ارتبط اسم الفنان الراحل فؤاد المهندس بأهم المسرحيات في تاريخ المسرح الحديث، كما ارتبط في ذات الوقت باسم الفنانة الكبيرة شويكار – زوجته وطليقته- التي صنعت معه أهم الأعمال المسرحية.
ولعل هذا يطرح تساؤلا هاما وهو ماذا لو لم تكن شويكار رفيقة المهندس في الفن المسرحي؟ هل كان سيكتب له النجاح والتفرد عى خشبة المسرح أم ماذا كان سيحدث؟!
وتقودنا الإجابة على هذا التساؤل العودة إلى بدايات العلاقة ما بين التلميذة والأستاذ لقد كانت العلاقة حب وإعجاب من صغيرة بملهمها على ما يبدو من ظاهر الأمور، فقد اعترفت هي وأكدت على هذا المعنى في أكثر من حوار صحفي حيث كانت شويكار تقول عن أستاذها: "هو الأستاذ والأب والأخ والصديق والزوج والحبيب، وإذا لم يكن هو الحب الأول فإنه أصبح الحب الأخير، وأنا أول وآخر حب في حياته".
بدأت قصة حبهما وارتباطهما برفض من الأستاذ لهذه الممثلة المرشحة لأن تقوم بدور البطولة أمامه في مسرحية السكرتير الفني، اعتراضًا على قدراتها الفنية حيث رأى أنها لن تستطيع أن تؤدي دورا كوميديا ولن تستطيع أن تقف وتؤدي دور البطولة أمام الأستاذ و أنها لا تستطيع أن تحمل المسرحية وتتحمل مسؤولية نجاحها معه واعترض على طريقة نطقها للحروف، ومخارج الألفاظ لديها وعلى مظهرها، ولكنه فوجئ بعكس ذلك فوجيء بمصابرة على العمل معه وقد كان هذا في المقام الأول.
ومن ثم بدأ يؤمن الأستاذ بموهبة التلميذة وتكرر التعاون بينهما حتى جاء التعاون في مسرحية أنا وهو وهي والتي شهدت طلبه للزواج منها وهما على خشبة المسرح أثناء أحد مشاهد المسرحية وأثناء وقوفهما على المسرح عرض عليها الزواج بجملة فيها كل الدلال حيث قال " تتجوزيني يا حلوة" وكانت إجابتها فيها كل الدلال "وماله" وبدأت علاقة زواج مطعمة بعمل ونجاح مستمر على المسرح، واتجها سويا نحو السينما وحققت شويكار بجوار فؤاد المهندس نجاحات عظيمة على المسرح حتى أتت درة التاج "سيدتي الجميلة" والتي كانت تحديا كبيرا للأستاذ، حيث واجه معارضة شديدة من الكثير على اختيار شويكار لأداء الدور.
وكانت أوجه الاعتراض أن الدور صعب على شويكار، حيث أن به نقلات وتطورات متعددة للشخصية وخاصة جزء الفتاة المتشردة، حيث أن شويكار بعيدة كل البعد عن هذه الشخصية ولن تستطيع أن تقدمه ولكن فؤاد المهندس واجه جميع الأصوات المعارضة وتحدى الجميع وأكد أنها مسؤوليته الخاصة، وبالفعل كسب فؤاد المهندس وشويكار الرهان وقدما مسرحية عاشت وستعيش لأجيال قادمة من حيث جودة الأداء والإخراج وكل شيء وتعلق بها كل من رآها جيل وراء جيل.
ونادتهما السينما وقدما أعمالًا فنية كوميدية رائعة وقدما 25 عملًا سينمائيًا لازال باقيًا حتى الآن، ويذكر الفنان فؤاد المهندس أنه بالرغم من كل النجاحات التي حققها في السينما وبالرغم من الأفلام الجميلة التي قدمها إلا أنه كان مكتفيًا بمعشوقه المسرح وبالنجاحات التي حققها فيه وأنه لولا المخرجان فطين عبد الوهاب ونيازي مصطفى لما توجه للسينما ولا استمر فيها فالمسرح حقق له الإشباع الفني الذي يرغبه والذي يتمناه.
لقد استطاع الاستاذ أن يساعد التلميذة أن تنجح ويساعدها أن يُكتب اسمها في تاريخ المسرح المصري الحديث واستحقت لقب سيدة المسرح من خلال أعمالها وتعاونها معه.
ولكن لأن الدراما هي كلمة السر في واقع حياتنا فلقد انفصلا الثنائي جسديا وفنيا، ولكن الملاحظ على مرحلة ما بعد الإنفصال أن الاستاذ قد واصل نجاحه الفني ولم يتأثر مستواه الفني وانطلق في التليفزيون وقدم اكثر من عمل ناجح مثل المسلسل الناجح عيون مع الفنان يونس شلبي والفنانة سناء جميل ومسلسل ازواج لكن غرباء وقدم فوازير عمو فؤاد للأطفال التي حققت نجاح عظيم واستمرت عدة سنوات في نجاح مستمر وارتبط بها الصغار والكبار.
واستمر الاستاذ يقدم في الإذاعة برنامجه الشهير كلمتين وبس والذي كان يرصد به الظواهر الاجتماعية ويسجل اعتراضه على الأمور السيئة في المجتمع وكان عبارة عن شبه همسة في أذن الأسرة المصرية صباحًا قبل النزول للعمل او المدرسة ومواجهة الحياة، وعائلة مرزوق في البرنامج العام والذي ربط به الأسرة المصرية وبخاصة ربة الأسرة الموجودة في البيت في هذا الوقت.
وفي المسرح استمر الأستاذ فؤاد المهندس في تحقيق نجاحات مدوية واستطاع أن يوجد بطلات جديدة تقفن أمامه مثل مسرحية سك على بناتك مع الفنانات سناء يونس وشريهان وإجلال ذكي، ونجحت المسرحية نجاحًا مدويًا وأيضا كان موضوع المسرحية نفسه كان جديد على المسرح ومسرحية هالة حبيبتي مع الفنانة سناء يونس والفنانة دلال عبد العزيز والأطفال.
كما شق الطريق في نجاح ىخر ألا وهو المسرح الاستعراضي فقدم مع الفنانة شريهان مسرحيتان نجحتا نجاحًا مدويًا علشان خاطر عيونك وشارع محمد علي. استطاع الفنان فؤاد المهندس أن يستمر في تحقيق النجاح واستطاع أن يحافظ عليه حتى آخر أعماله كما حافظ على مكانته لآخر يوم في حياته بينما أثر هذا الإنفصال عى التلميذة التي سلكت طريق أفلام صدق أن قيل عنها أفلام مقاولات!.
