الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

صانع الفرحة.. زيارات الرئيس للكاتدرائية.. رسالة سلام للعالم.. وجه طعنة قاتلة فى وجه فتاوى تحريم تهنئة المسيحيين رغم القواسم المشتركة بين المصريين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

مساء الثلاثاء ٦ يناير ٢٠١٥.. يظل هذا اليوم محفورًا فى ذاكرة المصريين عندما فاجأ الرئيس عبدالفتاح السيسى الجميع، وتوجه إلى الكاتدرائية المرقسية فى العباسية، بدون إعلان مسبق، أثناء قداس عيد الميلاد المجيد، لتأخذ المفاجأة بالجميع فتعلو زغايد النساء على كل صوت، وتزداد وجوه الحاضرين نضرةً وبهاءٍ، وسط هتافات التحية لصانع البهجة والفرح، الذى جاء مهنئًا وسط أبناء وطنه.
نعم.. كان يومًا مشهودًا، أرسى به الرئيس السيسى تقليدًا مستمرًا طوال السنوات التالية، ووجه من خلال زيارته، رسالة لأعداء الوطن "لن يستطيع كائن على وجه الأرض أن يفرق بين المصريين"، وفتح بزيارته المفرحة صفحة ناصعة بحروف من نور، ما زالت مفتوحة على مصراعيها، بعد أن اعتاد المسيحيون فى مصر انتظار الرئيس السيسى للمشاركة في احتفال وبهجة عيد الميلاد المجيد.. قال السيسى يومها، ضمن ما قال: «كان ضروري آجي لكم عشان أقولكم كل سنة وأنتم طيبين، وأرجو ألا أكون قد قطعت عليكم صلواتكم».. وارتفعت صيحات التعبير عن مدى الفرح الذى أدخله فى قلوب الحاضرين بالكاتدرائية أو المتابعين للقداس عبر شاشات التليفزيون من أهل مصر وشعبها الطيب.
فى ليلة ٧ يناير من كل عام، وعلى أصوات الزغاريد والتصفيق، يستقبله المشاركون في الاحتفال بقداس العيد، ولعل الكاميرات قد سجلت مئات المواقف واللقطات لأطفال حريصين على الاحتفاء بالرئيس، بإلقاء الورود والتدافع للمصافحة والترحيب.. إنها مشاهد تظل راسخة تعكس محبة صادقة ومتبادلة دون تكلف أو تجميل.


تحطيم الحواجز
نجح الرئيس منذ الوهلة الأولي فى أن يهدم حواجز صنعتها ظروف متعددة، واستطاع أن يكسر جدارًا عازلًا ليكون مخاطبًا للشعب المصري كله، ورئيسًا فعليَا لجميع المواطنين، محاربًا ضد ما يفرق، وحاضنًا لما يجمع، ومدافعًا عن كل قطرة دم مصرية لمسلم أو مسيحي، ولعل المواقف تشهد والتاريخ يكتب دون تزييف أو تأويل، نقلة نوعية تعد الأسمى في علاقات الكنيسة والدولة.
الرئيس عبدالفتاح السيسي الذى استطاع أن يصد عدوان الإرهابيين علي مصر بقوة جيشه ويقظة الشرطة وإيمان الشعب، هو ذاته الذي كسر تابوهات فتاوي التحريم ومنع تهنئة المسيحيين في الأعياد، ولم يقتصر الأمر على حرصه الدائم على زيارة المقر البابوى أو الاشتراك في حضور القداس والتهنئة، بينما قال صراحة ردًا على تلك الأبواق: "أخوك فرحان وأنا فرحان لفرحه وبحتفل معاه"، فكانت كلمته من الكاتدرائية طعنة قاتلة فى وجه فتاوى التحريم التى استشرت لسنواتٍ عجاف، رغم وحدة الصف في كل الظروف والمحن، ورغم كل القواسم المشتركة بين الأديان؛ من محبة وتسامح وإخاء.


ترميم الكنائس 
لم تكن زيارة الرئيس السيسى الأولى للكاتدرائية مهنئًا بالعيد، مجرد زيارة عابرة.. ففى كل عامٍ، يؤكد الرئيس بزيارته المعنى العميق لزيارته بما تحمله من دلالات إيجابية وبما تنشره فى البلاد من فرحة وبهجة ومحبة.. في عام ٢٠١٦؛ جاء إلى الكاتدرائية للتهنئة وتعهد بإنهاء ترميم الكنائس التي تضررت علي يد الإرهاب، وفي عام ٢٠١٧ أعلن الرئيس خلال حديثه أنه تزامنًا مع الاحتفال بالعام الخمسين لتأسيس الكاتدرائية في العباسية سيكون فى العام المقبل لدينا أكبر كاتدرائية جديدة، وأكبر مسجد في العاصمة الإدارية، ووعد فأوفى كالعادة، كما قام الرئيس بزيارة الكاتدرائية، الجمعة ٦ يناير ٢٠١٧ ليهنئ الأقباط بعيد الميلاد المجيد، ويعلن الوفاء بوعده بترميم الكنائس.


