يلتقط المصورون العديد من الصور لطائرات لحظة تعرضها لصاعقة برق في السماء أثناء رحلتها وتظهر الصور بمنظر مخيف يمكن أن يعرضها للسقوط أو تعرض الركاب لأذى ولكن كل هذه الطائرات نجت في النهاية وبالتأكيد الأمر ليس صدفة بل هناك سبب لهذا الأمر حيث أن الهيكل الخارجي للطائرة المحيط بالمقصورة وحجرات الاحتراق الداخلية يتم تصميمه بطريقة خاصة بحيث يكون موصلا للكهرباء، لكنه في نفس الوقت يكون معزولا بشكل جيد عن مركز قيادة الطائرة ومنطقة مقاعد الركاب، وعن المعدات الالكترونية الداخلية.
وهناك جدار شبكي معدني رقيق يغلف باطن الطائرة، ويغطي كل الجدار، وبذلك يحظى كل من على متن الطائرة بالحماية، تماما كما لو أنها كانت "قفص فاراداي"، والذي يشير إلى قفص مصنوع من مواد جيدة التوصيل للكهرباء لكنه يعزل ما بداخله عن التعرض لأي موجات كهربائية خارجية ويعرف التفريغ الكهربائي الذي يحدث داخل السحابة، أو بين اثنين أو أكثر من الغيوم، أو بين السحابة وسطح الأرض باسم ضربة البرق، لا أحد يريد الطيران في العواصف الشديدة وعلى الرغم من أن هذا قد يبدو غير مرجح، إلا أن طائرات الصواعق أكثر بكثير مما قد تتوقعه.
ويضرب البرق الأرض حوالي 40 إلى 50 مرة كل ثانية حول العالم ومن المعروف أيضًا أن أكثر من 100,000 طائرة تجارية تقلع يوميًا في جميع أنحاء العالم في المعدل المتوسط وهذا يعني أن هناك أكثر من طائرة تقلع كل ثانية، وتوضح هذه الأرقام أن احتمال ضرب البرق للطائرة مرتفع جدًا ورغم ذلك لم تسقط طائرات من السماء بسبب نقص الكهرباء وكانت آخر مرة تسببت فيها صاعقة في كارثة كبرى في عام 1963 في ولاية ماريلاند بالولايات المتحدة، لقي 81 شخصًا مصرعهم عندما ضربت صاعقة طائرة أمريكية من طراز بوينج 707.
ووجد أن جزء الإشعال المسؤول عن اشتعال تركيبة البنزين/الهواء في خزان الوقود كان معيبًا و بعد الانفجار فقد الجناح الأيسر الخارجي وفقد الطيارون السيطرة على الطائرة وبعد الإقلاع أو الهبوط، تصطدم معظم الطائرات بالبرق على ارتفاع يتراوح بين 1524 و 4572 مترًا (5000 إلى 15000 قدم) عنصر آخر يزيد من احتمالية حدوث البرق هو وجود أمطار في المنطقة ولا يمكن إعادة تشغيل العديد من الأنظمة في الجو لذلك إذا ضربت الصواعق طائرة بعد الإقلاع فعادة ما يتم إعادتها إلى المطار الذي غادرت منه.
في معظم الأحوال لا تسبب الصواعق على الطائرات أضرارًا جسدية كبيرة أو تؤثر على سلامة الطائرة ومن المرجح أن يضرب البرق رؤوس الأجنحة أو مقدمة الطائرة.