ارتفعت أسعار الذهب الأسبوع الماضي في البورصة العالمية وأغلقت في المنطقة الإيجابية، حيث استعاد الذهب قوته وارتفع إلى ما فوق 1900 دولار للأونصة لأول مرة في سبعة أشهر قبل عطلة نهاية الأسبوع، ليغلق الأسبوع الرابع على التوالي في المنطقة الإيجابية، بحسب تقرير جولد بيليون.
واضاف تقرير جولد بيليون ، أن التوقعات الحذرة لبنك الاحتياطي الفيدرالي سيطرت على الأسواق المالية في بداية الأسبوع الماضي بعد أن أظهرت البيانات الأمريكية أن تضخم الأجور وتضخم الأسعار في الولايات المتحدة قد تراجع في ديسمبر، ومع انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات نحو 3.5%، تمكن الذهب المترابط عكسيا من حصد المزيد من المكاسب بختام الأسبوع.
في المقابل، كافح الدولار الأمريكي للاستمرار في الارتفاع في غياب البيانات ذات التأثير العالي، وامتنع المستثمرون عن المراهنات الكبيرة قبل بيانات التضخم التي كانت مرتقبة بشدة في الولايات المتحدة يوم الخميس، وفق ما أورده تقرير التحليل الفني لسوق الذهب الصادر من gold pullion.
وأفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي أن مؤشر أسعار المستهلك (CPI) انخفض إلى 6.5% على أساس سنوي في ديسمبر من 7.1% في نوفمبر، مطابقة لتوقعات السوق، وعلى أساس شهري، انخفض مؤشر أسعار المستهلكين بنسبة 0.1%، بالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر أسعار المستهلكين الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بنسبة 0.3% في نوفمبر، لكن المعدل السنوي تراجع إلى 5.7%.
ومع رد الفعل الأولي لتلك البيانات، تعرض الدولار الأمريكي لضغط بيع شديد، وارتفع سعر الذهب متجاوزا 1900 دولار أمريكي للمرة الأولى منذ مايو يوم الخميس الماضي وفق جولد بيليون.
وتابع التقرير أن الذهب حصل على الدعم بعد أن انخفاض عائد سندات الخزانة الأمريكية لمدة 10 سنوات إلى أقل من 3.5% للمرة الأولى في ثلاثة أسابيع، مما أدى إلى ارتفاع سعر الذهب في النصف الثاني من الأسبوع، بعد أن أعرب رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا باتريك هاركر ورئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في أتلانتا رافائيل بوستيك عن دعمهما لرفع سعر الفائدة الفيدرالية بمقدار 25 نقطة أساس في أوائل فبراير، مما زاد التوقعات بتباطؤ وتيرة التشديد النقدي التي ينتهجها البنك الفيدرالي الحالي، وحافظ الذهب على مكاسبه وانتهى به الأمر بارتفاع ما يقرب من 2% على أساس أسبوعي.
وعلى صعيد السوق المحلي، فقد سجل سعر الذهب في مصر رقما قياسيا بلغ 1900 جنيها الأسبوع الماضي لعيار 21 بعدما استهل بداية تداولات الأسبوع الماضي عند سعر 1790 جنيها للجرام، ويأتي ارتفاع أسعار الذهب محليا بسبب ارتفاع الطلب نتيجة لتحوط الأفراد من انخفاض الجنيه المحلي أمام الدولار، حيث صعد الدولار إلى أعلى مستوياته على الإطلاق مقابل الجنيه المصري إلى 32.21 جنيه يوم الأربعاء، وتأتي الزيادة في أسعار الذهب محليا بعد صدور تقرير خبراء صندوق النقد الدولي يوم الثلاثاء عن برنامج القروض الجديد في مصر ، والذي يتطلب مرونة أكبر في سعر الصرف وتوقع المزيد من الانخفاض للجنية المصري.
“توقعات سوق الذهب”
سيراقب المشاركون في السوق بيانات الناتج المحلي الإجمالي (GDP) من الصين للربع الرابع غداً الثلاثاء جنبا إلى جنب مع مبيعات التجزئة وأرقام الإنتاج الصناعي لشهر ديسمبر في الولايات المتحدة كما يترقب السوق مبيعات التجزئة لشهر ديسمبر يوم الأربعاء. نظرا لأن هذه البيانات لا يتم تعديلها وفقا لتغيرات الأسعار ، فمن غير المحتمل أن يكون لها تأثير ملحوظ على معنويات المخاطرة أو تقييم الدولار الأمريكي.
في الأسبوع المقبل ، سوف يتابع المستثمرون أيضا أرقام أرباح الربع الرابع، وتعد Morgan Stanley و Goldman Sachs و Netflix Inc من بين الشركات البارزة التي ستعلن عن أرباحها الأسبوع المقبل، ويمكن أن يوفر أداء المؤشرات الرئيسية في وول ستريت دليلا إضافيا على اتجاه الذهب القادم.
“النظرة الفنية لسعر الذهب”
تشير النظرة الفنية على المدى القريب إلى وصول الذهب إلى ظروف ذروة الشراء، وبالتالي ، يمكن أن يقوم سعر الذهب بتصحيح وهبوط في الاسعار قبل أن يكمل اتجاهه الصاعد يمثل 1،880 دولار أمريكي كدعم أولي قبل 1،860 دولار