وصل إلى دير جبل الطير بمركز سمالوط محافظة المنيا أفراد العائلة المقدسة عقب هروبهم من بطش الرومان والملك هيرودس الأول وتوجههم لمصر، إذ دخلت العائلة فى جوف صخرة ضخمة كانت تستقر بتلك المنطقة، وبها مغارة صغيرة عام 3 ميلاديًا، وظلوا مختبئين بها لمدة ثلاثة أيام، إلى أن استكملوا رحلتهم إلى الجنوب، وقد سمى الدير بجبل الطير نسبة إلى الطيور المهاجرة التى كانت تأتى سنويًا وتستقر على سفح الجبل وتنقر بمنقارها فى صدع الجبل، وكان يطلق على هذا النوع من الطيور اسم البيرقيروس.
ودير العذراء بجبل الطير بمركز سمالوط، ويقع فوق الجبل، شرق النيل، على بعد حوالى ٢ كم جنوب معدية بنى خالد، وقد أنشئ للدير طريق خاص يربط بين الدير وطريق مصر أسوان الشرقى الجديد ويخدم الطريق الدير المنطقة الصناعية أيضًا- وقد أنشئ طريق خاص من (طريق مصر - أسوان الشرقى الجديد).
ارتحلت العائلة المقدسة من البهنسا إلى مدينة سنوبوليس بالقرب من مدينة سمالوط الآن ومنها عبرت النيل الى شرق البحر حيث يقع دير جبل الطير ويقع الطير على قمة الجبل الملاصق للنيل والذى يعد من أهم المزارات الخاصة بالعائلة المقدسة فى مصر مع دير المحرق وجبل أسيوط.
وقد تم إنشاء الكنيسة الأثرية الموجودة حاليًا بالمنطقة هناك بعد أن كانت صخرة اختبأ بها المسيح عيسى السلام وأمه مريم البتول ويوسف النجار، وتمت أعمال الإنشاء للكنيسة بأوامر من الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الأول عام ٣٢٨ ميلاديًا، وهى كنيسة منحوتة داخل الصخرة، وما زالت تحتفظ بطابعها القديم، وأطلق عليها اسم كنيسة السيدة العذراء، بينما كانت المغارة الصغيرة مجهول أمرها من القرن الأول القبطى حتى القرن الرابع القبطي، وتم اكتشافها عند قدوم الملكة هيلانة، كما يوجد بها حجاب الهيكل الخشبى من القرن السادس عشر، و٣ أيقونات تم رسمها عام ١٥٥٤.
وكنيسة دير العذراء بجبل الطير أقامتها الأمبراطورة هيلانة سنة ٣٢٨م فى المكان الذى حلت فيها السيدة العذراء وابنها المسيح ومعها يوسف النجار أثناء رحلة الهروب إلى مصر وتقع الكنيسة فى الجانب الغربى من قرية جبل الطير، وبجوارها مدافن الأقباط، ويلاحظ أن شوارع القرية كلها بأسماء قديسين. والكنيسة منحوتة فى الصخر، وقد استبدل السقف الصخرى بسقف مسلح لعمل دور ثان فى أوائل القرن العشرين حتى يستوعب الزوار المترددين على المكان.
صحن الكنيسة منحوت فى الصخر، ويتكون من صحن أوسط يحيط به ١٢ عمودا منحوتة أيضًا فى الصخر، وحولها الأروقة البحرية والقبلية والغربية ونحتت مصاطب لجلوس الشيوخ الرهبان بجوار الحائط.
ويوجد جزء من الكنيسة أمام الهيكل يشبه لاخورس ويرتفع عن مستوى صحن الكنيسة بعدة درجات، والهيكل منحوت فى الصخر ومزخرف ببعض الأكتاف والحنيات.
وكان يوجد المدخل الأصلى للكنيسة أعلى المغارة التى بجوارها الهيكل الرئيسى. والكنيسة بها صور السيد المسيح والرسل والكرمة والأسماك، كما توجد باقى الصور بالدور العلوى بالكنيسة.
المعمودية
المعمودية توجد فى داخل أحد الأعمدة الضخمة فى آخر صحن الكنيسة كما يوجد لقان دائرى أمام المدخل الغربى، والمزين بأحجار منحوتة أثرية قيمة جدًا. وفى العصر الحديث قام الأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط بتعمير منطقة جبل الطير وجعلها مزارًا سياحيًا لجذب الزائرين من جميع أنحاء مصر والعالم.
