«القاهرة الإخبارية» تخترق معسكرات النازحين رغم مخاطر الرحلة وتهديدات الإرهابيين
من «الخيام» إلى «الصفيح».. رحلة صوماليين للهروب من ويلات الحرب إلى «معسكر القبور»
نازح صومالى: نجمع الحطب لتأمين قوتنا.. ونسير على الرمال حفاة لفترات
في سبق جديد للإعلام المصري، اخترقت قناة «القاهرة الإخبارية» معسكرات النازحين في الصومال، لرصد معاناتهم المزدوجة مع الإرهاب والمجاعة، ليتمكن من إنتاج الفيلم الوثائقي «شابيلا» والذي مثل محطة مهمة على طريق الإعلام المهني الذي يستهدف نقل الحقيقة للمشاهد، برغم ما تحمله رحلتها من مخاطر وصعاب.
وعرضت قناة «القاهرة الإخبارية»، الأربعاء الماضى، الفيلم الوثائقي «شابيلا»، والذي يرصد رحلة النازحين الصوماليين الهاربين من مآسي الجفاف والإرهاب.
ونجح «شابيلا» فى تقديم قصة واقعية مؤلمة، ولكنها إنسانية، كشف من خلالها عن الصعاب التى مر بها فريق عمل الفيلم، من أجل توثيق وتسجيل وإنجاز مهمتهم، حيث عرضوا أنفسهم لتهديدات عدة، بالإضافة لتحمل ظروف شديدة القسوة، لنقل الواقع بصدق ومناقشة قضايا واقعية وإنسانية مهمة لطرحها على مائدة الإعلام العربي.
كما كشف الفيلم أيضًا عن جهود مصر السياسية والأمنية، في قارة أفريقيا، وخاصة في منطقة القرن الأفريقي.
وظهر في فيلم «شابيلا» مدى الصعاب التى واجهها فريق العمل في الصومال، حيث كان من المستحيل التحرك فيها بدون تأمين، وكذلك التصوير الذى يحتاج لمحترفين، وفكرة التحرك بسيارة واقية من الرصاص، بسبب تمركز الإرهابيين في معسكرات النازحين.
الصومال يستعيد قوته
وكشف «شابيلا»، أن الصومال بدأ يستعيد قوته ويجب الوقوف إلى جواره، وهو هدف الفيلم، الذي استغرق تصويره ثلاثة أسابيع.
ومن المحطات الإنسانية في الفيلم، إلقاء الضوء على تجربة شديدة الإنسانية والوجع، لأم توفى لها 3 أطفال، وكانت في معسكرات النازحين، كما كشف الفيلم أسماء المعسكرات سواء «قبور» أو «كمد»، والتي تحمل رمزية حول الوضع هناك فى الصومال، التى تُعد أكبر دولة متضررة من أزمات المناخ، كما يحاربون الإرهاب بالنيابة عن العالم كله ضد تنظيم الشباب الإرهابي.
من حياة الخيام إلى حياة الصفيح
وفى «شابيلا»، تحدث صحفى صومالى، عن أزمات النازحين، والذين تحولوا من حياة الخيام لحياة الصفيح، ليتحول حلمهم في الهروب من الجوع والجفاف إلى كابوس.
وقالت مدير مركز «ميرال» للدراسات بالصومال، من خلال فيلم «شابيلا»، إن الناس ينزحون بسبب الجفاف والحكم الجائر ويتجهون للعاصمة مقديشو، وكل ما كان هناك أراض محررة من الحركات الإرهابية يتجه الصوماليون إليها.
بينما قال الدكتور حسن شيخ على نور، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة مقديشو، إن حركة «الشباب» كانت حركة أيديولوجية فى بداية الأمر، يتحدثون عن الشريعة الإسلامية وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبطبيعة الشعب الصومالى المتدين رحبوا بالحركة فى بداية الأمر، لكنهم استخدموا الإسلام ستارًا للإرهاب، حيث اكتشف الشعب الصومالى أن تلك الحركة تستخدم الدين كغطاء سياسى وأيديولوجى ولهم أجندات تمتد من الصومال إلى الخارج، وأن هناك حركات خارجية تمدهم بالمال والسلاح والفكر وأدوات القتل.
