رفعت الوحدة المحلية لمركز ومدينة “طابا” بقيادة محمد حسن، رئيس المدينة، درجة الاستعدادات القصوى؛ للاحتفالات بالعيد القومى للمحافظة؛ تنفيذا لتعليمات وتوجيهات اللواء خالد فودة، محافظ جنوب سيناء، حيث يجرى حاليا مجموعة من أعمال التطوير والتجميل، ومنها إنشاء سور يضم مجموعة من المجسمات لأبرز معالم جنوب سيناء السياحية، وجرى الانتهاء من أعمال دهانات السور ، والسور عبارة عن حديقة أمام المجلس فى الطريق العام فى رؤية القادمين للسياحة للمدينة، وتبلغ المساحة حوالى ٥٠٠ متر، ومن المقرر الافتتاح فى العيد القومى للمحافظة الذكرى الـ٣٤ لعودة طابا الحبيبة، ومن بين المجسمات “معبد سرابيط الخادم”.
معبد سرابيط الخادم
"سرابيط الخادم".. تقع هذه المنطقة على بعد ٤٥ كيلو شرق مدينة أبو زنيمة بمحافظة جنوب سيناء، وتتبع إداريًا قرية الرملة، تلك المنطقة التي تقع بها أقدم مستعمرات معدن الفيروز، حيث سُميت بذلك الاسم لوجود عدد كبير من الكتل الصخرية بها، والتي أُطلق على كل منها أسم "سربوط" أي الصخر القائم، في حين ارتبط بها اسم الخادم، وهي التماثيل المنتشرة داخل المعبد، والتى كانت تمثل الخدم بالنسبة لسكان جنوب سيناء، لذلك عُرف الموقع والمعبد باسم "سرابيط الخادم" وهذا رأي بشكل اجتهادي فيما يخص التسمية.
أهمية “سرابيط الخادم”
تأتي أهمية سرابيط الخادم فيما خلدته من نقوش وكتابات الصخرية في المناجم والاثار المخصصة للإلهة حتحور في المعبد عن حملات التعدين التي قام بها ملوك الدولة الوسطى، وعلى الرغم من أن اسم أمنمحات الأول، أول ملوك الأسرة الثانية عشرة، هو أقدم اسم تم العثور عليه في سرابيط الخادم، إلا أن العديد من التماثيل والأثار كانت ترتبط بأسماء العديد من الملوك، على رأسهم الملك سنفرو من الأسرة الرابعة، والملك منتوحتب الثالث ومنتوحتب الرابع من ملوك الأسرة الحادية عشر، بالإضافة إلأي نقش للملك سنوسرت الأول، ما يعني أن سرابيط الخادم شهدت أنشطة مختلفة لاستخراج المعادن منذ الدولة القديمة.
٣٨٧ نقشاً ينتمون للدولتين الوسطى والحديثة
وأشار الدكتور إسلام نبيل عبدالسميع، رئيس مكتب هيئة تنشيط السياحة بجنوب سيناء، من خلال هاشتاج "أعرف بلدك"" الذي أطلقه على صفحته الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي؛ للتوعية السياحية والأثرية عن جنوب سيناء، إلى أن منطقة سرابيط الخادم تحتوي على 387 نقشًا ينتمون للدولتين الوسطى والحديثة، بينهم نحو ثمانية نقوش من عصر الدولة الوسطى، بالإضافة إلى 150 نقشًا تؤكد العديد من الحملات التعدينية خلال عصر المملكة الحديثة، خاصة بين عهدي الملكين أمنحتب الأول ورمسيس السادس، وقد أثبت المؤرخين أن تلك الأنشطة التعدينية لم تكن تخص منطقة سرابيط الخادم فقط، ولكنها تخص كل ما يُحيط بجبال وكهوف سرابيط الخادم أيضًا، بما في ذلك بئر نصب وغيره من الاماكن المحيطة، كما أن النقوش لم تهتم بسرد تفاصيل تلك الحملات التعدينية ولكنها ايضًا رصدت المستوطنات التي كان يعيش داخلها العاملين في تلك المناجم، بالإضافة إلى مناطق معالجة المعادن ومناطق العبادة الصغيرة.
ثلاثون نقشًا محفورًا في "الأبجدية السينائية"
وأضاف: "كما تحتوي سرابيط الخادم على أكثر من ثلاثون نقشًا محفورًا في "الأبجدية السينائية"، وهو ما يُلقي الضوء على تاريخ الأبجدية،، والتي تم الكشف عنها في عام 1905، وتعود لعهد كل من تحتمس الثالث وحتشبسوت، ويطلق عليها البعض الأبجدية الكنعانية، لتأثرها ببعض الكتابات السامية على اعتبار أن سيناء كانت نقطة التقاء للقادمين من آسيا، وإن كان البعض يعتقد ان السبب في ذلك أن غالبية عمال المناجم كانوا أسري الحروب المصرية مع شعوب جنوب غرب آسيا، والذين كانوا يتحدثون اللغة السامية الشمالية الغربية، مثل الكنعانية التي كانت أسلافًا للفينيقيين والعبرية، وهو ما حاول عالم المصريات واللغويات البريطاني "ألان جاردنر" اثباته عام 1915، حينما قام بفك رموز ما يعرف بنظام الكتابة السينائية البدائية، وقد نشر الكاهن الأمريكي رومانوس فرانسوا بوتين من الجامعة الكاثوليكية الأمريكية العديد من المقالات حول تلك النقطة في مجلة هارفارد اللاهوتية، وذلك استنادًا إلى بعثة هارفارد إلى سيرابيط الخادم عام 1927، بالإضافة إلى البعثة المشتركة لجامعة هارفارد الكاثوليكية عام 1930".
معبد حتحور
وتابع: " أما عن معبد حتحور سيدة الأعالي/سيدة الفيروز، فيقع على قمة جبل السرابيط، أي على ارتفاع نحو 850 مترا من سطح الأرض، أي أنه يرتفع عن سطح البحر بأكثر من 1100 متر تقريبًا، ويقع في منطقة مستوية تشبه إلى حد كبير الهضاب، وتقع على بعد 2000 متر تقريبًا إلى الجنوب من مدينة أبو زنيمة، وتحديدًا في منطقة تُسمي الرملة، حيث توجد قرية السرابيط في جنوب سيناء، ويبلغ طول المعبد نحو 80 مترًا، وعرضة نحو 40 مترًا، يجاوره الكثير من مغارات الفيروز الملئية بالنقوش الاثرية القديمة، بالإضافة إلى بعض أدوات العمال".
ويُعد معبد حتحور أحد المعابد الفريدة والمتميزة في مصر القديمة، بل ومن أضخم الآثار الثابتة التي خلفها المصريون القدماء المنحوته في الحجر، بدء تشييده مطلع عصر الدولة الوسطى، وتحديدًا خلال فترة حكم الأسرة الثانية عشر، وقد تغيير شكل المعبد خلال الأسرات الحاكمة اللاحقة، فطيلة ما يقرب من 800 عام عكف الملوك والملكات على إضافة بصماتهم على أركان المعبد، وذلك حتى عهد الملك رمسيس السادس أحد ملوك الأسرة العشرون.