السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

إبراهيم صالح يكتب: صوت غادة العبسي "من زمن فات"

إبراهيم صالح
إبراهيم صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عندما تبهرك وتغني قديم الطرب يحلو لها أن ترتدي ثوب ملاك يتوسط مسرح الأحداث، ترتدي القمر بإطلاتها الأخاذة تلك التي تشبه أميرات العصور الوسطى، وهي ما أن تشدو لا تعشق إلا قديم الغناء إذ لا علاقة لها بحديثه على الإطلاق، وهي تفتخر بذلك، فلا عجب إذا إن قالت عن نفسها: أنا سيدة زمن فات. 

وحقا ما تصرح به عن نفسها فهي بدون مبالغة لا تلبس فور صعودها المسرح أن تضعك بقوة داخل فيلم سينمائي قديم عنوانه هنا فقط بريق الأبيض والأسود هنا الحياة الأصلية ولا غير ذلك، فلا مجال للزيف والتلوين لا مجال لعبث الألوان وضجيجه. 

كما لذبذبات صوت العبسي وهي تنشد واقفة على مسرح الكبرياء رهبة كرهبة الخوف التي تجتاح نفس الإنسان وأنت ما ان تشعر بهذا لا تدري لماذا تشعر به ولماذا لا تستطيع فعل شيء حيال هذا. وما أن يعلو صوتها ويصل لمسامعك يسكن في أحشائك أشياء تبلغ الحلقوم فلا تدري إن كان جائزا لك أن تبلع ريقك أم تظل صامتا وساكنا حتى يصدر لك أمرا آخر منها بمشروعية الحركة. 

ومنذ أن قررت غادة العبسي ترك الطب وجسد الإنسان وهي تلعب على وتر النفس وماتحويه وكأنها قد ارتدت عباءة الطب النفسي الغنائي فتعالج المستمعين بنوع جديد من السحر الموسيقي، فتتحفك بموشحات يكاد المثقفون أنفسهم لا يدرون عنها شيئا مثل موشح حبي زرني ما تيسر. وما تسطره هي في رواياتها كليلة يلدا المليئة بمغامرات شرقية ستجده في صوتها المليء بمساحات شرقية فهي مطربة مثقفة ومنتبهة لحال الإنسان والعصر تتفوق على مثيلاتها في هذه الخصيصة فهي إذا صوت مثقف نابغة ولعل الأجدر بمن يريد معرفة صوت غادة العبسي هو الإستماع لها في حفلات دار الاوبرا المصرية بقي أن نشير إلى أن العبسي لم تقرر ولو مرة تجربة طرح أغنية خاصة بها وهذا الأمر علامة إستفهام كبرى من حق المستمع أن يعرف منها إجابة لهذا السؤال الهاملماذا لم تقرر ذلك ولم تشرع ولو مرة في تقديم أغنية خاصة بها؟!.