يتساءل الكثيرون حول طقوس الدفن الخاص بالبابا بندكتوس أهمها لماذا وضع البابا بندكتس السادس عشر في 3 توابيت قبل دفنه؟، فبصفته الأسقف الفخري لروما وبابا الكنيسة الكاثوليكية المقدسة، تم اتباع طقوس التوابيت الثلاثة المحددة لدفن الباباوات، على النحو المحدد في كتاب طقوس وتعليمات جنازة الحبر الروماني.(400 صفحة).
وتعد التوابيت الثلاثة المستخدمة في وداع البابا المتوفى، تشير تاريخيا وتقليديا ، إلى حماية الجسد من السرقات والعبث بها، وثانيا لكي لا يتحلل الجسد بسرعة ، ويمكن أن يفتح عليه بحالة التطويب ، ويكون أحيانا شبه كامل ، وكذلك هي للذكرى التاريخية وبالأخص حين توضع النقود والميداليات والرموز التي تشير إلى حبرية البابا المتوفى، والحقب التي عاش بها .
وقد بيّن ذلك من خلال وضع المنديل على وجهه في داخل الكنيسة ، علامة على انّ سيتوارى عن عالم الجيد، لكي يذهب الى عامل الروح، ويشاهد الله تعالى وجها لوجه وهناك طقس يتم فيه عادة كسر خاتم الصياد بطرس ، لكنّ الفاتيكان لم يقم بها يوم أمس ، لانّ الخاتم قد كسر بمجرّد أن قدّم البابا الراحل استقالته ، وهو أمر لم يحدث منذ 600 عام (كان البابا غريغوريوس الثاني عشر آخر بابا يتنحى عن منصبه عام 1415).
كما لم تقرع أجراس الحزن في كاتدرائية القديس بطرس، عند إعلان وفاة بندكتس السادس عشر، بحسب موقع الفاتيكان، وذلك ما لا يحدث إلا عند وفاة البابا الذي لا يزال في منصبه. كما انّ البابا فرنسيس كان من البابوات النادرين الذين تراسوا جنازة اسلافهم ( وشهدت الكنيسة حدثاً مشابهاً في عام 1802، حين ترأس البابا بيوس السابع مراسم جنازة بيوس السادس الذي توفي في المنفى في فرنسا عام 1799، لكنه لم يكن قد تنحّى (عن البي بي سي).
أمّا التوابيت المستخدمة فهي :
تابوت السرو يوضع جثمان الأب الأقدس داخل هذا التابوت. مع الباليوم التي كان يرتديها ، ونسخة من برنامج القداس الجنائزي ـ وكذلك أكياس العملات الفضية والذهبية والنحاسية.
أما عدد القطع النقدية في كل كيس، فيساوي عدد سنوات البابوية. ويدل التابوت الخشبي البسيط المصنوع من خشب السرو على أنّ المتوفى هو إنسان عادي مثل أي شخص آخر. ويكون التابوت مغلقا وملفوفا بثلاثة شرائط من الحرير قبل وضعه في تابوت من الرصاص.
التابوت الرصاصي - النعش الرصاصي ، وهو ملحم بامعان ، محفور عليه اسم البابا وتواريخ بابويته وشعاره البابوي ، بالإضافة إلى جمجمة وعظمتين متقاطعتين. التابوت الرصاصي أكثر متانة. كما تم وضع الوثائق الهامة التي أصدرها في هذا التابوت. ووضع التابوت الرصاصي بدوره في تابوت الدردار أو الجوز ودفنه تحت لوح من الرخام.
تابوت الدردار – أو الجوز أخيرًا ، تم وضع النعش الرصاصي في تابوت الدردار الذي يتم غلقه بالمسامير الذهبية ، ويهدف تابوت الدردار إلى الإشارة إلى كرامة البابا ، نظرًا لأن الدردار خشب نادر وثمين في إيطاليا .