قال السيد القصير، وزير الزراعة، إن التنمية المستدامة والأمن الغذائى يواجهان عددًا من التحديات التى تؤثر على خطط تحقيقها ومنها محدودية المياه اللازمة للتوسع فى الرقعة الزراعية أفقيًا، موضحًا أن الدولة المصرية من الدول التى تعانى من انخفاض نصيب الفرد من المياه، مما يضعها فى مصاف الدول التى تعانى من الفقر المائى.
وأضاف «القصير»، خلال كلمته بالجلسة الوزارية ضمن فعاليات اليوم الأول للمؤتمر السنوى للتنمية المستدامة، والذى تنظمه مؤسسة الأورمان بمحافظة الأقصر، أن التفتت الحيازى يعتبر عائقا رئيسيا لتنفيذ كثير من السياسات الزراعية، كما تعمق الزيادة السكانية المطردة من حدة تأثيرات كل هذه التحديات، وهو ما يستوجب منا جميعًا التفكير فى تدابير وإجراءات لمواجهة ذلك لتحقيق درجة آمنة من الاكتفاء الذاتى، خاصة من المحاصيل الاستراتيجية.
وأكد وزير الزراعة أن بعض المفاهيم المرتبطة بالاكتفاء الذاتى يجب أن يتم توضيحها، حيث إن مفهوم الاكتفاء الذاتى ينصرف بالدرجة الأولى إلى أهمية توافر السلع وإتاحتها لكل فئات الشعب من خلال تبنى مفهوم الاكتفاء الذاتى النسبى، وهو المنهج الذى تتبعه معظم الدول والذى يعنى قدرة الدولة على توفير السلع والمواد الغذائية كليًا أو جزئيًا مع ضمان الحد الأدنى من تلك الاحتياجات بصورة منتظمة، باعتبار أن مفهوم الاكتفاء الذاتى المطلق يفقد الدول الاستفادة من المزايا النسبية والتنافسية ويقلل من حركة التجارة الدولية.
وفي هذا السياق يقول الدكتور خليل المالكي الخبير الزراعي، أن الأزمة المالية التي تمر بها مصر خلال الفترة الأخيرة سبب رئيسي في مشاكل بعض المحاصيل الزراعية خاصة بعض المحاصيل التي تحتاج كميات كبيرة من المياه مثل محصول الأرز التي حددت الدولة مساحات معينة يتم زراعتها منه تخطي تلك الأزمة.
وأضاف المالكي في تصريحات خاصة لـ "البوابة نيوز"، لابد من وجود حلول خارج الصندوق مثل استنباط أصناف حبوب جديدة تستهلك كميات مياه أقل وانتاجية أعلى خاصة وأن المياه شريك أساسي في العديد من المجالات مثل الصناعة والزراعة وغيرها من المجالات.
وفي نفس السياق يقول حسين عبد الرحمن أبو صدام نقيب الفلاحين، أن محدودية المياه وقلتها خلال الفترة الماضية أثرت بالسلب على المحاصيل الزراعية مما جعل هناك أزمة كبيرة في المحاصيل الاستراتيجية من الحبوب الزراعية مثل القمح والذرة والأرز جعل فاتورة الاستيراد في زيادة مستمرة.
وأضاف أبو صدام في تصريحاته لـ "البوابة نيوز"، لابد من وجود سيستم وخطة جديدة لتخطي ازمة المياه، ووجود أصناف تقاوي جديدة تتناسب مع التربة وتستهلك كميات مياه أقل خاصة وأن الأصناف القديمة تتأثر بشكل كبير بعوامل الجو والمناخ موضحًا أن تلك الخطوة ستعمل بشكل كبير على زيادة الصادرات الزراعية للخارج.
