تعد الأمثال الشعبية القديمة روح الأجداد يتناقلها الأجيال عبر العصور لأخد العبرة النصيحة والعمل معها في كل وقت ومكان ولا تتوقف هذه الخلاصة من النصائح والعبر التي هي خلاصة لتجارب أجدادنا عند زمن بعينه أو مكان بعينه ولأنها مهمة،ولها أهمية كبيره فقد تناقلتها الأجيال ومازلت وستزال .
عن أسباب تردد مثلنا اليوم فهو يشير إلى الأخلاق والرحمة والمودة التي يجب أن يبحث عنها صاحب الدار قبل الجوار ويتعرف عليها من خلال الجار وذلك لأهمية معرفة طبيعة أخلاقيات ذلك الجار.
وعن قصة المثل فهي تعود إلى قديم السلف والزمان لرجل كان يسكن بالقرب من منزل رجل يدعى "أبو دف البغدادي " منذ سنوات عديدة.
تراكمت على الرجل الديون واشتدت عليه حاجته فلم يجد سوى بيع منزله
عرض البيت للبيع بمبلغ أكبر من قيمته التي يستحقها إذ عرض بيعه بـ 1000 دينار على الرغم من أن قيمته لا تتعدى 500 دينار .
لم يأت أحد لشرائه وذلك لغلاء سعره
فنصحه أحد جيرانه بأن يقلل من سعره حتى يباع فرفض النصيحة
كرر أبو دف البغدادي نفس النصيحة ووجهها إلى جاره فرد قائلا: اني ابيع المنزل بـ500 دينار وأبيع الجيران بـ 500 دينار وعلى ذلك فهو يساوى لى ألف دينار وذلك أقل بكثير من العشرة والأخوة والمودة التى وجدها عند هذا الجار
ذلك لأنني من 20 عاما سكنت مع جار جمعت بينى وبينه صداقة قوية وأخوة كبيرة لدرجة أننى لم أستطع أن أبتعد عن جارى "أبو دف البغدادي وعائلته "برغم أن أولادى تزوجوا وابتعدوا وتركولى البيت وتركونى أسكن بمفردى
سمع "أبو دف البغدادي " كلام جاره وسر إعلائه لثمن بيع البيت وعلى أثر ذلك قرر أن يساعده في أزمته مسددا كل ديونه كاشفا عن جوهر حق الجيران منطلقا بقوله "اختار الجار قبل الدار ".