الأحد 24 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

"مانهاتن الصحراء".. مدينة شبام اليمنية شاهدة على التاريخ

مدينة شبام اليمنية
مدينة شبام اليمنية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مدينة شبام اليمنية عبارة عن تحفة فنية فهي بلدة أثرية بمركز مديرية شبام في محافظة حضرموت في شرق اليمن، تشكل المدينة المسورة التي تعود إلى القرن السادس عشر أحد أقدم النماذج وأفضلها للتنظيم المدني الدقيق المرتكز على مبدأ البناء العمودي وتسمى بـ"مانهاتن الصحراء" بسبب مبانيها البرجية الشاهقة المنبثقة من الطين، حيث يبلغ تعداد سكانها 16094 نسمة حسب الإحصاء الذي جرى عام 2004.

وفي 2 يوليو 2015 أضافت اليونسكو مدينة صنعاء القديمة وشبام على قائمة مواقع التراث العالمي المعرضة للخطر، وتتميز المدينة بناطحات السحاب الطينية الشاهقة الارتفاع، والتي يبلغ عمرها حوالى 500 سنة، ويصل ارتفاعها إلى نحو 30 متراً وأذهلت المدينة العالم بهندسة لا نراها اليوم إلا في المدن الكبيرة والمتحضرة، فهذه المدينة المسورة تعتبر أقدم شاهد على حرفية الهندسة المعمارية اليمنية، وتتجلى صورة هذه الحرفية في ناطحات السحاب الطينية الشاهقة الارتفاع، التي تشكل أبنية المدينة بالكامل، وهي التي أكسبت المدينة لقبها الحالي: "مانهاتن الصحراء" أو "شيكاغو الصحراء".
وعلى الرغم من أن أبنية المدينة الموجودة اليوم تعود إلى القرن الـ16، إلا أن النقوش الأثرية الموجودة فيها تشير إلى أن المدينة تعود في التاريخ إلى القرن الـ3 الميلادي، حيث كانت تعتبر عاصمة لمملكة حضرموت وبنيت المدينة على طراز المدن المسورة، ويعتبر سورها العالي اليوم السور الأقدم الذي ما يزال على حاله في اليمن أما أبنية المدينة الشاهقة الارتفاع فقد بنيت بشكل متلاصق، واستخدم في بنائها الطوب الطيني، الذي كان يجلب من شطآن الأنهار القريبة.
  درجات الحرارة في تلك المنطقة يمكن أن تصل إلى 40 درجة مئوية، إلا أن البناء الطيني يخفف وطأة الجو الحار، إلا أن هذا ليس الشيء الوحيد المذهل في هندسة بناء ناطحات السحاب الطينية هذه، فجدران الأبنية صنعت بطريقة عبقرية، إذ تقل سماكتها كلما ارتفعنا في الطوابق لتخفيف الضغط عن البناء، بالإضافة إلى شكل البناء الهندسي نفسه، وعادة ما تسكن عائلة واحدة فقط في المبنى، الذي يمكن أن يصل ارتفاعه إلى 30 متراً، حيث استخدم الطابق الأول كإسطبل للحيوانات، واستخدم الطابق الثاني لتخزين الطعام و المؤن، أما الطابق الثالث فاستخدم كمسكن للعائلة، تفوح منه رائحة البخور، وتنطلق خارجة من الشبابيك الخشبية التي تزين تلك الأبنية.
وهذه الأبنية المعجزة قاومت قساوة السنين، لنراها اليوم شاهداً على التاريخ، بفضل العناية الدورية بها، فالترميمات والإصلاحات كانت تتم بشكل دوري للحفاظ على البناء من الانهيار والتآكل المستمر، بفعل الرياح والأمطار وعوامل التعرية الحرارية والفيضانات، كما حدث عندما تضررت أساسات العديد من المباني بالفيضانات في العام 2008، بالإضافة إلى العوامل البشرية المتمثلة بالحروب والهجمات، كما حصل في العام 2009، عندما استهدفت من قبل تنظيم "القاعدة"، بالاضافة إلى القصف خلال الحرب على اليمن.