قال محمد عثمان، عضو لجنة تسويق الأقصر السياحية، إن الموسم الحالي هو الأفضل لحركة السياحة الوافدة للأقصر منذ عام 2019، وذلك إن لم يكن في الأعداد فهو في الدخل الناتج من الحركة، وارتفاع مستوى الإنفاق السياحي في الليلة، الذي سجل 85 دولارا على الأكثر في الليلة عام 2019 بينما ارتفع حاليا إلى 120 دولارا.
وأضاف عثمان، في تصريحات خاصة، أن انتعاش الموسم السياحي الحالي يعود لعدة جوانب، أهمها قرار الدولة بتحويل المدن السياحية في مصر إلى مدن خضراء، علاوة على احتفالية مرور 200 عام على فك رموز حجر رشيد، والتي احتفلت بها كافة المنظمات العالمية ومنها منظمة اليونسكو، ثم مرور 100 عام على اكتشاف مقبرة توت عنخ أمون، ثم إعلان اليونسكو بأن مصر حافظت على أكثر من 50% من الإرث البشري، وأيضا معرض "رمسيس وذهب الفراعنة" الذي أقامته وزارة السياحة والآثار في الولايات المتحدة لمدة 6 أشهر، ما كان له تأثير كبير على الدعاية لمصر كدولة حضارة وسياحة ثقافية عظمى.
وتابع بأن تنظيم مصر لمؤتمر المناخ بامتياز كان رسالة إيجابية للعالم بقدرة مصر على استضافة أعدادا كبيرة من الزائرين بخدمة سياحية متميزة ودون تعرضهم لأية مشكلات صحية أو تأثير للجائحة الدولية، ما طمأن السائحين من مختلف أنحاء العالم لزيارة مصر، مشيرا إلى أن عروض الأزياء لمشاهير وكبار المصممين العالميين بمعبد الأقصر، مثل جوتشيلي الذي تابع عرضه 12 مليون شخص في العالم، كانت سببا في استقبال جنوب الصعيد للعديد من الرحلات السياحية للاستمتاع بحضارة مصر والمعابد والمتاحف.
وأكد أن مشروعات الدولة الخاصة بالمطارات الجديدة والطرق والمتاحف التي تضاف للخدمة وخاصة المتحف المصري الكبير، لاقت اهتماما لدى شعوب العالم، التي تفضل وتعشق الآثار والحضارة والسياحة الثقافية، منوها إلى أن اليابان رفعت الحظر عن مصر وعادت رحلاتها للأقصر وأسوان، بجانب إسبانيا وفرنسا وأمريكا وإيطاليا وألمانيا، ولأول يخرج السوق الإنجليزي من الخمسة الأعلى توافدا، وهو دليل على نجاح مصر في تنويع مصادر جلب السياحة.
وأشار عثمان، إلى أن مدينة الأقصر تحتضن المؤتمرات الكبرى، ومنها العلمية والطبية والزراعية، ويتوقع أن تنمو سياحة الحوافز والمؤتمرات في الأقصر العام الجاري، ونوه إلى أنه يجب زيادة الاهتمام بالسياحة الوافدة من السوق الإسباني ونحن على بعد خطوات من معرض الفيتور السياحي الدولي في مدريد، والي يحتاج لتواجد مصري قوي ومكثف ويتم تسهيل الدخول لمصر وتوفير وسائل الانتقال، من رحلات الشارتر المباشر بكثرة.
وقال إن الأقصر تستقبل 12 رحلة سياحية من مدريد في الفترة من الاثنين وحتى السبت من كل أسبوع، وتتزايد حاليا بالنزول في أسوان، موضحا أن الرحلة تستغرق 4 ساعات فقط من مدريد للأقصر، وتحمل أغلبها سائحين يتوافدون للمرة الثانية وأكثر على نفس المقصد، كما أن السائح الإسباني يتوافد طوال العالم، حيث تغطي الحركة موسم الصيف بالكامل في الأقصر وأسوان باعتبار أنهم يهتمون كثيرا بالسياحة الأثرية والثقافية والنيلية.
وكشف عثمان، أن لجنة تسويق السياحة الثقافية أعدت قاعدة بيانات كاملة بعدد السائحين الذين توافدوا خلال 2022، وعدد الليالي السياحية، والفنادق العائمة التي عملت بالفعل، ومستوى الإنفاق الشهري والسنوي، وأهم الجنسيات التي توافدت، وسيعلن عنها قريبا، منوها إلى أن الأقصر بها فنادق كثيرة مغلقة وبينها أقدم فندق في المحافظة وأخر يطل على النيل مباشرة، وغيرهما، ما يتطلب تدخل الدولة لدعم المستثمرين وإعادة فتح الفنادق المغلقة من جديد.