جمعت "مريم محمد"، الفتاة التي تبلغ من العمر ١٤ عاما، وتقطن بمدينة نصر بمحافظة القاهرة، بين الموهبة الفنية والتفوق الرياضي ،اجتذبتها اللوحات الفنية بكل ألوانها البراقة، فكانت تتردد مع والدتها لحضور بعض معارض الفن التشكيلي في القاهرة من حين لآخر، ليس كفسحة أو بحجة الخروج من البيت فقط، وإنما حب وعشق لهذا الفن الفريد الذي يتمتع بالجمال والسحر والخيال، ففي معارض الفنون التشكيلية ترى العديد من اللوحات المذهلة، التي تحكي حكايات صامتة، عن الألم والحزن، والظلم والقهر، واليتم والعزة، والشموخ والعفة، والصمود والثبات والقوة، كلها تحكي بصمت ما جرى منذ الأزل وحتى وقتنا هذا، والتي بدورها تجعلك تقف حائرًا لروعتها متسائلا: كيف اهتدى صاحبها لهذه الأفكار المبهرة، المبسوطة على لوحة القماش.
معارض الفن التشكيلي كانت البداية
كانت تقف أمام اللوحات تتأملها بعمق، وكثيرا ما تستمع إلى شرح وتفسير أصحاب المعارض للمريدين، عن تلك اللوحات وما تحويها بداية من الفكرة وآليات تنفيذها والألوان المستخدمة إلى آخره، ثم تعود لمنزلها وتراودها فكرة الرسم حتى تصطحب كراستها وقلمها الرصاص لتعيد ما شاهدته بأسلوبها الخاص، وعند انتهائها من اللوحة كانت تستشير والدتها فيما رسمته، مرة تلو الأخرى رأت والدتها أن مستواها يتقدم في الرسم بسرعة شديدة، فانتبهت إليها ونمت هذه الروح والموهبة بداخلها، وألحقتها بالعديد من الكورسات والورش الفنية.
بعد تعلمها تقنيات طرق الرسم وأساليبه سواء على الورق أو القماش أو الجدران، باتت ترسم حاليا بالرصاص وألوان الزيت والجواش، التي تجد فيها شيئا مختلفا، فقد أنجزت حتى الآن مجموعة متنوعة من اللوحات بهذه الألوان، وتود خلال الأيام المقبلة إنجاز لوحات تعبر عن العديد من القضايا المجتمعية والطبيعة الخلابة بكل ما تحويه من سحر وخيال.
لذا تحلم "مريم" أن تصبح فنانة تشكيلية لها أسلوبها الخاص الذي يميزها عن باقي زملائها، فتسعى للتطوير الدائم بالتعلم والتدريب، آملة في المشاركة بمعارض الفن التشكيلي، وأن تصنع لها اسما في هذا العالم السحري.
المشغولات اليدوية
لم تكتف "مريم" بالانتماء للرسم فقط، بل اتجهت لتعليم زميلاتها الفتيات كيفية عمل المشغولات اليدوية والإكسسوار والحلي بأقل الإمكانيات المتوافرة بالمنازل منها: على شكل حلق أو إسورة أو خاتم من الخرز.
بدأت هذه الفكرة من حبها للإكسسوارات قائلة: إن ما يقال عن هذا الجيل الذي أشرف بالانتماء له أنه خاوي العقل، هذا ليس صحيحا، لكنه يحتاج إلى اهتمام ودعم كبير من قبل الأسرة، وتحديد أهدافه التي يسعي لتحقيقها، ولا يهدر أوقاته في الإمساك بالموبايل لفترات طويلة حتى لا يصبح آسيرا لهذا الجهاز البلاستيكي.
وأضافت، أن موضوع صناعة المشغولات اليدوية سهل، وليس مكلفا، لذا قررت تعليم البنات كيفية صناعة الإكسسوار بأيدهن بطريقة سهلة وبسيطة دون تكلفة، مستغلين أوقات فراغهن بعمل قطعة من الحلي والإكسسوار المختلفة تميزهن عن غيرهن.
خلي بالك من زيزي
أما عن الرياضة فكان لمسلسل "خلي بالك من زيزي" دورًا بارزًا في حياة "مريم" الرياضية، وكان سببا ودافعا قويا في التحاقها بأكاديمية متخصصة في الكيك بوكسينج لكي تحقق حلمها أن تكون بطلة تحمل اسم مصر عاليا في جميع البطولات سواء المحلية أو الدولية، فاستطاعت خلال خمسة أشهر أن يلتفت لها مدربها، لترشيحها لبطولة مصر المفتوحة في الكيك بوكسينج بدورتها الرابعة، وحصلت مؤخرا على المركز الأول، وتواصل التدريب من حين لآخر، مؤكدة أن ممارسة الرياضة، والرسم، وصناعة المشغولات اليدوية لا تشغلها عن الدراسة، فهي تجيد تنظيم الوقت، وتسعى لتحقيق كل أحلامها المستقبلية، لإسعاد أسرتها.