تراجع حاد شهده عدد السائحين الروس الوافدين إلى جميع أنحاء الدول الأوروبية العام الماضي، وبنسبة تراوحت بين 80 و 90 % في سابقة هي الأولى من نوعها.
ووفقًا لاتحاد منظمي الرحلات السياحية في روسيا (ATOR)، لم تستقبل بولندا وفنلندا ودول البلطيق وجمهورية التشيك أي سائح روسي تقريبًا منذ أن تم تطبيق التدابير التقييدية على الاتحاد الروسي، وكانت بعض الأسباب الرئيسية التي ذُكرت لهذا الانخفاض هي الصعوبات اللوجستية وتكاليف السفر التي زادت بمقدار ثلاث إلى أربع مرات.
وكشفت سفارة اليونان، التي كانت العام الماضي ضمن أفضل عشر وجهات سياحية للسياح الروس، عن تسجيل 31300 وافد، وهو ما يمثل انخفاضًا بنسبة 80 % مقارنة بالعام الماضي، وأشار نائب رئيس الاتحاد الروسي للسفر دميتري غورين: "أولاً وقبل كل شيء، لوجستيات النقل المعقدة، والافتقار إلى الرحلات الجوية المباشرة مع أوروبا، والحاجة إلى الرحلات الجوية المنخفضة التكاليف من أهم الأسباب، فغالبًا ما تكون الرحلات الجوية باهظة الثمن، وإذا كانت تذكرة السفر إلى أوروبا في وقت سابق تكلف ما بين 300 و 400 يورو في المتوسط ، فإنها تكلف الآن 1000 يورو أو أكثر. زاد وقت الرحلة من ثلاث ساعات إلى 8-24 ساعة".
وأضاف غورين، أن عدد الطلبات المقدمة من قبل المواطنين الروس في مراكز التأشيرات في اليونان وإيطاليا وإسبانيا انخفض بنسبة 80 %، مع احتمال أن يكون هذا الرقم أعلى في البلدان الأخرى.
وتمثل إسبانيا واليونان وإيطاليا ثلاث دول سجل فيها عدد السياح الروس انخفاضًا أقل، بينما في البلدان الأخرى التي لا يُسمح فيها للسياح الروس بزيارتها، انخفض العدد إلى الصفر، وبشكل عام، يمكن تقدير الانخفاض في تدفق السياح إلى أوروبا بنسبة 90-95 % كما كشف ممثل صناعة السياحة.
ومن ناحية أخرى، أثر حظر دخول السياح الروس من أوروبا أيضًا على السياحة في المنطقة، خاصة في بعض الدول التي كانت تقريبًا تعتمد على السياح الروس، كما هو الحال بالنسبة لقبرص، فقد أدى غياب السائحين الروس والاوكرانيين إلى قبرص إلى خسارة قطاع السياحة 600 مليون يورو، حيث كانت الجهات الأكثر تضررًا هي شركات مثل وكالات السفر المحلية وكذلك صناعة الضيافة مثل الفنادق وأماكن الإقامة الأخرى.
وقال رئيس مجلس إدارة جمعية الفنادق القبرصية، هاريس لويزيدس: "هناك فنادق، لا سيما في منطقة فاماغوستا، وأيا نابا وبروتاراس تعاني في الغالب بسبب عقودها الواسعة مع منظمي الرحلات السياحية من روسيا، ونواجه صعوبات كبيرة في الوقت الحالي".
ويمثل الروس ثاني أكبر سوق سياحي في قبرص، وعلى الرغم من كونهم مدرجين في المرتبة الثانية، فإن السياح الروس معروفون بكونهم من بين الأعلى إنفاقا، وكما أشار وزير السياحة القبرصي، سافاس بيرديوس، فإن الروس ينفقون 60 يورو للفرد في اليوم بينما تنفق الجنسيات الأخرى إجمالاً حوالي 90 يورو.
وبالإضافة إلى القرب الجغرافي والتكاليف المنخفضة، ينجذب الروس إلى قبرص أيضًا لأسباب دينية، حيث تشتهر دولة البحر الأبيض المتوسط بأيقونة مريم العذراء المغطاة بالفضة، والتي تقع في الجبال الشمالية الشرقية.