وأنشأ سورًا أمام الحوش (منطقة فضاء أمام الكنيسة) والمطلة على أسفل الجبل لكى يحمى الزائرين من السقوط من حافة الجبل إلى الوادى السحيق، وأنشأ أيضًا استراحة لكبار الزوار وكافتيريا لخدمة الضيوف ودورات مياه نظيفة.
وقام أيضًا ببناء سبع معموديات لتقوم بخدمة الزوار فى الأعياد والمواسم الدينية حيث يأتى للزيارة والتبرك حوالى ٢ مليون زائر للتبرك فى عيد العذراء حيث ينتظر بعض المسيحيين هذا العيد لعماد أولاهم وبناتهم. وأنشأ بيتا من عدة أدوار ليستقبل الرحلات للمبيت والدور السفلى منه مخصص للإدارة.
"الساحرة القاتلة" و"صخرة كف المسيح"
ويردد الأهالى هناك بل وبعض القساوسة إحدى القصص المعتقد بها وهي تعرض العائلة المقدسة لمحاولات قتل خلال وجودها بمخبئها بجبل الطير، فكانت تسكن المنطقة ساحرة ظالمة اعتادت فرض الإتاوات على المراكب التى تمر من النيل بالقرب من الدير.
وفى حالة رفض أحد دفع الأموال كانت تقوم بإغراق المراكب فى النيل، ولكن انتهت تلك الساحرة بقدوم العائلة المقدسة، بعد أن حاولت الساحرة أن تنتقم من الطفل عيسى عليه السلام، والسيدة العذراء، واستخدمت سحرها لإسقاط الصخرة عليهما، لكن تمكن الطفل عيسى من التصدى لها.
وعندما أشار بيده إلى تلك الصخرة تصلبت مكانها وطبع كفه عليها دون أن يلمسها، بينما سقطت الساحرة بكتبها وسحرها والسلاسل الحديد التى كانت تحملها من أعلى سفح الجبل وماتت، بينما أخذ الرحالة خلال فترة الاحتلال الإنجليزى لمصر تلك الصخرة وتم وضعها فى المتحف البريطاني.
من جانبه؛ قال الكاهن ثاؤفليس كاهن كنيسة السيدة العذراء هناك سؤال مهم جدا أتحدث عنه دائما مع المصريين والأجانب من رواد الدير هو لماذا اختار المسيح مصر لكى مايهرب إليها على الرغم من وجود بلدان أخرى أقرب إليه مثل: الأردن ولبنان وسوريا.
وأضاف "ثاؤفليس"، أن أول شيء كان تحقيقا لوعد الملاك الذى قال قم وخذ الصبى وأمه واهرب لأرض مصر، والأمر الثانى مصر بالنسبة لنا فى الكتاب المقدس لها أهمية كبيرة جدا جدا فهى أول شيء لجأ لها أبونا إبراهيم ولجأ لها موسى واستلم لوحى الشريعة على جبل سيناء وإلى الآن العليقة آثارها موجودة فى دير سانت كاترين، أيضا لجأ إلى مصر يوسف الصديق وكان يعتبر الرجل الثانى بعد فرعون مصر.
وفى الوقت نفسه؛ تعتبر مصر صاحبة أعظم حضارة على مستوى العالم، والسيد المسيح اختار مصر لكى يبارك شعبها من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب، بداية من الفرما بالعريش والقريبة من بيت لحم أورشليم، ثم بلبيس ثم مسطرد ثم الواسطى ثم سمنود ثم سخا والتى بها قدم المسيح المطبوعة عليها، ثم وادى النطرون ثم منطقة مصر القديمة المطرية حيث توجد شجرة السيدة مريم حصن بابليون، ثم الكنيسة التى أقامت بها العائلة المقدسة ٥ أشهر بالمعادى كنيسة المغارة، وبعد المعادى استقلوا مركبا بنهر النيل حتى وصلوا إلى دير جبل الطير، ثم الى دير المحرق الذى أقاموا به ٦ أشهر و١٠ أيام.
وأكمل كاهن كنيسة السيدة العذراء، فقال إن هناك ٣ أسماء يشتهر بها المكان، وهي: دير جبل الطير، ودير الكف، ودير البكر أو البكارة. لكن لماذا سمى المكان بدير جبل الطير؟. يقول المؤرخ المقريزى الشيخ أحمد تقى الدين، إنه كان هناك طائر اسمه البيرقيروس، وهو شبيه بطائر أبو قردان، كان يهاجر بكثرة ويتجمع على الجبل، والكنيسة الموجودة منحوتة فى الجبل، فأطلق عليه دير جبل الطير.
