تدخل أوروبا اختبارا صعبا، في مواجهة شتاء قارس بالتزامن مع مرحلة هي الأسوأ في أزمة الطاقة؛ نتيجة الحرب الروسية الأوكرانية.
واستعرضت قناة "القاهرة الإخبارية" في نشرتها الإخبارية بتقنية "الواقع المعزز" تحديات القارة العجوز لتوفير مصادر الطاقة لشعوبها في العام الجاري مع عدم ظهور أي بوادر لتوقف الحرب الدائرة.
عوامل عديدة ساعدت القارة العجوز على النجاح في مواجهة هذه الأزمة، ولعل أهمها هو الاعتدال الملحوظ لدرجات الحرارة في معظم أرجاء القارة، والتوسع في مصادر الطاقة المتجددة، وتأمين مخزونات الغاز المسال.
كما أنه من المتوقع أن يكون الاستهلاك الأوروبي أقل بنحو 16% في عام 2023 من متوسط مستويات الخمس سنوات الماضية، فيما تساعد الظروف المواتية وتوسيع الاعتماد على الطاقة الشمسية، وطاقة الرياح على خفض توليد الطاقة، التي تعمل بالغاز في 10 من أكبر أسواق الطاقة في أوروبا، بنسبة 39% هذا العام.
وبحسب تقديرات نشرتها مؤسسات اقتصادية فإن دول القارة العجوز خسرت تريليون دولار لتأمين الطاقة بعيدًا عن واحد من أكبر ثلاثة موردين للطاقة وهي روسيا.
يرى وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك، أن تجنب خطر الانهيار الاقتصادي الكامل وسقوط الصناعة الأوروبية قد تم بالفعل، حيث تفتتح برلين 3 محطات تخزين جديدة هذا الشتاء، وتتوقع الدولة ذات الاقتصاد الأكبر في أوروبا أن تغطي منشآتها الجديدة للغاز الطبيعي، المسار نحو ثلثي احتياجاتها السابقة.
كما أنه من المرجح أن يؤدى استمرار تدفق الإمدادات من مصادر غير روسية إلى منع ارتفاع أسعار الغاز إلى أعلى مستوياتها في الأسواق، التي وصلت إليها العام الماضي.
وعلى الرغم من التطورات الإيجابية فإن الأسعار لا تزال أعلى من المتوسطات التاريخية، كما أنه لا تزال المخاطر قائمة، حيث ستمثل واردات الغاز عبر خطوط الأنابيب الروسية هذا العام خمس المستويات المعتادة، أي نحو 27 مليار متر مكعب فقط، كما أنه من الممكن أن يقطع الكرملين هذه الإمدادات بشكل كامل.