يقوم المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل ماريانو غروسّي بزيارة إلى روما والفاتيكان حيث كان له لقاء مع البابا فرنسيس.
على هامش الزيارة أجرى موقع فاتيكان نيوز الإلكتروني مقابلة مع المسؤول الأممي سلط فيها الضوء على ضرورة البحث عن حلول متعددة الأطراف للأزمات الدولية الراهنة للحيلولة دون التوصل إلى تصعيد نووي، وأكد أنه سيتوجه قريباً إلى أوكرانيا في زيارة هي الخامسة له منذ بداية الصراع.
استهل غروسي حديثه متوقفاً عند اللقاء الذي جمعه مع البابا فرنسيس قبل أن يجتمع إلى أمين سر دولة حاضرة الفاتيكان الكاردينال بارولين وأمين سر الدولة للعلاقات مع الدول رئيس الأساقفة غالاغر، لافتا إلى أن اللقاء اكتسب أهمية كبيرة خصوصا إذا ما أخذنا في عين الاعتبار مواقف الحبر الأعظم ورسائله العديدة التي لا غنى عنها في هذه المرحلة الصعبة التي نمر بها.
وأضاف أن النشاط الذي تقوم به الوكالة الدولية للطاقة الذرية لا يقتصر حالياً على الوضع الراهن في أوكرانيا، نظراً لوجود ملفات أخرى من بينها إيران وكوريا الشمالية، مع أن الأولوية اليوم تتعلق بضمان أمن وسلامة المنشآت النووية في أوكرانيا، لافتا في هذا السياق إلى استمرار القصف في جوار محطة زابوريزيا النووية ومتحدثا عن ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي بين موسكو وكييف بغية توفير الحماية للمناطق المجاورة للمحطة.
ردا على سؤال حول أهمية الإسهام الذي يقدمه البابا والكرسي الرسولي على صعيد السلام العالمي قال السيد غروسي إن دعم الكرسي الرسولي أساسي جداً، مشيرا إلى النداءات العديدة التي أطلقها البابا فرنسيس في هذا الاتجاه، لاسيما في ما يتعلق بالصراع المسلح الدائر في أوكرانيا الذي لا تقتصر تبعاته على القارة الأوروبية وحسب.
بالعودة إلى الحرب الروسية الأوكرانية قال المسؤول الأممي إن التوصل إلى اتفاق بين الجانبين بشأن أمن وسلامة المحطات النووية ليس أمراً سهلاً لأن للمسألة جوانب متعددة: تقنية، سياسية وعسكرية. ولفت في هذا السياق إلى أن لقاءاته ونقاشاته لا تقتصر على السياسيين والدبلوماسيين إذ يعقد لقاءات مع القادة العسكريين.
وأكد أن أي حادث نووي لن يؤثر فقط على بلد واحد، أو على البلدين المتنازعين إنما ستترتب عليه عواقب وخيمة على القارة الأوروبية بأسرها، مشيرا إلى أنه سيتوجه الأسبوع المقبل إلى أوكرانيا للمرة الخامسة على التوالي منذ بداية الحرب، ليتابع جولة جديدة من المفاوضات، دون أن يستبعد إمكانية زيارة موسكو.
لم تخل كلمات غروسي من الإشارة إلى الخطاب الذي وجهه البابا فرنسيس إلى أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى الكرسي الرسولي يوم الاثنين الفائت لمناسبة تبادل التهاني بحلول العام الجديد. وذكّر بأن البابا فرنسيس تطرق أيضا إلى الملف النووي الإيراني موضحا أن المفاوضات متوقفة حالياً.
وأشار إلى أن إيران تواصل اليوم عملية تخصيب اليورانيوم، وبناء محطات الطرد المتطورة، معتبرا أن هذه الخطوات تقود نحو المزيد من الانتشار النووي ولا بد من وقفها. وتمنى في الختام أن يتمكن من زيارة طهران في المستقبل القريب مؤكدا أن الوكالة تبقى دائماً فسحة للتوافق ومنصة للتفاهم المتبادل.