ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية -في تقرير حصري نشرته اليوم الخميس- أن الصين أنهت فعليا حظرا على الفحم الأسترالي كان محور نزاع دبلوماسي استمر أكثر من عامين، في أحدث مؤشر على أن بكين تتخذ نهجا أقل تصادمية في سياستها الخارجية.
وقالت الصحيفة نقلا عن مصدرين مطلعين إن مسؤولي الجمارك في مقاطعة قوانجدونج جنوب الصين تلقوا اليوم إشعارا من الحكومة المحلية بأنه يمكنهم تخليص شحنات الفحم الأسترالية، وتأتي هذه الخطوة بعد حوالي أسبوع من سماح وكالة التخطيط الوطني في الصين لمجموعة من الشركات الكبرى المملوكة للدولة بشراء الفحم الأسترالي مرة أخرى.
وأشارت الصحيفة إلى أنه ليس من المرجح أن يؤدي تخفيف الحظر إلى انتعاش سريع في تجارة الفحم التي كانت من بين الأكثر ربحا في العالم.
ومع ذلك، ومن خلال إنهاء الأزمة بشأن الفحم، والتي بدأت عندما ردت بكين بغضب على دعوة أستراليا لإجراء تحقيق في منشأ فيروس كوفيد 19، يُظهر الرئيس الصيني شي جين بينج مرونة جديدة في نهجه بعد سنوات من إعطاء الأولوية لأهمية الأيديولوجية السياسية والسيطرة على النمو الاقتصادي.
وقالت الصحيفة إن العلاقات الدبلوماسية بين بكين وكانبرا تحسنت بشكل مطرد منذ أن أصبح أنتوني ألبانيز رئيسا لوزراء أستراليا في مايو الماضي، ليخلف سكوت موريسون، الذي نصب نفسه كحصن ضد الصين وقاد الدعوة إلى التحقيق في منشأ فيروس كوفيد 19، وقد اجتمع ألبانيز مع شي في نوفمبر الماضي وأكد أن سياسة أستراليا تجاه الصين لم تتغير حتى مع تغيير الحكومة.
ووفقا للصحيفة، أعاد حظر الفحم تشكيل أسواق الطاقة وأظهر كيف أن جهود بكين لاستخدام اقتصادها كأداة للسياسة الخارجية يمكن أن يكون لها حدود. وبعد استبعادهم من الصين، سعى عمال المناجم الأستراليون بشق الأنفس إلى ربط سلاسل توريد جديدة وعلاقات مع عملاء جدد، بما في ذلك الهند، سيترددون في التخلي عنها.
وقال جيرهارد زيمس، كبير المسؤولين الماليين في شركة "كورونادو جلوبال ريسورسز"، التي تدير مناجم الفحم في الولايات المتحدة وأستراليا، إن المصدرين يدركون التكلفة والاضطراب الناجم عن الحظر، الذي لم تعلن بكين أبدا بشكل رسمي أنه ساري المفعول، وقد اعتادت الصين على شراء ما يقرب من ربع الفحم الأسترالي المشحون إلى الخارج، مضيفا: "نحن جميعا سعداء لإعادة ضبط التدفقات التجارية".