وقالت منيرة آدم على، إن الناس الذين يسكنون حالتهم صعبة للغاية، والحكومة أيضًا حالتها صعبة، فهم لا يستطيعون الدخول لمعسكرات النازحين، والمسكين يراه الله فقط.
بينما قال أحد النازحين، ويدعى «عبدالقادر»، إنه اتجه لجمع الحطب لتأمين قوت يومه، ولكن الأمور تعقدت حتى اضطر للعمل شيالًا لإطعام أولاده، واستمرت الأحوال فى تدهور حتى اضطروا لمغادرة مكانهم والسير على الرمال دون أحذية لفترة، وأنهم يقيمون بمخيم القبور منذ شهرين، ولهذا يناشد الناس بمساعدتهم بالقوت.
أما محمود معلم، مدير هيئة الكوارث الصومالية، فقال إن التغيرات المناخية العالمية شكلت عاملًا كبيرًا لتفاقم الأزمة، يضاف إليها ما تمر به الصومال من مواسم جفاف قاسية، وما زاد من الأزمة كذلك، الوضع الأمني المضطرب الذي يعيشه الصومال، فقد ترك أهالي «شابيلا» منازلهم بدافع تلك الظروف المأساوية وفروا باتجاه العاصمة طلبًا للغوث، ناصبين خيامهم في العراء، في معسكر دل اسمه على بشاعته، وهو معسكر القبور.
تقدير صومالي لمصر
ومن اللافت للنظر رغم المعاناة، تقدير الصومال لدور مصر، حيث استكمل «معلم» حديثه، بأنه يثمن الدور المصري في بلده، كما شكر الرئيس عبدالفتاح السيسي، على دعمه الكبير لبلاده، وأشاد أيضًا بما تتبناه مصر من مشاريع تنموية للقارة الأفريقية، والحرص الدائم على تبني قضية الغذاء والمناخ.
وأكد إنتاج وعرض فيلم «شابيلا» اهتمام ووعى القطاع الإخبارى فى الشركة المتحدة، برئاسة الكاتب الصحفي أحمد الطاهري، بملف السياسة المصرية الخارجية، ودور القاهرة سياسيًا وتاريخيًا فى دعم ومناقشة قضايا القارة الأفريقية.
كل ذلك دفع القطاع الإخبارى و«الطاهري»، إلى الاهتمام بصناعة الأفلام الوثائقية لرصد وتوثيق كل الأحداث والفعاليات الكبرى التي تعيشها دول الإقليم، خاصة بعد التحديات التي أصبحت تواجه العالم، ومنها التغيرات المناخية وتأثيرها على بلدان القارة الأفريقية، وكيف ساهم الإرهاب في تراجع معدلات التنمية بعالمنا المحيط.
قال «الطاهري»، إن قنوات قطاع الأخبار تحرص على الحفاظ على الهوية الوطنية والتراث الشعبي المصري، ولذلك سيتم إنتاج سلسلة أفلام وثائقية وتحقيقات تليفزيونية لتوثيق التراث المصري، والحفاظ على الهوية الوطنية للدولة المصرية.
وأكد أن الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، تقدم كل الدعم لتطوير المحتوى البرامجي والإخباري؛ لكي يكون لمصر صوت إقليمي ودولي مؤثر، وذلك بعدما تم تأسيس العديد من المكاتب التابعة لقطاع أخبار الشركة المتحدة في واشنطن ونيويورك ولندن ودبي.
ولفت إلى أن قناة «القاهرة الإخبارية» لديها حاليًا 22 مراسلًا في مختلف دول العالم، إلى جانب تأسيس مكاتب في محافظات أسوان والإسكندرية والغربية، بالإضافة إلى مكاتب شمال الصعيد، وأن ما تم إنجازه حتى الآن لا يمثل سوى 40% فقط من قدرات قطاع أخبار الشركة المتحدة.