فى العاصمة الإدارية 
في عام ٢٠١٨، كانت احتفالية عيد الميلاد المجيد مع الافتتاح الجزئي للكاتدرائية الجديدة بالعاصمة الإدارية، وهنأ الأقباط والبابا والحضور على زغاريد وتصفيق حافل، مع هتافات الحاضرين، وقال الرئيس يومها: "افتتاح الكاتدرائية شئ عظيم ورسالة من مصر للعالم كله.. رسالة سلام ومحبة وبفضل الله نقدم نموذجًا للمحبة والسلام بيننا وبين بعضنا البعض وهيخرج السلام من مصر ويعم العالم"، وأضاف "الشر والخراب والتدمير والقتل لا يمكن أن تهزم الخير والبناء والمحبة والسلام".
وتابع، معبرًا بالفعل عما شعر به المصريون جميعًا: "يا تري الفرحة التي بيعيشها الناس تساوي إيه؟، ليه مش شايفين الخير والمحبة؟ ليه مش شايفين غير الأذي؟"، ووجه حديثه إلى الحاضرين قائلًا: "خلو بالكم أنتم أهلنا ومننا وإحنا واحد ومحدش أبدًا يقدر يقسمنا ودى رسالة مهمة، أنا سعيد أننا موجودون وربنا يقدرنا ندخل الفرحة على كل الناس بدون تمييز وأشكركم على حفاوة الاستقبال وتحيا مصر بيكم يا مصريين".
في ٢٠١٩؛ كان الافتتاح الكامل لكاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية أكبر كنيسة في الشرق الأوسط، وحضر الافتتاح مع الرئيس السيسي والبابا تواضروس ضيوف منهم الرئيس محمود عباس رئيس دولة فلسطين وضيوف من الدول العربية.
ورحب الرئيس السيسي بالضيوف في تلك اللحظة التاريخية، ووجه التحية والاحترام لكل أرواح شهدائنا المصريين الذين ضحوا بأرواحهم لتبقى مصر، وقال: "نحن في لحظة مهمة.. منذ عامين، كنا في الكاتدرائية بالعباسية.. قلنا للبابا هنحتفل بالمرحلة الكاملة بانتهاء البناء للكاتدرائية ومسجد الفتاح العليم ونهدف منها أن نقول لبعضنا البعض لن نسمح لأحد أن يؤثر فينا لأننا واحد وهنفضل واحد". وأضاف أن "شجرة المحبة التي غرسناها معًا تحتاج للحفاظ عليها وأن نراعيها لخروج ثمارها من أرضنا للعالم بالمحبة والتسامح والتآخي بين الناس، ولكن الفتن لن تنتهي.. ومع ذلك، اللي حفظ مصر ربنا وهو اللى يحفظها لأجل خاطر أهلها الطيبين وخلوا بالكم من البلد".
وفى زيارته عام ٢٠٢٠، وجه رسالة للجميع قال فيها: "لو بتحبوا ربنا حبوا بعضكم ولا تتركوا أحدًا يدخل بينا الوقيعة والفتنة.. البلد دى بلدنا كلنا ولا حد ليه زيادة ولا حد ليه نقصان وهى دى الثقافة الراسخة بين المصريين". وأضاف: "لا مجال للقلق لأننا مع بعض وطالما إحنا كده محدش يقدر يعمل فينا حاجة رغم كل الصعوبات، وإحنا بنتعامل بشرف فى زمن مفهوش شرف، وربنا مُطلع علينا ولا يمكن يضيع تعب المخلصين والمحبين لبعضهم البعض".
وفي عام ٢٠٢١، حالت ظروف جائحة كورونا التي استشرت آنذاك، دون حضور الرئيس ولكنه حرص على تهنئة البابا تواضروس عبر فيديو كونفرانس.
وفي ٢٠٢٢، شارك الرئيس السيسي في احتفالات عيد الميلاد للمرة الثامنة، حيث زار كاتدرائية ميلاد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وقال خلال الزيارة: «نبني الجمهورية الجديدة مع بعض، أى صعاب أو أى تحدٍ يهون لو إحنا بقينا على قلب رجل واحد، لو كلنا مع بعض»، وأضاف: «إحنا في بيت من بيوت ربنا، اللي حامي البلد دي ربنا سبحانه وتعالى، دايمًا ندعيه ونتوسل إليه»، وتابع: «مش عايز آخد وقتكم عشان قداسة البابا تواضروس، وتحتفلوا بعيدكم، كل سنة وأنتم طيبين، وأنتم في رحمة ونعمة من الله عز وجل». وقال الرئيس خلال كلمته: «مش هطوّل عليكم، عايز أقولكم أنا بتكلم.. ومن خلال الفرصة دي بكلم كل المصريين.. بقول إننا بدأنا طريق عاهدنا فيه ربنا وعهدناكم.. بدأناه مع بعض وإن شاء الله هنكملوا كلنا مع بعض». 