الاسم الثانى دير الكف؛ وعنه يقول البابا ثاوفيلس، البطرك رقم ٢٣: إن العائلة المقدسة وهى قادمة للاختباء بالمغارة اضطرت إلى أن تمر عبر نهر النيل، وأثناء مرورهم كانت هناك صخرة كبيرة ستسقط عليهم بفعل ساحرة شريرة، فخافت السيدة العذراء على حياة السيد المسيح، والذى قام بالإشارة إلى الصخرة بكفه، فطبع كفه على الصخرة، ومنعها من السقوط عليهم، وجاءوا سالمين إلى هذه المغارة، وهذه الصخرة موجودة فى متحف فى بريطانيا وهى عبارة عن ٧٠ سم فى ٥٠ سم.
أما الاسم الثالث للمكان؛ فهو دير البكرة أو البكارة؛ فيقول عنه على باشا مبارك: يوجد دير على سفح الجبل، وبه بكرة أو بكارة، وهى تشبه المصعد حاليا، لكنها كانت يدوية، تقوم برفع الناس من أسفل الجبل إلى الكنيسة، وكان موجودا فى الناحية الجنوبية للبلد.
وأكمل الكاهن ثاؤفليس بقوله: إن المغارة التى نراها الآن كانت موجودة فى الجبل ولجأوا إليها فى القرن الأول المسيحي، ومكثوا بها ثلاثة أيام، وأول ما علمت الملكة هيلانة، والدة الملك قسطنطين، أن العائلة المقدسة أقامت فى هذه المغارة، بدأت تتبع خط سير العائلة المقدسة، وقامت بعمل هذه الكنيسة، كنيسة السيدة مريم، وهى عبارة عن كتلة صخرية مفرغة فى الجبل، بما فيها الأربعة حوائط والاثنا عشر عامودا، التى تشير إلى عدد حوارى السيد المسيح وتلاميذه بما فيها المعمودية.
وأضاف كاهن كنيسة السيدة العذراء: كانت الكنيسة مسقوفة بالجريد وأفلاك النخل حتى سنة ١٩٣٨ ميلادية، ثم تم إنشاء سقف مسلح، وعندما بدأ يتساقط على المصلين قمنا بترميم الكنيسة فى عام ٢٠١٨، بعد موافقة وزارة الآثار، وتم استبدال السقف المسلح بالسقف الخشبي، مثل كنائس مصر القديمة، الدور الأول والدور الثاني، وجارٍ التطوير على نفقة المطرانية، على قدم وساق منذ ٥ سنوات على يد الأنبا بفنتيوس.
وأوضح "ثاؤفليس"، أن الحجاب الخشبى من القرن الثالث عشر، وقبله كان هناك حجاب حجري، وماتبقى منه تم وضعه على الباب الغربى للكنيسة، ويعتبر من أهم الرموز القبطية المنحوتة فى الصخرة نفسها، وهذا الحجاب يسمى حامل الأيقونات، أو يتم وضع الاثنى عشر تلميذًا للمسيح والسيدة العذراء والعشاء الرباني.
ويوجد أيضا هنا اللقان، وهو يعنى حوض آو إناء يوضع به ماء، حيث كان السيد المسيح إذا أراد أن يعلم تلاميذه التواضع يقوم بغسل أرجلهم فى هذا اللقان.
فالمسيح يقول لهم من أراد أن يكون منكم عظيما فليكن خادما للكل، ومن أراد أن يكون منكم أولا فليكن آخر الكل، فالأب الكاهن مثل يقوم بإحضار ماء إلى هذا اللقان، ويغسل أرجل الرعية، حتى لا يشعر أنه أفضل منهم أو يتكبر عليهم، وذلك مثلما فعل السيد المسيح، يوجد أيضا المعمودية حيث نقوم بتعميد الأطفال به، ويتم صرف المياه داخل بئر موجودة بالجوار عمقها حوالى ٧ أمتار.
