الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة لايت

كيف تسبب السد العالي في تأميم قناة السويس؟

 السد العالي
السد العالي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يقول الكاتب الراحل أستاذ الصحافة العربية محمد حسنين هيكل في كتابه "سنوات الغليان" إن "معارك الحروب لا تندلع فجأة من وسط السكون ولا تطل برأسها من فجوة مجهولة أو مظلمة فالتاريخ لا ينقطع فعله"، في إشارة إلى أن التاريخ سلسلة متصلة من الحوادث التي تؤثر في بعضها البعض.

ومن بين الأحداث الكبرى التي يحفل بها تاريخ مصر الحديث، هو مشروع بناء مصر للسد العالي، الذي تحل اليوم التاسع من يناير الذكرى الثانية والستين لوضع حجر الأساس لتشييده في عهد الزعيم الراحل جمال عبدالناصر.

وكانت رغبة مصر في بناء السد العالي، هي الطريق الذي انتهى بتأميم قناة السويس، ردا على رفض البنك الدولي والولايات المتحدة تمويل المشروع، في ظنهم أن مصر ستعجز عن سداد التزامتها المالية بسبب شرائها صفقة الأسلحة من تشيكوسلوفاكيا عام 1955 ولكنها قولة حق أريد به باطل.

كشف الرئيس عبدالناصر في خطاب تأميم قناة السويس، أن العرض الأمريكي البريطاني لتمويل السد العالي، كان بقيمة 70 مليون دولار، وكانت مصر تسدد 25 مليون دولار سنويا قيمة صفقة الأسحلة التشيكية، في شكل سلع إلا أن السبب الرئيسي لسحب العرض الغربي لتمويل السد العالي، هو شراء مصر الأسلحة من إحدى دول الكتلة الشرقية في وقت كانت الحرب الباردة على أشدها بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي.

ويذكر وزير الخارجية المصري محمود رياض، في الجزء الثاني من مذكراته المعنونة بـ"الأمن القومي العربي بين الإنجاز والفشل" أن "الرئيس عبدالناصر كان يعرف أن الولايات المتحدة، ستسحب عرضها بتمويل السد العالي، وقال لوزير خارجيته آنذاك محمود رياض في أبريل من عام 1956 أنه شبه متأكد من هذا القرار موضحا أسباب اقتناعه بهذا هو أن "أمريكا وبريطانيا والبنك الدولي يفرضون شروطا اقتصادية على مصر تضعها تحت وصايتهم".

وبالفعل في 19 يوليو 1956 أبلغ جون فوستر دالاس وزير الخارجية الأمريكي، سفير مصر في واشنطن أحمد حسين، بسحب الولايات المتحدة عرضها لتمويل السد وتبعتها بريطانيا والبنك الدولي.

ويؤكد "رياض" أن "موقف الولايات المتحدة أدى إلى أن تتخذ مصر بقيادة جمال عبدالناصر قرارا بتمويل السد تمويلا ذاتيا وذلك عن طريق تأميم قناة السويس، واستخدام إيرادها الذي وصل في ذلك الوقت إلى حوالي 35 مليون جنيه استرليني في عملية التمويل".

وبعد أسبوع من سحب واشنطن تمويلها للسد العالي، كان عبدالناصر يعلنها مدوية في 26 يوليو 1956 بتأميم قناة السويس، مؤكدا في خطابه من الإسكندرية بمناسبة مغادرة الملك فاروق لمصر، أن إيراد القناة سيستخدم في بناء السد العالي.