أول المتبرعين 
ولم يقتصر الرئيس على زياراته للتهنئة بالعيد رغم أهميتها.. لم يترك حدثًا دون المشاركة فكان زائرًا للكاتدرائية لتقديم واجب التعزية، في فبراير ٢٠١٥ للتعزية في استشهاد الأقباط المصريين في ليبيا بعد الثأر لهم، وفي ٢٠١٦ للتعزية في ضحايا التفجيرات الإرهابية طنطا والإسكندرية، كما اهتم الرئيس باستضافة مصر لاجتماع مجلس كنائس الشرق الأوسط لأول مرة منذ تأسيسه في السبعينيات من القرن الماضي، والتقى الرئيس قادة الكنائس المشاركين في اللقاء.
وبدأ دوره المشهود بتدخل الدولة الرائد في إصلاح الكنائس والمنشآت والتي تجاوز عددها ٦٤ مبني، التي طالتها نيران الإرهاب، مرورًا بالقصاص والرد والردع خارج حدود مصر بضربات عنيفة للإرهاب ثأرًا لدماء المصريين الذين استشهدوا على أساس الهوية الدينية من قبل جماعات داعش الإرهابية، وحرص الرئيس على تكريم الشهداء بإعداد جنازة عسكرية لهم وإعلانه خلال تشييع الجثامين هوية الجاني وضبط الخلية المحرضة أو المدبر للجريمة. ولا يغفل أحد جهود الدولة المصرية وقائدها في العمل على استعادة رفات شهداء المصريين بأرض ليبيا بل وتأسيس مزار لهم بكنيسة قرية العور مسقط رأسهم.
وتجاوزت خطوات الرئيس للإصلاح، العوائق التي كانت أمام بناء أو ترميم داخل كنيسة، ليصبح هناك قانون خاص ينظم ترميم وبناء الكنائس أقره مجلس النواب بينما شكلت لجنة لتقنين الأوضاع لكل الكنائس المخالفة التي تنطبق عليها المواصفات والمعايير، وصلت أعداد التقنين إلى ٢٤٠١ وفق إحصاءات اللجنة وتقارير مجلس الوزراء من بين نحو ٤٥٠٠ مبني وكنيسة. ووجه الرئيس أجهزة الدولة كافةً بأن كل المناطق الجديدة والمدن المستحدثة في التخطيط، لا بد يوضع في الاعتبار تشييد مسجد وكنيسة معًا واستوقف المسؤولين عدة  مرات أثناء عرض المشروعات الجديدة ليسأل: "أين الكنيسة؟".
وضرب النموذج والمثل فكان أول المتبرعين لبناء مسجد الفتاح العليم وكاتدرائية ميلاد المسيح في العاصمة الإدارية، ولم يفرق بين الطوائف وعامل الجميع على حد سواء وأصدر قرارًًا جمهوريًا بإنشاء هيئتي أوقاف الكنيسة الكاثوليكية والطائفة الإنجيلية لإدارة شؤونها على غرار الأرثوذكسية.
ويتواصل عنقود المحبة بين الرئيس وشعبه، ليرسخ لكل قيم المواطنة والمساواة والعيش المشترك بين كل المصريين.

السيسى من داخل الاحتفالات السنوية:

  • لن يستطيع كائن على وجه الأرض أن يفرق بين المصريين
  • الشر والخراب والتدمير والقتل لا يمكن أن تهزم الخير والبناء والمحبة والسلام
  • يا تري الفرحة التي بيعشها الناس تساوي إيه؟ ليه مش شايفين الخير والمحبة؟ ليه مش شايفين غير الأذي؟
  • خلو بالكم أنتم أهلنا وإحنا واحد ومحدش أبدًا يقدر يقسمنا وربنا يقدرنا ندخل الفرحة على كل الناس بدون تمييز
  • شجرة المحبة غرسناها معًا وتحتاج للحفاظ عليها أن نراعيها لتخرج ثمارها للعالم بالمحبة والتسامح
  • الفتن لن تنتهي.. ولكن اللي حفظ مصر ربنا وهو اللى يحفظها لأجل خاطر أهلها الطيبين وخلوا بالكم من البلد
  • لو بتحبوا ربنا حبوا بعضكم ولا تتركوا أحدًا يدخل بينا الوقيعة والفتنة
  • البلد دى بلدنا كلنا ولا حد ليه زيادة ولا حد ليه نقصان وهى دى الثقافة الراسخة بين المصريين
  • نبني الجمهورية الجديدة مع بعض وأى تحدٍ يهون لو إحنا بقينا على قلب رجل واحد