الفضاء مليء بالأسرار والمعجزات التي تثبت عظمة الخالق، كما أنه رحب للغاية ولن يستطيع عقل الإنسان استيعاب حجمه، والفضاء سرمدي لا نهاية له فلن تستطيع الوصول لنهايته، والسقوط دومًا على الأرض يكون إلى الأسفل، وهذه تمثل نظرية نيوتن عن الجاذبية الأرضية لكن في الفضاء يكون السقوط لأعلى.
وعندما يسئل كم يساوي الزمن في الفضاء فتكون إجابة العلماء هي أن (هناك علاقة بين السرعة والمسافة والزمن)، والسرعة = المسافة ÷ الزمن، والزمن = صفر، أما داخل الثقب الأسود، فهناك الزمن يساوي صفر، فلا ماضي ولا مستقبل، بل حاضر فحسب، والرحلة للفضاء لن تستغرق وقتًا، لأنه يتم اختراق حاجز الضوء، والانطلاق يكون بسرعة تفوق سرعة الفوتون.
وعند التخيل بصنع مركبة ما كوسيلة انتقال يمكنها أن تنطلق بسرعة الضوء، وبوقود متجدد لا ينضب ستقطع تلك المركبة مسافة تقدّر بـ 300 ألف كيلو مترًا في الثانية الواحدة تقريبًا، وهذا ما يعرف فيزيائيًا ورياضيًا بـ (سرعة الضوء)، وتخيل أن تلك المسافة التي قد تقطعها تلك المركبة في ثانية واحدة ستجوب قطر الأرض ولا شك لو انطلقَت في دقيقة ضوئية، ويمكن قطع ساعة ضوئية أو سنة سنة ضوئية في الفضاء وربما لا تستطيع حصر الرقم جيدًا.
فالمسافة قد بدأت تحسب بالزمن وليست بالكيلومتر فلو انطلقت تلك المركبة وبشكل عمودي مخترقة الحجب والسحب، وانطلقت عبر الفراغ السرمدي متجهة نحو السماء قاصدة نجمًا ما يبعد عن أرضنا ملايين السنين الضوئية تخيل أن هذا النجم أكبر حجمًا من الأرض بمئات الأضعاف، وأن السماء بجانب امتلائها ببلايين النجوم المتناثرة هنا وهناك، تمتلأ أيضًا بملايين الشموس المُوقدة ومثلهم من الأقمار المضيئة.
كما ان قطر الشمس أكبر من قطر الأرض بـ110 أضعاف حجم الأرض، وهناك كواكب تبلغ حجمها عشرة ألف ضعف حجم الشمس، وتلك المجرات المتاخمة، وتلك المجاميع الشمسية الزاخرة، وهذه الكواكب والأكوان جميعها تقع تحت سقف السماء الأولى التي لن نصل مطلقا إليها بتلك المركبة.
