تشهد صفوف ميليشيا الحوثي المدعومة إيرانيًا انشقاقات وصراعات منذ سنوات، برز ذلك في أوجه عدة، على رأسها النزاع على الثروة والسلطة والنفوذ، وتجلى خلال عمليات إقصاء وإحلال واعتقال، وفي أحيان وصل إلى حد التصفية الجسدية.
ومؤخرًا، أقدمت ميليشيا الحوثي على قصف منزل القيادي المنشق محمد صلاح الحوثي، بسبب ظهوره في مقطع فيديو ينتقد فيه فسادها والسلب والنهب الذي يمارسه قياداتها، وبحسب مصادر صحفية أثار مقطع الفيديو الذي ظهر فيه القيادي المنشق خوف الحوثيين، بعد كشفه عن أسرار عن ارتباط قيادات حوثية بشبكات الدعارة.
وكان القيادي الحوثي أعلن انشقاقه عن الجماعة بعد أن طلب منه التوقيع على المدونة السلوكية، والتي رفضها معتبرًا أنها وثيقة استعباد.
وأدانت الحكومة اليمنية على لسان وزير الإعلام معمر الإرياني، استهداف الميليشيات منزل القيادي الحوثي بصنعاء، وقال الوزير اليمني في سلسلة تغريدات على تويتر: «إقدام ميليشيا الحوثي على قصف منزل القيادي المنشق محمد صلاح الحوثي في قرية دار الشريف بمديرية خولان محافظة صنعاء بمختلف أنواع الأسلحة، بعد ظهوره في مقطع فيديو ينتقد فيه فسادها والسلب والنهب الذي تمارسه، يؤكد حالة الرعب التي تعيشها في ظل تصاعد الانشقاقات والدعوات لانتفاضة شعبية».
وتابع «الإرياني»: «نذكر أن القيادي المنشق محمد صلاح الحوثي هو سادس مختطف لدى ميليشيا الحوثي الإرهابية خلال أقل من شهر، في ظل حملة اعتقالات مسعورة ومتواصلة تشنها الميليشيا بحق الإعلاميين ومشاهير التواصل الاجتماعي الذين رفعوا أصواتهم لكشف أكاذيبها والتنديد بممارساتها الإجرامية». وأشار الوزير اليمني، إلى أنه على خطى نظام الملالي في طهران تحاول ميليشيا الحوثي عبر هذه الإجراءات القمعية إرهاب الإعلاميين والصحفيين والنشطاء وكل صاحب رأي وموقف وكلمة ومنعهم من أداء دورهم في كشف جرائمها وانتهاكاتها في مناطق سيطرتها وسياسات الإفقار والتجويع التي تنتهجها بحق المواطنين.
وطالب وزير الإعلام اليمني، المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمبعوثين الأممي والأمريكي ومنظمات وهيئات حقوق الإنسان بمغادرة مربع الصمت إزاء تصاعد حملات القمع والتنكيل الحوثية، وممارسة ضغوط حقيقية على قيادات الميليشيا لوقف الملاحقات وتلفيق التهم لمناهضيها، وإطلاق كل المخفيين قسرًا دون قيد أو شرط.
يذكر أن الفترة الماضية كانت شهدت تفجر صراع بين قيادات الميليشيات الحوثية، حيث طفت على السطح موجة تصفيات.
فيما وصلت العمليات إلى دار زعيم الحوثيين بمصرع أخيه إبراهيم الحوثي، الذي جرت تصفيته وآخرين برفقته في منزل وسط صنعاء، وسبقتها عمليات قتل واغتيال لعشرات القيادات، ضمن الصراع الداخلي بين قادة الميليشيات، ويدور معظم أسبابها حول خلافات تقاسم الأموال المنهوبة والنفوذ فيما تبقى من مناطق سيطرتها.
ويرى المراقبون، أن عمليات الاغتيالات في صنعاء تعد أحد فصول حرب التصفيات التي تنتهجها الميليشيات الحوثية في إطار الصراع بين قياداتها، فيما يعتبرها البعض مجرد إفلاس حوثي لنشر القتل اليومي في ظل قانون الغاب الذي تفرضه الميليشيات الإرهابية.