ويكمل الأب ثاؤفيلس قائلا: هناك أيقونة أثرية للسيدة مريم، رسمها انساتوس القدسى أو الرومى سنة ١٥٥٤ للشهداء، ونفس الأيقونة موجودة فى دير المحرق بالكنيسة الأثرية، وهذه الأيقونة تعبر عن عدة اشياء؛ فالملكة عن يمين الملك كما جاء فى سفر المزامير داوود فى كتاب الزابور يقول: جلست الملكة عن يمين الملك، فالفنان جعل السيدة مريم على يمين السيد المسيح، الشيء الثانى ملكة متوجة ترتدى التاج، والكنيسة تلقب بالسيدة مريم بالسماء الثانية، والسماء تتميز بالنجوم، وبالتالى تتوشح بها، والفنان يضع ثلاثة نجوم بالأيقونة، والتى يريد أن يقول فيها عذراء قبل الولادة، وعذراء أثناء الولادة، وعذراء بعد الولادة.
القرآن الكريم أيضا يكرم السيدة مريم؛ فهناك سورة كاملة فى المصحف باسم السيدة مريم/ قال الله فيها: (وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ [آل عمران:٤٢- ٤٤]. وهذه قيمة كبيرة جدا لنا كمسيحيين.
أيضا الأيقونة تجد صاحب البشارة غابرييل، أى جبريل، والذى حمل البشارة للسيدة مريم، والذى قال لها السلام لكى أيتها الممتلئة نعمة الرب معكى مباركة أنت فى النساء، ومبارك أنت ثمرة بطنك، ويوجد أيضا فى الأيقونة ميخائيل رئيس الملائكة، والذى كان مصاحبا لهم فى الرحلة، وآخر شيء بالأيقونة الروح القدس، والتى تتدلى على هيئة حمامة، وهى مرسومة على الكتان، وموضوعة على لوحة خشبية.
أيضا هناك أيقونة للقديسة دميانة، وهى مصرية الأصل الأب والأم، ووالدها كان غنيا واسمه مرقص، وكان واليا، وله علاقة بدقلديانوس، والذى أوعز إليه أن يرقيه فى الرتبة، شريطة أن ينكر إيمانه، ففعل ذلك، فلما علمت ابنته قالت له كلمة جميلة جدا: "كنت أتمنى أن أراك محمولا على نعش ولا أسمع أنك تركت إيمانك" فبدا يبكى ويرجع، وذهب للوالى وأعلن إيمانه المسيحي، فأمر بقطع رقبته، ولما سأل الوالي: من الذى أرجعه لإيمانه؟ فعلم أنها ابنته وكان لها قصر كبير، ومعها ٤٠ عذراء، فعرض عليها وعليهم إنكار إيمانهم، فرفضت فقام بذبحهم جميعا. ولها دير فى بلقاس، وفى دمياط موجود القبر الخاص بها والـ٤٠ عذراء.
وأكمل كاهن كنيسة السيدة العذراء: المكان هنا لم تكن له قيمة قبل وصول السيدة مريم العذراء والسيد المسيح، ولم يكن هناك شىء سوى المغارة، وكانت عبارة عن جحر لجأوا إليه للاختباء، عندما ركبوا المركب من المعادى وجدوا هذه المغارة فأقاموا بها ثلاثة أيام للاختباء من المطاردات، فكانوا كلما ذهبوا إلى مكان تسقط الأوثان الموجودة به.
وأضاف "ثاؤفليس": المكان مبارك، وقبلة للزائرين، وتحدث بها أشياء أشبه بالمعجزات؛ فمثلا من يظلون فترة كبيرة بدون إنجاب يطلبون من الله يعطيهم، متشفعين بالعذراء، يأتون العام الثانى وقد استجاب الله لهم، نفس القصة فى الأمراض الخطيرة؛ مثل: السرطان (على حد قوله)، فالسيدة مريم لها مكانة كبيرة جدا لدى إخواننا المسلمين. وعندما تدخل إلى المغارة تشعر بمدى الروحانية والرهبة فى هذا المكان، وقرار بابا الفاتيكان بإضافة رحلة العائلة المقدسة بمصر إلى الحج المقدس، أضاف كثيرا الى المكان، وكذلك هيئة اليونسكو العالمية وضعت خط سير العائلة المقدسة على الخريطة السياحية العالمية الدينية.
وقال كاهن كنيسة السيدة العذراء: المكان يوجه به أكثر من رسالة، فالمكان مرتفع، فالإنسان المصلى يقول رفعت عينى إلى الجبال حيث يأتى عونى فالمكان المرتفع يرمز إلى السمو، فكلما ارتفع الإنسان بأفكاره يسمو فوق المادة، والمكان على صخرة جبلية والجبل بطبيعته صامد، وهذا يعلم الإنسان الصمود أمام التجارب أمام سموم الأعداء الظاهرين والخفيين، فكل إنسان يدخل هنا يشعر بقدسية المكان.
