السبت 02 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

فى عشق «العدرا».. المسلمون والمسيحيون يحتشدون احتفالًا بموالد السيدة مريم

ارشيفية.. جانب من
ارشيفية.. جانب من مولد السيدة العذراء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما كل هذه الحشود؟.. آلاف من المصريين، مسلمين ومسيحيين، يتجمعون فى موالد السيدة العذراء فى بلادنا ليقدموا صورة حقيقية معبرة عن الوحدة الوطنية والتآلف بين الجميع.. فى هذه الموالد، لا يمكنك أن تفرق بين مسلم ومسيحى حيث إن الكل جاء عاشقًا ومحبًا فى محراب السيدة العذراء لينال البركة وليستجيب الله لدعائه.
يتذكر المصريون دائمًا أن السيدة مريم العذراء قدمت إلى بلادنا تحمل سيدنا عيسى عليه السلام وهو طفل صغير وبصحبة القديس يوسف النجار، بعدما تركت العائلة المقدسة فلسطين وطنها واتجهت نحو البلاد المصرية، قاطعة صحراء سيناء حتى وصلت شرقى الدلتا مجتازة بعض بلاد الوجه البحرى، ومنها إلى صعيد مصر حتى مدينة أسيوط مرورا بسمالوط بالمنيا.
ويحرص الآلاف من المسيحيين والمسلمين من كل أنحاء الجمهورية على المشاركة فى الاحتفالات بجميع مظاهرها، وتعد هذه الموالد من أهم الاحتفالات بمحافظات عديدة منها المنيا وأسيوط وغيرهما، بنسبة حضور عالية من كل فئات المجتمع تصل إلى مليوني مواطن.
وللعذراء محبة كبيرة فى قلوب المصريين ولها أكثر من عشرة موالد يتبارك بها المصريون مسلمين ومسيحيين، أشهرها فى بياض ببنى سويف ودير العذراء جبل الطير ودرنكة والقوصية بأسيوط وغيرها.
وعلى أنغام وترانيم «يا زينة العرايس وعمار الكنايس مدحك في المجالس ياعذرا»، يحتفل ملايين المصريين دومًا باحتفالات وأعياد السيدة العذراء مريم، ليشاركوا ويتباركوا فى المواقع التى تحمل اسمها والكنائس الشاهدة على ظهورات ومعجزات لها.
تشهد تلك الفترة طقوسا دينية وأجواء احتفالية وتراتيل داخل الكنائس كافة والأديرة، ويتوافد الجميع مسلمين ومسيحيين قاصدين نوال البركة والهائمين فى حب «مريم» إلى مواقع الاحتفال قاصدين الطلبات وسائلين البركات لطلب الشفاعة، نظرًا للمكانة الكبيرة للسيدة العذراء فى قلوب الجميع. ووسط طقوس الاحتفال داخل الكنائس عمومًا التى تحمل اسم السيدة العذراء خاصة، هناك صورة أخرى من الاحتفال الشعبى والفلكلور الخاص بالمصريين فى موالد القديسين والأولياء، فإن قاصدي الزيارة يتوافدون من كل فج وصوب للاحتفال الشعبى معًا وخاصة الهائمين فى حب سيدة النساء.
الاحتفالات الشعبية تشهد زخما وروحا مصرية خالصة حيث يتقدم أصحاب الطلبات المستجابة من العذراء حيث يقصدها الدارسون للنجاح وطلب الذرية للمحتاجين وغيرها - مسلمين ومسيحيين - بتوافر نذور تبرعات مالية وذبائح على اسم السيدة العذراء وللأديرة المخصصة للاحتفال، ويفترش محيط أماكن الاحتفال البائعون للصور والتماثيل الخاصة بالعذراء وباعة الحمص والفول السودانى والحلوي؛ وكانت الموالد فى السابق تحمل مشاهد صاخبة حيث يفترش على مسافة من موقع الاحتفال أصحاب الملاهي المتنقلة وعروض استعراضية وغيرها ولكنها ظاهرة تكاد تتوارى مع الأيام.
ومن أشهر الأماكن التى تشهد احتفالات ضخمة للسيدة العذراء دير المحرق بمحافظة أسيوط ذلك المكان الذى مكثت فيه العائلة المقدسة أطول فترة خلال رحلة هروبها داخل أرض مصر ويصفه الكثيرون بأنه أورشليم الثانية، والذى يشهد طواف وزيارة الأماكن التى قطنها المسيح وأمه العذراء حضور غفير من المصريين للتبارك وأصحاب الطلبات والسؤال، ويليه من حيث الحضور دير جبل الطير بالمنيا من أكبر الموالد الخاصة بالسيدة العذراء والأماكن التى زارتها خلال رحلة العائلة المقدسة بأرض مصر والتى استمرت قرابة ثلاث سنوات أثناء هروبها من فلسطين وبطش هيرودس الملك تباركت مصر من سيناء وحتى الصعيد بتلك الزيارة.
وتعيش مناطق كثيرة مثل هذه الاحتفالات، ومنها الكنيسة الأثرية بمسطرد وكنيسة العذراء بالمعادى، وكنيسة العذراء بالزيتون، وكنيسة الريدانية بالمنصورة، وكنيسة العذراء والملاك فى دقادوس بالدقهلية، والسيدة العذراء والأنبا بيشوى بورسعيد «الصورة التي يسيل منها الزيت»، وغيرها من الأماكن. وما زال هناك الكثيرون يذهبون ويقصدون أديرة العذراء أو كنائسها فى مسطرد ودرنكة وجبل الطير وغيرها يفترشون أرضها ليظلوا على مقربة منها لنوال البركات ورفع الدعوات.
ولكل مولد ميعاد رغم أن الزيارات والرحلات لا تنقطع عن زيارة تلك الأماكن المقدسة من الشرق إلي الغرب ومن الشمال للجنوب وسط مراسم الفلكور الشعبى.. وفى كنيسة العذراء بالزيتون يقام الاحتفال تذكارًا لظهور العذراء فى ٢ أبريل من كل عام تزامنًا مع ذكرى تجليها عام ١٩٦٨ مع استمرار مظاهر الاحتفال والترنيم داخل أسوار الكنائس بينما يشهد محيط الأديرة والكنائس حالة من الاحتفال والاحتفاء الشعبي.
وتظل الأماكن التى زارتها العذراء عبر مسارها داخل مصر لها بصمة وشاهدا على "توحد المصريين" حيث يتلاقى الهائمون فى حب مريم من المسلمين والمسيحيين، موجهين رسالة غير مباشرة للعالم كله: انتبه.. أنت على أرض مصر!.