بدأت صباح اليوم الاثنين، جلسات المؤتمر السادس والأربعون لقادة الشرطة والأمن العرب المنعقد بأبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة، بحضور كلا من اللواء الركن خليفة حارب الخييلي وكيل وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة رئيس المؤتمـر، اللواء الدكتور أحمد ناصر الريسي، رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية (الإنتربول) و رؤساء وأعضاء الوفود العربية.
وخلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر القى الدكتور محمد بن على كومان الامين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب كلمة رحب خلالها بالحضور فى مهد مؤتمر قادة الشرطة والامن العرب، موجهاً أنبل مشاعر المودة والتقدير وأخلص معاني الشكر والعرفان الى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، حفظه الله ورعاه، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، حاكم إمارة أبوظبي، على جهوده الموفقة لدعم العمل العربي المشترك وخدمة القضايا العربية العادلة، مقدرا كل التقدير الرعاية الكريمة التي يوليها لمجلس وزراء الداخلية العرب ولمسيرة التعاون الأمني العربي كما تقدم بوافر الشكر والامتنان إلى الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان ، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية على تكرمه برعاية هذا المؤتمر وعلى تفضله بمباركة انطلاق أعماله، مما سيكون دافعا لمزيد من العمل والعطاء.
كما توجه بالشكر إلى اللواء الركن خليفة حارب الخييلي وكيل الوزارة رئيس المؤتمر على التسهيلات العديدة والإمكانيات الكبيرة التي تم تسخيرها لراحة المشاركين مما سيسهم في نجاح المؤتمر.
ووجه أنبل عبارات الشكر والعرفان إلى وزراء الداخلية العرب، لدعمهم السخي والمستمر للعمل الأمني العربي المشترك.
وقد جاءت كلمة معالية على النحو التالى :-
نجتمع اليوم في الذكرى الخمسين لانعقاد أول مؤتمر لقادة الشرطة والأمن العرب عام 1972م، على هذه الأرض الطيبة المعطاء التي ندين لها بكل الإنجازات الأمنية الرائدة التي تحققت منذ ذلك التاريخ.
خمسون عاما كانت حافلة بالعطاء، مفعمة بالألفة والمودة بين أجهزة الأمن العربية، خمسون عاما أبرمت خلالها الاتفاقيات وسُنَّت القوانين النموذجية ووضعت الاستراتيجيات والخطط التنفيذية وعقدت المؤتمرات والاجتماعات وحُددت أطر التعاون وأنشئت هياكله وطورت وسائله وأدواته، حتى غدا التعاون الأمني العربي في نطاق مجلس وزراء الداخلية العرب مثلا يحتذى على الصعيدين العربي والإقليمي.
واليوم نقف وقفة إجلال وتقدير لأولئك الآباء المؤسسين الذي ثبتوا ركائز العمل الأمني العربي المشترك ونقلوه من دفاع اجتماعي ضد الجريمة الى عمل أمني متخصص يتوسل الى تحقيق رسالته النبيلة بأحدث الأساليب التي ابتكرها العقل البشري.
رغم كل الإنجازات التي تحققت، فإن قادة الشرطة والأمن العرب عازمون على المضي قدما على درب تطوير مسيرة العمل الأمني العربي المشترك في إطار مقاربة شاملة للأمن تسير في اتجاهات عدة: استخدام التقنيات الحديثة وتعزيز التعاون الإجرائي الميداني بين الدول الأعضاء وتوظيف الأمن لخدمة قضايا التنمية ورفاهية الإنسان، وانفتاح منظومة الأمن العربي على آليات التنسيق الأمني الإقليمي والدولي.
فعلى صعيد استخدام التقنيات الحديثة تشاء الأقدار أن يتزامن احتفالنا باليوبيل الذهبي لمؤتمر قادة الشرطة والأمن العرب، مع وضعنا للمسات الأخيرة على مشروع تطوير نظام الشيخ زايد للاتصالات العصري بين أجهزة مجلس وزراء الداخلية العرب الذي حرصت وزارة الداخلية في دولة الإمارات العربية المتحدة مشكورة بتوجيه كريم من سمو الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية حفظه الله على أن يتم إنجازه وفق آخر التطورات التقنية، وهو ما سيسمح لنا بإطلاق قاعدة البيانات الجنائية وإتاحتها للدول الأعضاء، مما سيمكن بتسريع الملاحقة الجنائية وإصدار طلبات التوقيف المؤقت بصورة آلية، فضلا عن تغذية قواعد البيانات الأخرى مثل قاعدة بيانات المقاتلين الإرهابيين والقائمة العربية السوداء لمدبري ومنفذي وممولي الأعمال الإرهابية.
وحتى لا يظل التعاون الأمني العربي على مستوى التنظير نعمل في نطاق المجلس وبدعم من أصحاب المعالي والسعادة قادة الشرطة والأمن العرب على إيلاء اهتمام خاص بالتعاون الإجرائي الميداني بإيجاد الآليات التي تسمح بالتبادل الفوري للمعلومات بين الدول العربية. وفي هذا السياق يأتي إنشاء فريق الخبراء العرب المعني برصد وتبادل المعلومات حول التهديدات الإرهابية وتحليلها الذي يشكل وسيلة فعالة لتعزيز التعاون الميداني بين الدول العربية في مجال مواجهة التهديدات الإرهابية.
ونظرا لكون الهدف النهائي للعمل الشرطي هو الإنسان، وكرامته وأمانه ورفاهيته والحفاظ على قيمه الثقافية والاجتماعية وديمومة موارده ونمط عيشه، فإن قسطا كبيرا من عملنا الأمني في الوطن العربي موجه إلى احترام حقوق الإنسان والنهوض بالفئات الهشة في المجتمع وتمكين المرأة وتعزيز التنمية المستدامة بالحفاظ على البيئة وتجدد الموارد الطبيعية، ودعوني أذكر هنا بأن المجلس كان سباقا منذ عام 2002م، إلى وضع قانون نموذجي لحماية البيئة وتنميتها حتى يوفر الإطار التشريعي الملائم لمواجهة الجرائم الماسة بسلامة البيئة. ونعمل الآن في ظل توجهات المجلس على تعزيز هذا النهج الأمني.
وإيمانا منا بالطبيعة العابرة للحدود التي تتميز بها الجريمة، وتقديرا للتحديات الأمنية التي يشترك فيها الوطن العربي مع دول الجوار نعمل على تعزيز التعاون الأمني مع التجمعات والمنظمات الإقليمية والدولية، وإن الحضور المكثف لشركائنا الإقليميين والدوليين الذين نحيي التزامهم بتعزيز هذا التعاون لخير دليل على ما يربطنا بتلك التجمعات والمنظمات من علاقات متينة.
يسعدني في الختام أن أجدد لسمو الفريق الشيخ سيف بن زايد آل نهيان امتناننا العميق لما يوليه لنا من عناية واهتمام، ولما توفره لنا وزارة الداخلية الإماراتية الرشيدة من رعاية فائقة ودعم موصول، مقدرا كل التقدير ما أُحيط به المشاركون من كريم الضيافة وبالغ الحفاوة مما سيكون له دون شك أثر كبير في نجاح المؤتمر.
وفقكم الله جميعا وبارك في مساعيكم الخيرة.