الجمعة 22 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

المسيح فى كل الأديان

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال تعالى في الآية (113) من سورة (آل عمران): (مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ* وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ* وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ* وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ).

فيما يخص الأديان القديمة فمن المعروف أن المسيحية قد عانت الاضطهادات على يد الديانة الرسمية في الإمبراطورية الرومانية ممثلة بعبادة القيصر.

من واقع ما ورد بالكتاب المقدس ترصد "البوابة" أن العلاقة بين الديانة اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فإن الديانة المسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛ أما بشأن العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب؛ حيث إنها بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين منذ أيام يسوع.
وهو ما أورد في الكتاب المقدس، ومنها [يوحنا ٢٢/٩] ودورهم في صلبه،[لوقا ٢/٢٢] ثم يذكر سفر أعمال الرسل اضطهاد اليهود للمسيحيين، [أعمال ١/٨-٣] ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين في اليمن حسب ما أورده الباحثون.
وجه التعامل يختلف
لعل أن الاحتفالات داخل كنيسة القيامة بعيد الفصح قرب القبر المقدس في مدينة القدس، الذي كان مركز المسيحيين من أصل يهودي الأوائل فيما أخذت العلاقة تتحسن بين اليهود والطوائف البروتستانتية في القرن التاسع عشر.
الإنجيلية والكاثوليكية ووجه التعديل
ومن ثم القرن العشرين وتوّج هذا التحسن بنشوء الصهيونية - المسيحية في الولايات المتحدة الأمريكية ودعمهما لقيام إسرائيل لأسباب دينية؛ غير أن علاقات اليهود مع الكنيسة الكاثوليكية لم تتحسن حتى عهد البابا بولس السادس الذي برأ اليهود من تهمة لاحقتهم طويلًا وهي قتل يسوع صلبًا، وقد جاءت التبرئة استنادًا إلى إنجيل لوقا ٤٨/٢٣ وغيره من المواضع، وجاء المجمع الفاتيكاني الثاني ليؤكد ما ذهب إليه البابا وطالب بعلاقات طبيعية مع اليهود.
المسيحية والأديان الأخرى
إن لم تكن سلطات اليهود وأتباعها– آنذاك- هي التي حرضت على قتل المسيح، لا يمكن مع ذلك أن يعزى ما اقترف أثناء آلامه إلى كل اليهود الذين كانوا يعيشون وقتها، دون تمييز ولا إلى يهود اليوم.
إن المسيح بمحبته الفائقة قدّم ذاته طوعًا للآلام والموت بسبب خطايا جميع الناس لكي يحصلوا جميعًا على الخلاص، وهذا ما تمسكت به الكنيسة ولا تزال.     
الفاتيكان
ورغم أن المجمع الفاتيكاني الثاني، خرج عنه بيان في علاقات الكنيسة مع الأديان غير المسيحية ولكن لم تشهد هذه التوصيات أو الرؤي والدعوات لم تدخل حيّز التطبيق إلا عقب عام ١٩٩٣ إذ تمّ تبادل التمثيل الدبلوماسي بين الفاتيكان وإسرائيل، تلاها زيارة البابا يوحنا بولس الثاني إلى القدس سنة ٢٠٠٠.
ورغم هذا التحسن فلا تزال بعض الخلافات قائمة في العلاقات بين الكنيسة الكاثوليكية وإسرائيل حول ملكية بعض المقدسات المسيحية، وبعض النصوص الطقسية التي تقرأ عادة في أسبوع الآلام تصف اليهود بأوصاف مشبوهة؛ أما فيما يخص الكنيسة الأرثوذكسية، فبينما تقف الكنيسة الأرثوذكسية في الشرق بشدة ضد أي تحسن في العلاقات مع اليهود، أخذت مواقف هذه الكنيسة في الغرب بالانفتاح.
