شارك الدكتور على أبو سنة، الرئيس التنفيذي لجهاز شئون البيئة نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة في فعاليات مؤتمر عمان للاستدامة البيئية، والذي يعقد بمسقط في الفترة من ١٦-١٩ يناير ٢٠٢٣، والذى افتتحه ذي يزن بن هيثم بن طارق آل سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان الشقيقة، وبحضور العديد من الشخصيات العامة والقيادات المهتمة بقضايا البيئة من العالم العربى.
وقد أشار أبو سنة في كلمته التي ألقاها نيابة عن الدكتورة ياسمين فؤاد وزيرة البيئة، إلى أن مؤتمر الأطراف ( COP-27) كان أداء جماعيا وطنيا جديرا بتحديات منها تنظيم المؤتمر فى مدة زمنية قياسية، وبمستوى تنظيمى ولوجيستى نموذجى، أتاح للمفاوضين مناخ موات للتواصل والتوصل لنتائج فاقت التوقعات بكل المقاييس، حيث استعدت مصر لوجيستياً لاستقبال هذا العدد غير المسبوق على مدار فعاليات المؤتمر، مما أدى لسهولة ويسر في تسجيل الحضور والمشاركة كنقطة ايجابية تحتسب للتنظيم المصري.
وأضاف في بيان له اليوم، أن ركائز جهود الرئاسة المصرية للمؤتمر ليست وليدة الحدث، إنما زرعت بذورها بريادة فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية للعمل المناخى منذ سنوات، فقد حرصت الرئاسة المصرية للمؤتمر من اليوم الأول على عقد اجتماعات تنسيقية يومية مع سكرتارية الأمم المتحدة لمتابعة الموقف اللوجيستي وحل كافة المشكلات الطارئة؛ وتم إقامة المنطقة الزرقاء على مساحة 50 ألف م2، والتوسع في إقامة المنطقة الخضراء على مساحة 20 ألف م2، حيث راعت الرئاسة المصرية للمؤتمر إتاحة فرصة أكبر للمشاركات غير الرسمية في المؤتمر في تلك المنطقة التي أقيمت تحت اسم "صوت الإنسانية"، والحرص على تمثيل منظمات المجتمع المدنى فى كلا المنطقتين الزرقاء والخضراء.
وأوضح أبو سنة أن المؤتمر قد شهد زخما كبيرا في الشق التفاوضي ونقاش حثيث بين الجميع للوصول لاتفاقات مرضية لمختلف أطراف المحور التفاوضي، خاصة في برنامج العمل الخاص بالتوسيع العاجل الطموح للتخفيف، والإطار طويل الأجل لتحقيق هدف التكيف العالمي (GGA) بشكل جماعي، والذى يوفر المعلومات التي يمكن أن تساعد في تمكين التقدم وتحقيقه، وستتم مراجعته قبل التقييم العالمي الثاني في عام 2028، وكان من أهم إنجازات الشق التفاوضي للمؤتمر المادة السادسة لاتفاق باريس، وترتيبات تمويل المناخ، ومنها إعلان صندوق تمويل للاستجابة للخسائر والأضرار المرتبطة بالآثار الضارة لتغير المناخ، وهو الهدف الذى طال انتظاره لتعويض الدول النامية خاصة الأفريقية عن الخسائر التى تسببت فيها الأزمات والكوارث البيئية، على أن يتم وضع التفاصيل خلال المؤتمر القادم 2023 برئاسة دولة الإمارات العربية الشقيقة، وهي نقاط مهمة لدعم الإنسانية لتستطيع مواجهة آثار تغير المناخ.
كما أضاف رئيس جهاز شئون البيئة أن ما تحقق على المستوى الإقليمي أبرز دور مصر الريادي لقارة أفريقيا من خلال تفعيل المبادرة الأفريقية للتكيف التي أطلقها فخامة رئيس الجمهورية، وذلك بعد النجاح فى الحصول على دعم مالي تم تقديمه من الولايات المتحدة الأمريكية والدول المتقدمة بقيمة 150 مليون دولار واستضافة وحدة إدارة المبادرة بالقاهرة، وشحذ 100 مليون دولار للدول الأقل نمواً (صندوق الدول الأقل نموا والجزرية)، أما على المستوى الوطني فقد نجحت مصر في حشد التمويل لبرنامج نوفى تنفيذا جزئيا لخطة المساهمات الوطنية المحدثة وذلك من خلال منظمات التمويل الدولية بمبلغ حوالى 10 مليارات دولار لبرنامج (نوفى، ونوفى +) في مجالات (ربط الطاقة والغذاء والمياه) متضمنا مشروعات لقطاع النقل، وتوقيع اتفاقيات بقيمة 83 مليار دولار للتوسع في مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة، وفيما يخص المستوى الدولي، اتخذت الأطراف قرارين أطلق عليهما معًا "خطة تنفيذ شرم الشيخ"، يتناولا العلم والطاقة والتخفيف والتكيف والخسائر والأضرار والتمويل والمسارات المؤدية إلى انتقال عادل.
كما أشار إلى إطلاق المؤتمر مجموعة من المبادرات وهي دليل شرم الشيخ للتمويل العادل، لاستخدام الدليل لدعم الدول النامية للحصول على التمويل لتنفيذ مشروعات لتغير المناخ، مبادرة الغذاء والزراعة من أجل التحول المستدام (FAST) ، مبادرة حياة كريمة من أجل الصمود في إفريقيا ، مبادرة بشأن تغير المناخ والتغذية I-CAN)) ، مبادرة الاستجابات المناخية لاستدامة السلام ((CRSP ، مبادرة -أولويات التكيف مع المناخ للمرأة بأفريقيا، مبادرة انتقال الطاقة العادلة والميسورة التكلفة في إفريقيا (AJAETI) ، مبادرة تعزيز الحلول القائمة على الطبيعة لتسريع التحول المناخي (ENACT) ،مبادرة أصدقاء تخضير الخطط الاستثمارية الوطنية في أفريقيا والدول النامية ،مبادرة المرونة الحضرية المستدامة للأجيال القادمة ،مبادرة المخلفات العالمية بحلول عام 2050.
واختتم على أبو سنة كلمته بالتأكيد على أن تغير المناخ بما يحمله من مخاطر وتحديات يتطلب التعاون بين كافة دول العالم. وإن ما تحقق فى مؤتمر الأطراف (cop27) هو بداية جديدة لخارطة الطريق، وستواصل الرئاسة المصرية للمؤتمر جهودها لحين تسليم دولة الإمارات العربية الشقيقة رئاسة المؤتمر ( cop28) نوفمبر 2023.
جديرا بالذكر أنه قد تم تكريم الدكتور على أبو سنة أثناء مشاركته بالمؤتمر من قبل صاحب السمو ذي يزن بن هيثم بن طارق ال سعيد وزير الثقافة والرياضة والشباب بسلطنة عمان الشقيقة.