يصدر حديثا عن دار روافد للنشر والتوزيع في معرض القاهرة الدولي للكتاب كتاب “عبقرية المسيح” الوثائق التاريخية للمعركة المجهولة بين الأقباط والعقاد " للكاتب الصحفي الروائي روبير الفارس.
الكتاب يعرض لمعركة غير معروفة حول كتاب عبقرية المسيح الذى صدر في عام 1953 وأثار ضجة كبرى بين الطوائف المسيحية الثلاثة الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية والكاتب الكبير عباس محمود العقاد.
الكتاب يقع في ثلاث فصول جاء الأول تحت عنوان "المسيح والمسيحية في فكر العقاد" والثاني "العبقريات الأهداف والنوايا"، والثالث “أوراق المعركة المجهولة حول كتاب عبقرية المسيح والاتهامات التى وجهت للعقاد وردود العقاد عليها”، وفي تقديمه للكتاب قال الدكتور أبو اليزيد الشرقاوي أستاذ الأدب الحديث بدار العلوم لا أخفي سعادتي بهذا العمل الذي يشير إلى خلاف ثقافي مميز، يتسربل هذا الخلاف بمشاعر الدين، فالعقاد كان يتحدث عن عيسى الذي يحمل عنه صورة ذهنية تغاير في الكثير منها ما يحمله روبير الفارس مؤلف هذا الكتاب، فإذا تحدث العقاد عن عيسى فبالضرورة يتحدث عن تصوراته هو عنه لا تصورت الراهب المسيحي أو رجل الدين المسيحي أو حتى المسيحي العادي عن نبيهم عيسى.
وأضاف أستاذ الادب الحديث أن نشر هذه الصفحات المطوية في أضابير المجلات القديمة لهو خدمة للثقافة المعاصرة، وصورة للكثير من الجدل الذي قامت عليه الثقافة العربية المعاصرة، كما أن الكتاب تسجيل لأهمية الاختلاف الثقافي بين فئات المجتمع الواحد، ليس فقط الاختلاف الديني، ولكن عموم الاختلاف، وربما كان الاختلاف الديني أبرز هذه الوجوه وأشدها، ومع ذلك كيف تعامل "الخصوم" في هذه المعركة، إن "الخصومة" هنا خصومة ثقافية، واختلاف الرأي يفتح المجال لأن ننظر من أكثر من مدخل، والحقيقة لها وجوه، وما تظنه أنت وجه الحقيقة ليس بالضرورة يطابق تصوراتي أنا عنها، وقديما انتشرت أمثولة رمزية عن مجموعة عميان سمعوا عن الفيل وضخامته، وأتاحت لهم الظروف الالتقاء بالفيل، وكل واحد من هذه المجموعة أمسك بجزء من الفيل وتحسَّسَه وصار يصفه، وخلاصة الأمثولة الرمزية أن كل واحد يصف ما وقع عليه إدراكه من الحقيقة، والحقيقة هي مجمل ما قاله الناس، وليس ما قاله كل شخص على حدة.