المسيحية والإسلام
عهد الأمان أو ميثاق النبي محمد لدير سانت كاترين في سيناء، يعتقد أن أثر اليد يعود لنبي الإسلام محمد بن عبد الله شخصيًا.
يقيم القرآن نظامًا خاصًا لليهود والمسيحيين ويدعوهم بـ"أهل الكتاب"، ويقر بوجودهم في المجتمع الإسلامي، ويثني عليهم في مواضع عدة، ويميز بشكل خاص المسيحيين، ويذكر صراحة أنهم الأكثر مودة للمسلمين.(١٠)
قال تعالى في الآية (١١٣) من سورة (آل عمران): (مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ أُمَّةٌ قَائِمَةٌ يَتْلُونَ آيَاتِ اللَّهِ آنَاء اللَّيْلِ وَهُمْ يَسْجُدُونَ* يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ* وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ* وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ* وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ).
ويرى بعض الفقهاء أن المسيحيين الذين لم يؤدوا الجزية ولم يدخلوا مع المسلمين في عهد تشملهم آيات القتال في القرآن، بيد أن عددًا آخر يرى أن هذه الآيات تشير غالبًا إلى قبيلة قريش ولا يمكن إلا أن تربط بظرفيتها التاريخية.
ويكرم القرآن أيضًا الإنجيل ويعتبره كتابًا سماويًا منزلًا ويسميه «الكتاب المنير» و«هدى ونور»؛ والإيمان بكونه منزل من عند الله يدخل في الركن الثالث من أركان الإيمان في الدين الإسلامي.
أما يسوع في القرآن فيدعى عيسى تعريبًا لاسمه اليوناني إيسوس، ويسمى كذلك المسيح، ويلازم القرآن وصفه بابن مريم؛ وهو نبي مؤتى بالبينات ومؤيد بالروح القدس، وبشرت الملائكة به مريم بكلمة من الله ويدعى وجيهًا في الدنيا والآخرة، وقد جاء بالحكمة.
ويذكر القرآن أيضًا عددًا من أعمال يسوع ومعجزاته الواردة في الأناجيل، وأخرى مذكورة في الكتب الأبوكريفية، ويشدد القرآن على وصف المسيح بالبشرية، ويشبهه بآدم حيث خلقهما الله من تراب ثم نفخ فيهما من روحه، وتشير الآية (٩١) من سورة الأنبياء إلى عذرية مريم وحملها بأمر الله دون وجود ذكر، وتختم بالإعلان بأن يسوع وأمه هما آية للعالمين.
بيد أن القرآن يرفض ألوهية يسوع ويصفه بعبد الله، ويرفض وصفه بابن الله، كما ينكر صلبه أو مقتله، والإيمان بالمسيح يدخل في الركن الرابع من أركان الإيمان في الدين الإسلامي، ويعد الإسلام من أنكر نبوة المسيح أو تنقصه أو شتمه كافرًا.
لقد سادت الألفة بين الإسلام والمسيحية زمنًا طويلًا، لكن الاضطهادات التي عانى منها المسيحيون خلال بعض مراحل الدولة العباسية والدولة الفاطمية أثرت سلبًا في هذه العلاقة، وكذلك الحروب الصليبية وقسوة المماليك في التعامل مع غير المسلمين.
وفي العصور الحديثة احتلت الدول الكبرى المسيحية عددًا من الدول الإسلامية مما أدى إلى مزيد من التباعد؛ إلا أن حركات تقارب عديدة ظهرت خلال النصف الثاني من القرن العشرين، وقد تكون مبادرة المجمع الفاتيكاني الثاني، واحدة من أهمها.
كما تنظر الكنيسة بعين الاعتبار أيضًا إلى المسلمين الذين يعبدون معنا (أي مع المسيحيين) الإله الواحد الحي القيوم الرحيم الضابط الكل خالق السماء والأرض المكلم البشر؛ ويجتهدون (أي المسلمين) في أن يخضعوا بكليتهم لأوامر الله الخفية، كما يخضع له إبراهيم الذي يُسند إليه بطيبة خاطر الإيمان الإسلامي.
