قال إسلام الكتاتنى، الباحث فى شئون الجماعات المتطرفة، إن الإخواني عصام تليمة يحاول أن يسلك طريق باحث جماعة الإخوان الإرهابية، وهو دارس جيد لتاريخها، وله انتقادات عليها، لكنى مندهش من تناوله لكتاب سيد قطب "في ظلال القرآن"، بطريقة غير منصفة، حيث ينحاز لفكرة أن قطب خال من الأفكار التكفيرية، وأن طبعة الكتاب قديمًا مرت بمراحل، فعند حذف هذه المراحل تثبت تبرئة المؤلف، وهذا احتيال وكذب.
وأضاف «الكتاتنى» فى تصريحات خاصة لـ«البوابة نيوز»، أن القرضاوى نفسه انتقد أفكار قطب، وقال إن الأفكار التكفيرية ليست فى كتاب «معالم فى الطريق» فقط، ولكنها فى «الظلال» أيضا، وأى باحث منصف يقرأ قطب يكتشف أفكاره التكفيرية بسهولة، بل بالعكس، التكفير هو صلب فكرته، وليست فكرة فى الهوامش، فمنذ التحاقه بالجماعة وهو يؤسس لأفكار مثل جاهلية المجتمع والحاكمية التى استقاهما من أبو الأعلى المودودى ثم طورهما، ووضع العزلة الشعورية والطليعة المؤمنة والاستعلاء بالإيمان، وهذه هى الأفكار الرئيسية التى تُلخص اتجاه قطب بعد التحاقه بالإخوان، وكلها تشترك فى التكفير، فمن الغريب أن تأتى بعد كل هذا وتزعم أنه «لا يكفر».
وأوضح، أن قطب لم ينتج فكرا تكفيرا فقط، بل كان زعيما لتنظيم ٦٥ الذى خطط لقلب نظام الحكم واغتيال الرئيس عبدالناصر ونسف منشآت حيوية، وذلك باعتراف محمد فريد عبدالخالق فى حلقات برنامج «شاهد على العصر»، وكان «فريد» مرشحا لمنصب المرشد بعد عمر التلمسانى، وقام بشرح الرواية قائلا إن تنظيم٦٥ أعد لاغتيال الرئيس وإحداث فوضى وانقلاب، وهذه اعترافات ثابتة.
وأشار الباحث إلى أن هذه الحادثة تشبه حادث المنشية التى تكابر الجماعة ولا تعترف بها، وتنكر الحقائق الثابتة رغم اعتراف المشاركين فى الحادث واعترافهم بتفاصيل الجريمة، ومنهم خليفة عطوة المتهم الثالث فى قضية حادث المنشية، الذى اعترف بتفاصيل التحركات، ودور هنداوى دوير والمنفذ محمود عبداللطيف الذى أطلق الرصاص على الرئيس عبدالناصر. وعادة الإخوان هو تزييف الحقيقة والحديث دائما عن التعذيب فى السجون لكسب التعاطف.
مختتما أن الحسنة الوحيدة لعصام تليمة هو انتقاداته لجماعة الإخوان، لكنه فى نفس الوقت مؤمن بأفكار حسن البنا وسيد قطب، وأتمنى أن يعلن انفصاله عن فكرة الجماعة، ومن الغريب أن يتحدث عن أخطاء الجماعة ثم يحاول تبرئة قطب والحديث عنه كأنه شهيد، وربط أفكاره المتطرفة بمرحلة السجن.
يشار إلى أن عصام تليمة، شرح فى عدة تدوينات وحلقات مرئية على صفحته فيسبوك، أسباب إقدامه على هذه الخطوة، ومنها أنه يرغب فى أن يكون الكتاب مساهمة فى الوقوف على المسار الفكرى لقطب، ولإعطاء القارئ فرصة للتمييز بين أفكار قطب المثيرة للجدل وبين أفكاره التى كتبها بهدوء بعيدا عن السجن، وأيضا العودة لهدف مؤلف الكتاب، فـ"قد أراد سيد قطب من الظلال أن تكون تأملات أديب ومفكر مؤمن مع كتاب الله، ولم يستهدف منه تناول القضايا الفقهية والعقدية، أو القضايا الشائكة التى تحتاج لمؤهلات خاصة».
وشن الكثير من عناصر الجماعة هجوما على تليمة، وهو أحد أعضاء جماعة الإخوان المنتمين لجبهة لندن، ما جعله يدخل فى سجال معهم ويرد على كل القضايا التى أثاروها ويذكر رغبته القديمة فى إعادة طباعة أعمال قطب، لكن محمد قطب أخو سيد رفض رغبته وعارضه بل ومنعه من ذلك.