قطعت الدولة شوطًا كبيرة في السنوات الماضية لتطوير منظومة التعليم، وهذا ما أكده حديث رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه أمس مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي ووزير التربية والتعليم والتعليم الفني الدكتور رضا حجازي، مشيرا في لقاءه إلى أهمية دعم الاستثمار في التعليم من اجل المساهمة في تطوير وبناء الشخصية المصرية عن طريق تطوير الكوادر البشرية ومنظومة المعلمين وكذا التوسع في انشاء المدارس المتميزة الجديدة في فترة التعليم ما قبل الجامعي والذي يكمن هدفه في صقل الأجيال الجديدة ثقافيا وعلميا ومعرفيا ومجتمعيا.
ونوه الرئيس في حديثه إلى ضرورة التوسع في المدارس التكنولوجيه التطبيقية ونشر الوعي ومن ثم يعتبر ذلك نموذجا نحاجا للمدارس المتخصصة لتلبية احتياجات القطاع الخاص من الهيكل الفني المتخصص في المجالات المطلوبة من صناعة وتنمية وتكنولوجيا معلومات واتصالات فضلا عن المهن الحرفية، والمخطط أنه سيتم الانتهاء من تطوير كافة البرامج الدراسية مع تطبيقها بكافة مدارس التعليم الفني في سبتمبر 2024.
وتعمل وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني على تحديث شامل لنظام التعليم الاساسي بالدولة المصرية بمختلف عناصره، خاصة دعم المعلمين من خلال تدربيهم وكذا تأهيل مديري المدارس، بجانب تطوير مناهج المراحل الدراسة، بالنظر الى جهود الدولة المتمثلة في وزارة التربية والتعليم خلال السنوات الماضية بداية من 2014 حيث تم بناء مناهج متطوره وفقا لمعايير عالمية بداية من رياض الاطفال الى نهاية المرحلة الابتدائية، وبالنظر الى المرحلة الثانوية نجد ان الدولة احدثت طفرة من حيث تغيير ضوابط التقييم التي كانت تعتمد على التلقين والحفظ الى التحليل والتطبيق والفهم الذي تمثل في نظام "التابلت"، فضلا عن التوسع في المدارس الرسمية الدولية التي وصلت الى 20 مدرسة التي تتيح فرص التعلم بأسعار تنافسية بنماذج تعليمية دولية.
بالاضافة الى تجارب المدارس اليابانية التي وصلت لاكثر من 40 مدرسة تعتمد على تقديم نماذج تساعد في بناء الشخصية بداية من رياض الاطفال حتى مدارس المتفوقين في مجالات العلوم والتكنولوجيا التي وصلت لما يقرب من 15 مدرسة، وكذلك مدارس النيل التي بلغ عددها 14 مدرسة المتخصصة في المناهج التكميلية لاكتساب المهارات وتنميتها، كما اطقت الوزارة استراتيجية اصلاح وتطوير التعليم الفني والتحول لتعليم فني افضل "TE 2.0" لمواكبة متطلبات سوق العمل بما يتوافق مع معايير الجودة العالمية من حيث تحسين الجودة.
وفي عام 2018 -2019 نجد ان الوزارة اطلقت مدارس التكنولوجيا التطبيقية وذلك يعد شوطا كبيرا في تطوير المنظومة التعليمية، بالاضافة الى تطبيق البرنامج المطور على 107 مدرسة، أما في عام 2020/2019 تم تطوير مناهج وبناء وتنفيذ اكثر من 33 برنامجا دراسيا، وفي عام 2020-2021 تم تطوير اكثر من 85 منهجا دراسيا، فضلا عن تطوير 118 مدرسة في هذا عام 2020، و453 مدرسة في2021، و881 مدرسة في 2022 بكافة انواع التعليم الفني.
وفي هذا السياق قال الدكتور حسن شحاته، أستاذ المناهج بكلية التربية، أن التعليم الاساسي يوفر القدر المناسب والمختلف والضروري للطلاب في المواد الدراسية والانشطة المجتمعية، حيث وفرت الدوله تعليم رياض اطفال قبل التعليم الابتدائي حتى تضمن نجاحه وعدم تأخر المرحله ومن ثم تطوير المناهج الدراسية في ضوء متطلبات العصر وحاجات الطلاب مقارنة بالدول المتقدمة.
واكد في تصريحات خاصة لـ"لبوابة نيوز"، أنه كان لابد من تطوير المعلمين باعتبار انهم هم القادرين على تطوير هذه المواد التعليمية الي انشطة تفاعليه مع الابناء واولياء الامور، وذلك يؤكد انا اكاديمية المعلمين تقوم بتدريب المعلمين على المناهج الجديدة واستخدام التقنيات المتقدمة والتفاعل الناجح حسب اساليب التدريب الحديثه وتأهيل التقويم الجديد، كل ذلك يتم معا لان التطوير لا يقتصر على جانب فقط وكان لابد ان يشمل التطوير المناهج والامتحانات والمعلم وكافة هيئة التعليم.