رسالتى هى رسالة أى كاهن، والتى يسعى من خلالها إلى تقريب الإنسان إلى ربه خاصة فى ظل وجود أفكار إلحادية كثيرة، وبدأت تدخل وسط الشباب سواء مسلما أو مسيحيا، فرسالة رجال الدين سواء مسلما أو مسيحيا هى تقريب الناس إلى الله. والعمل الأساسى للكاهن هو صنع صلح وسلام بين البشر، فالمسيح عندما ولد قالت الملائكة: المجد لله فى الأعالى وعلى الأرض السلام وفى الناس المسرة، وفى الكتاب المقدس على لسان بولس الرسول: طوبى لصانعى السلام.
ومازال صوت البابا تواضروس يرن وهو يقول: العالم كله بيد الله، لكن مصر فى قلب الله، وكذلك كلمته المشهورة فى الثورة، عندما قيل له إن الكنائس قد تتعرض للأذي، فقال: "نصلى فى الجوامع، وإذا حرقوا الجوامع سنصلى فى الشوارع".
وأكد الكاهن ثاؤفيلس، أن المحافظ الحالى للمنيا اللواء أسامة القاضي، بالإضافة إلى وزير السياحة السابق، بذلوا جهودا كثيرة فى تطوير المكان، ولكن نطلب المزيد، فلا يعقل أبدا ألا توجد لافتة واحدة أو أى علامة استرشادية على الطريق تشير إلى طريق الدير، وهذا الأمر طلبته من المحافظ كثيرا، والذى أعطى تعليمات بذلك، لكنها لم تنفذ، والمطلوب وجود لوحات وعلامات استرشادية لمكان الدير على جميع الطرق المؤدية له، سواء طريق الجيش أو الطريق الشرقى أو طريق أسيوط، وكذا المحور.
الأمر الثانى الذى أطالب به؛ هو: تمهيد الطرق المؤدية إلى الدير، فالطريق المؤدى إلى الدير من الصحراوى اتجاهان معا، فيؤدى ذلك إلى وقوع العديد من الحوادث ولابد من ازدواجه.
وبدأت محافظة المنيا تجنى ثمار قرار البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، والذى أصدره منذ ٣ أعوام بإدراج منطقة دير جبل الطير الأثرية ضمن مزارات رحلة الحجيج الأقباط بكل دول العالم، إذ تتمتع المنطقة بتاريخ دينى كبير بعد قدوم العائلة المقدسة إليه هربًا واختباؤها هناك عدة أيام، وما أعقب ذلك على مدار ثلاث سنوات من قيادة الدولة بتجديد مزار العائلة المقدسة بشكل حضارى كامل.
رحلات إفريقية وأخرى أوروبية
وبدأت منطقة دير جبل الطير الواقعة بأعلى الجبل الشرقى بقرية جبل الطير التابعة لمركز سمالوط بمحافظة المنيا، فى استقبال الوفود بشكل ملحوظ خلال الأشهر الأخيرة.
إذ بدأت تلك الوفود بوفد إثيوبى كبير فى أكتوبر قبل الماضي، ضم ما يقرب من ٢٣٠ قبطيًا أرثوذكسيًا ضمن رحلات الحج والزيارة والتبرك بمسار العائلة المقدسة، واستقبل كل من القمص متى والقس ثاؤفيلس رعاة كنائس الدير، الوفد الإثيوبى وسط أصوات الزغاريد والطبول، المصاحبة للترانيم باللغة الأمهرية "لغة إثيوبيا".
وأعقبه وفد آخر لأقباط دولة إريتريا، وسط فرحة عارمة لأبناء القرية بتوافد الوفود إلى الدير وعدم الاقتصار على مولد السيدة العذراء السنوى الذى يحضره ما يقرب من ٢ مليون مسيحى ومسلم من مختلف المحافظات.
كما شهد الدير زيارة أول وفد أوروبى ضمن رحلات الحجيج الغربية للمكان، قادما من فرنسا، وضم ٢٠ سائحًا، وترأسه مطران الكنيسة الفرنسية الأنبا أثناسيوس، إذ يعد ذلك الوفد هو الأول قادمًا من أوروبا، حيث التقى بهم الأنبا مكاريوس الأسقف العام للمنيا وأبو قرقاص، وحرصوا على زيارة الكنيسة الأثرية بالدير والمغارة الصغيرة التى اختبأت فيها العائلة المقدسة.