احتفل البطريرك مار أغناطيوس يوسف الثالث، يونان بطريرك السريان الأنطاكي، اليوم الأحد، بالقداس الإلهي بمناسبة عيد القديس مار اسطفانوس رئيس الشمامسة وبكر الشهداء، والأحد الأول بعد عيد الدنح (الغطاس)، وذلك في كنيسة مار أغناطيوس الأنطاكي، في الكرسي البطريركي، المتحف، ببيروت.
عاونه المونسنيور حبيب مراد القيّم البطريركي العام وأمين سرّ البطريركية، بمشاركة الشمامسة والراهبات الأفراميات والمؤمنين.
وفي موعظته بعد الإنجيل المقدس، قدّم البطريرك الشكر للرب على هذه الأيّام المباركة التي نعيشها، إن كان عيد الميلاد وحلول العام الجديد وعيد الدنح أي عماد يسوع، واليوم، في هذا الأحد الأول بعد الدنح، نذكر، كما سمعنا في الإنجيل المقدس، كيف دعا يسوعُ تلاميذَه الأولين، وبينهم الإثنان اللذان تبعاه بعدما سمعا يوحنّا المعمدان يقول عنه "هذا هو حمل الله"، وفي القداس، نعتبر يسوع الحملَ المذبوح وهو حمل الله الذي يرفع خطايا العالم، ونطلب منه المغفرة".
وتابع: اليوم 8 هو عيد القديس مار اسطفانوس، رئيس الشمامسة وبكر الشهداء، فهو أول شهيد بقناعة إيمانية يسوع، ويخبرنا الكتاب المقدس في سفر أعمال الرسل أنّه قُتِلَ رجمًا بالحجارة من قِبَل الذين كانوا يسمعونه يتحدّث عن يسوع بأنّه هو المسيح المنتظَر والمخلّص والفادي، وبحسب العادة في كنيستنا السريانية تقليد قديم، إذ نقرأ الإنجيل المقدس في عيد مار اسطفانوس بعدّة لغات.
ولفت: إذا عدنا إلى الرسالة التي سمعناها من القديس بولس، نتأمّل بهذه العبارة "تنافسوا بالأعمال الصالحة"، نحن المسيحيين علينا أن نعرف أن نغار ونتنافس كي نفعل الخير، ولكن للأسف اليوم المسؤولون في لبنان، وبخاصّة المسيحيون منهم، يتشاطرون ويتذاكون من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية، وهم يتناسون هذا الوضع المخيف الذي حلّ بلبنان.
وأكّد: نتنافس في عمل الخير، أي أن يبذل كلٌّ منّا جهده لعمل الخير، حتّى ولو كان أفضل وأكفأ من غيره، لكنّ الخير هو لمجد الله ولبناء الكنيسة، ونحن نعلم جيّدًا أنّه لا يمكننا فعل الخير إن لم نقبل ونحبّ بعضنا البعض، فعيش المحبّة بصدق ونزاهة هو بمثابة الشهادة الوحيدة التي يمكننا من خلالها أن نعرّف غير المؤمنين على الرب ونشهد له، لا أن نفتّش عن مصلحتنا الخاصّة.
وأشار: كما سمعنا من الإنجيل بحسب القديس يوحنّا، رأى يوحنّا المعمدانُ يسوعَ وقال عنه "هذا هو حمل الله"، وعندما سمع ذلك إثنان من تلاميذه، قاما للحال وتبعا يسوع، فالتفت يسوع إليهما طالبًا منهما ماذا يريدان، فقالا له إنّهما يريدان أن يعرفا أين يقيم، بمعنى أنّهما يريدان أن يلتقيا به. فبادرهما يسوع: تعالا وانظرا، فراح التلميذان وقضيا ساعات مع يسوع، وكان هذا بمثابة أول لقاء شخصي مع
يسوع، وتأمّل بهذه العبارة "تعالا وانظرا"، مذكّرًا أنّ "علينا نحن أيضًا أن يكون لدينا هذا الفضول لنعرف أين هو يسوع، وماذا يريد منّا، وكيف يجب علينا أن نتصرّف ونعيش علاقتنا مع يسوع".
وأختتم غبطته موعظته ضارعًا "إلى يسوع، مع مطلع هذه السنة الجديدة، أن يباركنا ويبارك عائلاتنا وصغارنا وشبابنا وكبارنا، ويساعدنا كي نتحمّل هذه الظروف الأليمة التي نعيشها، ويبارك مجتمعنا وبلادنا، هنا في لبنان، وفي بلدان الشرق الأوسط التي تعاني الكثير من العنف والمضايقات، وحتّى التهجير، نسأله، هو الذي هرب كطفل من بيت لحم إلى مصر كي يجنّبه يوسف ومريم ذاك البغض والحقد الذي كان يحمله له الملك هيرودس، والذي بدأ حياته العلنية باعتماده من يوحنّا في نهر الأردن، ونبتهل إليه كي يكون معنا ويمنحنا سنة سلام وأمان واستقرار ووفاق ومحبّة، بشفاعة أمّنا مريم العذراء ومار اسطفانوس رئيس الشمامسة وبكر الشهداء".