وتابع تطوير التعليم يصب في بناء وتطوير المتعلمين بالقيم الوطنيه وتزويدهم بالمفاهيم العلمية والاجتماعية بالقدر المناسب لكي يكونوا مواطنين مشاركين قادرين على التفاعل مع المجتمع الذي يعيشون فيه بكفاءة، متابعا لا يقتصر تطوير التعليم على الجانب الاكاديمي فقط ولكن يمتد الى الجانب الثقافي والتقني "التكنولوجي" حتى يكون المتعلمين قادرين على اكتساب عدة جوانب منها الثقافي والاكاديمية والمعرفي والعلمي في المجتمع وما يتطلبه العصر الرقمي والحياة الحديثه في المجتمع المصري.
واوضح ان جهود الدوله شملت تقنيه واساليب جديدة في التعليم وكذلك دخول انشطة الاتوكاد اليابانية في المدارس المصرية كما انها شهدت توسع في بناء المدارس بقدر الامكان والتوسع في تدريب المعلمين ليكونوا قادرين على التفاعل والبناء بنجاح في بيئة التعليم.
ومن جانبه قال الدكتور مجدي حمزة الخبير التربوي، ان التعليم في مختلف مراحله حاليا له اهتمام بالغ من القيادة السياسية والحكومة لتطوير عملية التعليم بمراحله المختلفة بداية من رياض الاطفال والتعليم الابتدائي وحتى التعليم الجامعي، اهتمام الرئيس ينعكس على التعليم الأساسي لأنه اهم مرحلة تعليمية خاصة ان به مشاكل كثيرة بصفة عامة، بالتالي خروج طالب من المرحلة الأساسية قادر على تطوير نفسه مع وجود منهج مناسب لقدراته لفتح مجال أفضل.
وتابع في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، بالنسبه لجميع الأجيال لابد أن تكون المناهج مناسبة للمرحلة العمرية واكفأ وافضل المعلمين لتدريس المرحلة الابتدائية وهي التعليم الأساسي لانها نواة للعالم كله، وعلى مستوى العالم مرحلة التعليم الأساسي والابتدائي هي افضل مرحلة ويدرس لها افضل الخبراء والمختصين استنادا لمقولة "التعليم في الصغر كالنقش على الحجر"، لتخرج تلميذ قادر على فهم المناهج ومتطلباتها، حتى لا يعاد ما حدث بالصف الرابع في العام الماضي.
مؤكدا لابد من الارتقاء بمستوى المعلمين وتدريبهم جيدا حتى يتم مواكبة التطور بالمناهج وطريقة التدريس، لان البنية الأساسية هو التعليم الأساسي لبناء الشخصية إذا وجد مناهج متطورة ومعلمين أكفاء سيكون ذلك النواة الأساسية للطالب في مرحلة التعليم ما قبل الجامعي ويكون قادر على فهم معطيات العصر، بالتالي يقدر على تنمية قدراته الذاتية وإبداعاته مع وجود نوع من الابتكار في مختلف المراحل التعليمية ليدفعه إلى منتج تعليمي قادر على المنافسة في سوق العمل لأن هدف التعليم الأساسي اخراج منتج تعليمي "الطالب".
واكمل ان الطالب في المراحل الأساسية لديه خيال رائع إذا تم استغلال ذلك سيكون هناك قدرات إبداعية غير موجودة عند الكبار، بناء شخصية الطفل لها جوانب مختلفه أولها الجانب التعليمي وهي خاصة بالمدارس والمعلمين وكيفية تنمية قدراتهم، والجوانب الثقافية إذا تم تطوير قدراته تنعكس على حب القراءة ومن ثم استيعاب جميع الفكر الثقافي المحيط به والتواصل مع الآخرين وذلك جزء كبير من تكوين الشخصية الثقافية ويعتبر أيضا تطوير إجتماعي.
وتابع اما التطوير النفسي يجعله قادرا على القراءة في المجال الذي يهواه ومن ثم يطور نفسه، بالتالي ينتج انسان متكامل، ولكن ذلك يعتمد على كيف يتم استيعاب فكر الطالب كي يتم تقديم المادة التي يستوعبها ومن ثم ينمى قدراته، ومن هنا نقدر على قول أن الطالب ثقافيًا وعلميا واجتماعيا وسلوكيا متطور من خلال النهج الذي يقدم له مع وجود تقييم لهذه المراحل في التعليم ما قبل الجامعي وما بعد التعليم الجامعي، لتوضيح مدى الاستفادة، وما إذا نجح في تكوين شخصية صحيحة، وهل نقدر على دعم ذلك مرة أخرى ام لأ، وذلك يرجع إلى آليات التنفيذ المختلفة.