وهم يجلون يسوع كنبي وإن لم يعترفوا به كإله، ويكرمون مريم أمه العذراء كما أنهم يدعونها أحيانًا بتقوى؛ علاوة على ذلك أنهم ينتظرون يوم الدين عندما يثيب الله كل البشر القائمين من الموت؛ ويعتبرون أيضًا الحياة الأخلاقية ويؤدون العبادة لله لا سيما بالصلاة والزكاة والصوم. وإذا كانت قد نشأت، على مر القرون، منازعات وعداوات كثيرة بين المسيحيين والمسلمين، في المجمع المقدس (أي الفاتيكاني الثاني) يحض الجميع على أن ينسوا الماضي وينصرفون بالخلاص إلى التفاهم المتبادل، ويصونون ويعززون معًا العدالة الاجتماعية والخير الأخلاقية والسلام والحرية لفائدة جميع الناس.
تاج مصر العليا والسفلى
لم يحدث احتكاك مُبكر بين المسيحية وديانات الشرق الأقصى، وعندما حصل هذا الاحتكاك خلال العصور الوسطى تزامنًا مع الحركات الاستكشافية في عصر النهضة تنوعت ردة الفعل بين الترحيب الشديد والإقبال على اعتناقها وبين الحظر والاضطهاد كما حصل في الصين، في العصور الحديثة وسمت هذه العلاقة الدبلوماسية وتبادل الزيارات بين القيادات الدينية على أعلى المستويات، وكان المجمع الفاتيكاني الثاني أشار إلى البوذية الهندوسية بوصفهما دينين يسعيان ”للاستشراق السامي".
أما في علاقة المسيحية بالأديان المندثرة، ففيما يخص أديان السكان الأصليين لأمريكا الوسطى وأمريكا الجنوبية، فبالرغم من تقلص أعدادهم بشكل كبير نتيجة لفقر مناعتهم للأمراض التي جلبها المستعمرون، إلا أن البابا بيوس الثالث كان قد دعا المنشور البابوي ”الله الأسمى“ سنة ١٥٣٧ إلى احترام السكان الأصليين وحقوقهم معلنًا أنهم بشر، على عكس ما كان سائدًا من اعتقاد، ودعا إلى الاهتمام بدعوتهم لاعتناق المسيحية.
أما فيما يخص الأديان القديمة فمن المعروف أن المسيحية قد عانت الاضطهادات على يد الديانة الرسمية في الإمبراطورية الرومانية ممثلة بعبادة القيصر. فإلى جانب الاضطهادات المتبادلة حصلت تمازجات ثقافية عديدة، فقد أدى اعتناق الرومان والإغريق للمسيحية بأعداد كبيرة إلى انتقال بعض تقاليدهم الدينية إليها، على سبيل المثال إيقاد شمعة الشموع داخل الكنائس طلبا للشفاعة وفن رسم الأيقونات وتواريخ بعض الأعياد المسيحية كعيد ميلاد يسوع المسيح. كما أثرت الفلسفة الإغريقية بشكل كبير في المسيحية الغربية، كما يظهر من كتابات لاهوتية الأوائل
ويجب أن يؤخذ بعين الاعتبار أيضًا العادات من الديانات الفرعونية والبابلية القديمة والتي نفذت إلى الديانة اليهودية ومنها إلى المسيحية، كبناء الكنيسة الذي يشبه بناء هيكل سليمان المأخوذ بدوره عن المعابد المصرية، وبعض هذه العادات نفذت لاحقًا إلى الإسلام أيضًا، والوصايا العشر المقتبسة من كتاب الموتى الفرعوني المقدس، وظهرت بشكل أو بآخر في الديانات الثلاثة، إلى جانب إقامة أربعين الميت وغيرها.