أعلنت المملكة العربية السعودية عن استضافتها للاجتماع الوزاري للتحالف الدولي لهزيمة تنظيم داعش الإرهابي، المقرر انعقاده العام الجاري 2023، وكان التحالف الدولي قد رحب بمبادرة المملكة لاستضافة الاجتماع في بيانه الصادر عن اجتماع المديرين السياسيين للتحالف الدولي لمحاربة داعش، المنعقد بمدينة لاهاي، ديسمبر الماضي.
ويركز أعضاء التحالف، وفقا للبيان، على مناقشة الجهود الأخيرة في التصدي لداعش في العراق وسوريا، بما في ذلك الاحتياجات الإنسانية والأمنية الملحة في مخيم الهول ومراكز الاحتجاز في شمال شرق سوريا، والتي لا تزال مصدر قلق عاجل في المنطقة وتتطلب حلولا مستدامة طويلة الأمد. كما ناقش الأعضاء قضية العودة للوطن، ولاسيما دعم العراق من خلال إطار الأمم المتحدة الدولي لمحاكمة وتأهيل وكذلك إعادة إدماج العائدين من الجنسية العراقية وفرص عمليات الفحص التي تتبعها منظمة الإنتربول من أجل تعزيز عمليات فحص الخلفية وعمليات الفحص الأمني.
خطوة لدحر الإرهاب
من جانبه، قال الدكتور جاسم محمد، رئيس المركز الأوروبي لدراسات مكافحة الإرهاب بألمانيا، إن الاجتماع الوزاري للتحالف في مايو الماضي الذي انعقد في مدينة مراكش المغربية ، كانت له ضرورة، خاصة وأن المغرب يعد بوابة نحو قارة أفريقيا، ونحن نعرف حجم التهديدات للتنظيمات المتطرفة في غرب ووسط أفريقيا، وفي الساحل الأفريقي أيضا.
وأضاف "رئيس المركز" في تصريحات خاصة لـ"البوابة نيوز"، أن استضافة السعودية لاجتماع التحالف العام المقبل يأتي من اهتمامها بمنطقة الشرق الأوسط، ولو تحدثنا بشكل خاص عن العراق وسوريا ومناطق أخرى من الممكن أن تشهد أنشطة للجماعات المتطرفة دون أن ننسى اليمن، وكلها أمور تشغل المملكة دون شك.
وأوضح أن السعودية تنطلق في خطوتها من إمكانياتها وقدراتها، لأن لها تجربة واسعة في المناصحة الفكرية والمعالجات الحقيقية، وهي تجربة رائدة، وتعتبر العلاج الحقيقي للتطرف والإرهاب أكثر من ردعه بالقوة العسكرية، حيث تعول على ما لديها من تجارب سابقة في محاربة الارهاب والتطرف، خاصة في موضوع المناصحة، ناهيك عن كونها تمتلك علاقات واسعة على المستوى الإقليمي والدولي.
ووفقا لوكالة الأنباء السعودية، فإن إعلان المملكة يأتي تجسيدًا لدورها الفاعل كشريك استراتيجي في التحالف الدولي، وتماشيًا مع الجهود الدولية التي تبذلها المملكة في مكافحة الكيانات الإرهابية بجميع صورها وأشكالها، ودورها في دعم التعاون الدولي لمحاربة هذه الكيانات.
كان التحالف الدولي، قد رحّب في الاجتماع الماضي بالمغرب، بعقد الاجتماع في أفريقيا وأكدوا من جديد تصميمهم المشترك على مواصلة قتال التنظيم من خلال كل من الجهود العسكرية وتلك التي يقودها المدنيون، والتي تساهم في الهزيمة الدائمة للجماعة الإرهابية.
وشدد الوزراء على أولوية حماية المدنيين وضرورة التمسك بالقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي، فضلًا عن قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، في جميع الظروف.
ودعا التحالف الى ملاحقة الجناة الهاربين المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي، وفي الوقت نفسه الوقوف بجانب ضحايا الإرهاب خاصة الأطفال والنساء الذين تعرضوا لأنواع شتى من العنف الجسدي والتشريد ومغادرة أوطانهم، إلى جانب الحيلولة دون تذوق الأجيال القادمة مرارة المعاناة التي سببها التنظيم الإرهابي،
وعبر الوزراء في اجتماع المغرب عن عزمهم للبقاء في منتهى الحذر، ضمن إطار التحالف لهزيمة تنظيم داعش وخارجه ضد تهديد الإرهاب، بكافة أشكاله ومظاهره.
