البعض أصبح يسلك طرقا غير مشروعة كالإتجار فى المواد المخدرة، من أجل الحصول على المال وتحقيق ثروة فى وقت قياسي، دون التفكر فى العواقب المترتبة على ذلك والتى تنتهى بالقتل أو السجن، وخير دليل على ذلك ما حدث مع » م. ت. م» شاب فى العقد الثالث من العمر يعمل مندوب مبيعات، فقد تم القبض عليه بتهمة الإتجار فى المواد المخدرة وصدر قرار بحبسه وإحالته لمحكمة الجنايات والتى قررت معاقبته بالسجن عاما بتهمة حيازة مخدر الحشيش والإتجار به.
تفاصيل كثيرة حول الواقعة كشفتها التحقيقات التى أجرتها النيابة العامة بشمال الجيزة، والتى بدأت بتلقى ضباط مباحث قسم شرطة الدقى إخطارا من إحدى الدوريات المكلفة بتفقد الحالة الأمنية بدائرة القسم يؤكد بأنهم تمكنوا من القبض على شاب يستقل دراجة نارية بعدما انتابهم الشك نحوه، وقد قاموا باستيقافه حال محاولته الهرب فور رؤيته لهم وتفتيشه عثروا بحوزته على عدد ٧ قطع من مخدر الحشيش ومبلغ مالى وهاتف محمول، وتم اقتياده لقسم الشرطة ومن ثم إخطار النيابة للتحقيق معه.
وأضافت التحقيقات » أن التحريات التى أجرتها الأجهزة الأمنية جاءت لتؤكد قيام المتهم » م.ت.م» بالإتجار فى المواد المخدرة منذ أشهر وكان يستغل عمله كمندوب وسهولة حركته فى توزيع بضاعته على عملائه دون أن يشك به أحد، وبمواجهة المتهم بالتحريات التى أجريت عنه، أنكر فى بداية الأمر ارتكابه لتلك الواقعة، ولكن بعد تضييق الخناق علية بدأ فى سرد تفاصيل الواقعة، حيث أشار إلى أنه يقيم بمنطقة العمرانية ويعيش وسط أسرة ظروفها المادية غير مستقرة، فوالده مسن ولم يعد يعمل وكذلك والدته ولديه من الأشقاء ٥ كل فرد منهم يعمل ويحاول مساعدة الأسرة وتوفير بعض النفقات خاصة فى ظل غلاء المعيشة.
وأوضح بالتحقيقات إلى أنه سعى كثيرا من أجل الحصول على عمل براتب مجز ولكن مؤهله الدراسى لم يساعده على ذلك لكون لم يحصل على شهادة جامعية، لذلك كانت فرصته فى الحصول على وظيفة ثابتة غير مناسبة، وقد انتهى به الأمر مندوب مبيعات، وبدأ فى ممارسة عمله ولكن راتبه لم يكن كافيا لسد احتياجاته الشخصية ومساعدة أسرته، فقرر البحث عن عمل آخر ولكن الأمر كان مرهقا بالنسبة له.
وأشار بالتحقيقات إلى أنه شعر باليأس الأمر الذى دفعه إلى التفكير فى سلك طرق غير مشروعة للحصول على مال كثير بطريقة سهلة، وبالفعل قرر الإتجار فى المواد المخدرة، وأخذ كمية من مخدر الحشيش وبدأ فى توزيعها مستخدما دراجة نارية حتى يكون سهلا عليه الحركة والتنقل، ومرت عدة أشهر وهو يقوم بممارسة نشاطه دون أن يشك به أحد بحكم عمله مندوبا وتردد على العديد من المناطق بكل أنحاء الجمهورية.
واستمرت الحال على هذا الوضع حتى يوم الواقعة فقد قرر تسليم عدد ٧ قطع من مخدر الحشيش لأحد عملائه فى وقت متأخر من الليل وحال سيره بمنطقة الدقى لاحظ وجود كمين فقرر الابتعاد عنه، ولكن أفراد القوة الأمنية شاهدوه لحظة محاولته الهرب وانتابهم الشك فقاموا بمطاردته وتمكنوا من ضبطه وبتفتيشه عثـروا بحوزته علـى كـيس بلاستيكى يحـوى عددا من مخدر الحشيش وهاتف محمـول ومبلغ مالى وبمواجهتـه بمـا أسفر عنه الضبط والتفتيش أقر بـ إحراز المـواد المخدرة بقصـد الإتجـار وأن الهاتف المحمـول وسيلته والمبالغ المالية حصيلة الإتجار.
فأصدرت النيابة قرارا بحبسه والتجديد له فور ورود تقرير المعمل الكيميائى الذى أكد أن المضبوطات التى كانت بحوزته المتهم هى لمخدر الحشيش، أمرت بإحالته إلى محكمة الجنايات التى قضت بمعاقبته بالسجن لمدة عام وغرامة ١٠ آلاف جنيه بتهمة الإتجار فى الحشيش.