أكد المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية عبدالرحيم سليمان أن قضية الهيمنة الرقمية تعد من أهم القضايا التي تؤثر على الإعلام العربي والعالمي.
وقال سليمان- في حواره مع موفد وكالة أنباء الشرق الأوسط في تونس، خلال مشاركته في المؤتمر الثاني للإعلام العربي- إن اتحاد إذاعات الدول العربية يحرص على مناقشة أهم القضايا التي تؤثر على أداء الإعلام وتعزيز التعاون، بما يخدم التنمية الإعلامية عربيا.
وأشار إلى أهمية المؤتمر، الذي تضمن مجموعة من الجلسات حول موضوعات وقضايا الهيمنة الرقمية وكيفية مواجهتها.
ولفت إلى ضرورة وجود استراتيجية مُوحدة وواضحة سيتم العمل على تفعيل آلياتها؛ من أجل تعزيز الواقع الإعلامي العربي ومواجهة التحديات الرقمية.
وقال إن اتحاد إذاعات الدول العربية يبذل جهودا كبيرة للإحاطة بالإشكاليات التي تواجهها البلدان العربية؛ بسبب هيمنة التكنولوجيا الرقمية، ويقدم رؤية للحلول الممكنة والسياسات التي يمكن إرسالها لتعزيز التنمية الإعلامية.
وأضاف أن الهيمنة الرقمية تعد أحد أبرز مواضيع الساعة، والتي تطرح العديد من التحديات بالنسبة للعالم العربي ومناطق العالم الأخرى، مشيرا إلى أن بقدر ما كانت نشأة الثورة الرقمية واتساع رقعتها والحلول التي وفرتها والآفاق التي فتحتها محل ترحيب لدى الكثيرين، بقدر ما كان لهذا الواقع الجديد تأثيرات جانبية عميقة عانت وتعاني منها البلدان التي لم تساهم في التغيير، واكتفت با استهلاك تقنياتها وجني ثمارها ومكاسبها.
وأشار إلى أن التحديات المرتبطة بقضية الهيمنة الرقمية عديدة منها التحديات المطروحة في الوطن العربي في المجالات الثقافية والاجتماعية والإعلامية وكذلك في مجال الاقتصاد الرقمي والضريبة الرقمية وأيضا في مجال حماية المعطيات الشخصية والأمن السيبراني.
وأكد أهمية نشر الوعي العام ومواجهة الهيمنة الرقمية وتوعية مجتمعاتنا العربية، مشيرا إلى ضرورة إرساء بنى تحتية رقمية مستدامة آمنة.
ولفت إلى أن الارتقاء بالخدمات الرقمية العربية وقدراتها على المنافسة في الأسوق العالمية الثانية أصبح ضرورة ملحة، ولابد من توفير منصات عربيه خالصة قادرة على التعبير عن المجتمع العربي وخصوصيته وهويته المميزة.
ولفت إلى أنه من المهم التشجيع على إنشاء مركز ابتكار يدعم التحول الرقمي، بما يعزز التنمية والتطوير الإعلامي.
وأوضح أن المؤتمر الثاني للإعلام العربي، الذي انعقد بمشاركة موسعة فقد شارك فيه ما يزيد على 37 خبيرا عربيا ودوليا، وقد شهد حضور موسع من العالم العربي وإفريقيا وآسيا وأوروبا.
وتابع: أن فعاليات المؤتمر وافتتاحه شهد حضور مميز لعدد من الوزراء العرب في مجالات الإعلام وتكنولوجيات الاتصال والثقافة وممثلي جامعة الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة والاتحادات الإذاعية والتلفزيونية الإقليمية وشركات الإعلام الرقمية العالمية وخبراء عرب ودوليين في مجالات الإعلام والاقتصاد وعلم الاجتماع.
ولفت إلى أن المؤتمر على مدى يومين ناقش كافة المحاور المرتبطة بالموضوع الرئيسي، وخاصة سبل المجابهة العربية الموحدة للهيمنة الرقمية العالمية، مشيرا إلى مجموعة من التوصيات التي تتعلق بوجود خطة عربية استراتيجية موحدة للتعامل مع الرقمنة والتطور العالمي.
وأضاف أن المؤتمر انعقد بشكل مميز وناقش القضايا بموضوعية وفعالية من خلال جلسات تهدف إلى إيجاد رؤى مؤثرة لوضع استراتيجية عربية موحدة لمواجهة التحديات الرقمية.
ولفت إلى أن المؤتمر الثاني للإعلام العربي قد سبقه إعداد جيد ساهم بفاعلية أن تكون اللقاءات والفعاليات مميزة.
وأوضح أن المؤتمر الأول للإعلام العربي قد ناقش مجموعة من الموضوعات منها أزمة الصحافة المكتوبة والتدريب وإعادة تأهيل الموارد البشرية في ظل انفجار القنوات الفضائية الخاصة والوسائط الجديدة، لافتا إلى حرص اتحاد إذاعات الدول العربية على وجود الرؤى والتصوّرات، وتقديم حلول عملية، بما يخدم الواقع الإعلامي العربي.
وأكد أنه لابد من حماية النشء والشباب والأطفال من خلال تقديم مضمون عربي يحافظ على الهوية والثقافة والعادات والتقاليد الخاصة بنا، من خلال منصات متخصصة تعبر عن واقعنا المميز وتواكب التطور التكنولوجي العالمي.
وانعقدت فعاليات المؤتمر الثاني للإعلام العربي تحت عنوان "الهيمنة الرقمية العالمية وسبل مجابهتها عربيا"، بتونس، بحضور عدد من الوزراء العرب وكبار المسؤولين، على مدار يومين، انطلقت أمس الأول /الجمعة/.
وشارك في افتتاح المؤتمر عدد من الوزراء العرب في مجالات الإعلام وتكنولوجيات الاتصال والثقافة، ورئيس اتحاد إذاعات الدول العربية محمد بن فهد الحارثي، والمدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية عبدالرحيم سليمان، وحسين زين رئيس الهيئة الوطنية للإعلام ونائب رئيس اتحاد إذاعات الدول العربية.
كما شهد الافتتاح رئيس اتحاد إذاعات وتليفزيونات دول منظمة التعاون الإسلامي الإعلامي عمرو الليثي، وممثلو جامعة الدول العربية والمنظمات العربية المتخصصة والاتحادات الإذاعية والتلفزيونية الإقليمية وشركات الإعلام الرقمية العالمية، وخبراء عرب ودوليين.
