بنيانًا، ولا يؤذي طائرًا أو بهيمة أو إنسانًا، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ ‌كَافَّةً".

FFACD796-D097-481F-8738-1055D7A48FF9
FFACD796-D097-481F-8738-1055D7A48FF9
01600381-08AA-4371-9A56-CDFE1F755CD9
01600381-08AA-4371-9A56-CDFE1F755CD9
0FF90764-E13B-44D0-882E-F561478EE51F
0FF90764-E13B-44D0-882E-F561478EE51F
2939DC92-EDFC-4400-9C2B-153000173F70
2939DC92-EDFC-4400-9C2B-153000173F70
EA1F80F9-EDFF-4F1C-937D-86C82CCD9B35
EA1F80F9-EDFF-4F1C-937D-86C82CCD9B35
0BF8B66C-9DCE-4929-89A8-D9F525E53EA1
0BF8B66C-9DCE-4929-89A8-D9F525E53EA1
73C64C8A-9C1E-4DF7-878A-C787F4119E0B
73C64C8A-9C1E-4DF7-878A-C787F4119E0B
F3B395BE-A8F4-4220-9922-D32884693908
F3B395BE-A8F4-4220-9922-D32884693908
884EDCDC-CD72-4A72-ADC4-95D0F77C29AE
884EDCDC-CD72-4A72-ADC4-95D0F77C29AE