ذكر مقال نشرته صحيفة "الجارديان"البريطانية أن معارك ضارية تدور رحاها في الوقت الحالي بين القوات الأوكرانية، التي تعزز من دفاعاتها حول مدينة باخموت الواقعة شرق إقليم دونباس، وبين القوات الروسية التي تشن هجوما ضاريا على المدينة منذ عدة أيام بهدف السيطرة عليها.
وأشار المقال، الذي كتبه الصحفي بيتر بيمونت، إلى أن المدينة تقع بالقرب من مدينة سوليدار التي تشهد قتالا عنيفا بين الجانبين الروسي والأوكراني في ظل مساعي موسكو لإحراز تقدما عسكريا في تلك المنطقة منذ بدايات الصيف الماضي.
ويوضح الكاتب أن القوات الروسية تقوم منذ عدة أيام بهجمات مكثفة على مدينة سوليدار في محاولة لعزل المدينة عن باقي مدن الإقليم، مشيرا إلى بيان صادر عن قيادة الجيش الأوكراني يؤكد أن القوات الروسية تبذل جهودا جبارة منذ أيام لاقتحام المدينة من خلال شن هجمات من عدة اتجاهات مختلفة مستعينة بعناصر من جماعة فاجنر التي تضم جنودا متطوعين.
ويوضح الكاتب أن سيطرة القوات الروسية على مدينة سوليدار الواقعة شمال شرق مدينة باخموت يمثل خطورة كبيرة على القوات الأوكرانية من تعرضها للتطويق من جانب القوات الروسية ويمنح الجانب الروسية ميزة إضافية تتمثل في إتاحة طريق يمكنها من اقتحام مدينة باخموت.
وفي الوقت نفسه، يشير المقال إلى تصريحات يافجيني بريجوجين مؤسس جماعة فاجنر من المتطوعين التي تقاتل في صفوف الجيش الروسي التي يشير فيها إلى أهمية إضافية لمدينتي باخموت وسوليدار لما تحويانه من مناجم للمعادن.
وعلى الرغم من تقديرات بعض المحللين العسكريين التي تشير إلى أن المدينتين لا تمثلان أهمية استراتيجية ذات قيمة بالنسبة لموسكو، إلا أن أحد المسؤلين الأمريكيين أكد أن الأهمية العسكرية الاستراتيجية للمدينتين بالنسبة لموسكو تكمن في أن بريجوجين، وهو من أقرب حلفاءالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسعي للسيطرة على الملح والجيبسون التي تزخر بها تلك المناجم.
ويتناول المقال تعقيب الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي على التطورات الراهنة في منطقة باخموت وسوليدار حيث أكد أول أمس الأحد في كلمة له للشعب الأوكراني أن القتال العنيف في سوليدار أدي إلى تدمير شامل في المدينة جراء الهجمات التي تشنها القوات الروسية منذ شهور عليها، موضحا أن الموقف في المدينة أصبح عصيب للغاية.
ويشير الكاتب في ختام المقال إلى تصريحات الخبير العسكري فيليب أوبراين والأستاذ بقسم الدراسات الاستراتيجية بجامعة سانت أوندروز البريطانية التي وصف فيها عملية التعبئة التي يقال أن روسيا تعتزم القيام بها خلال الخريف القادم، لضم ما يقرب من 500،000 مجندا، على أنها تمثل جيشا إضافيا للجيش الروسي الحالي.