مصر القديمة منذ آلاف السنين تقدمت في شتى المجالات منها الطب والفلك والفيزياء والهندسة وما لم يصل اليه الانسان في عصرنا الحالي يكتشف العلماء أن المصري القديم وصل اليه وبرع فيه منذ آلاف السنين ومن ضمن المعجزات التي استطاع المصري القديم تدوينها الموجودة بسقف مقبرة سننموت وهي عبارة عن أول خريطة فلكية في العالم.
كان "سنن- موت" مهندسا معماريا ومديرا لأعمال الملكة حتشبسوت ووصيا لابنتها الأميرة "نفرو-رع" بعد وفاة أبيها سحتمس الثانى، ولم يكن سننموت فقط مهندسا معماريا بل كان مولعا بدراسة علم الفلك، وبنى "سننموت" لنفسه مقبرتين أحداهما فى منطقة القرنة بالبر الغربى بالأقصر والأخرى أسفل معبد الدير البحرى، وبرغم وجود مقبرتين لتلك الشخصية الشهيرة الا أنه لم يعثر على أي أثر على أنه دفن فى أي منهما.
تعرضت المقبرة الموجودة بالقرنة لتدمير شديد ولم يبقى منها أثر واضح أما المقبرة الأخرى أسفل معبد الدير البحرى فقد ساعد اختفاءها عن أعين نابشى القبور على احتفاظها بجزء من نقوشها وأهمها السقف الذى يحوى خريطة فلكية تعتبر أول خريطة فلكية فى فى مصر، وصور "سنن-موت" على سقف مقبرته قبة السماء وسجل ما عليها من نجوم وأبراج فيما يعرف بخريطة العشريات.
تنقسم الخريطة الفلكية لـ"سنن-موت" الى قسمين، قسم يصور نصف قبة السماء الجنوبى، وقسم يصور نصف قبة السماء الشمالى، وسجل "سنن-موت" فى القسم الجنوبى (موضح فى الجزء العلوى من الصورة) قائمة بالعشريات، والعشريات هى مجموعات نجمية تظهر كل مجموعة منها عند الأفق لمدة 10 أيام ومجموع العشريات 36 عشرية X 10 أيام يصبح المجموع 360 يوم يضاف اليها 5 أيام مكملة (أيام تحوت) لتغطى عدد أيام السنة.
وفي القسم الجنوبي سجل "سنن-موت" أيضا الأجرام السماوية التي تظهر فى القسم الجنوبي للسماء مثل مجموعة نجوم أوريون و نجم سوبدت (الشعرى) وأيضا كواكب المشترى وزحل وعطارد وفينوس (الزهرة) بصحبة النترو (الكائنات الالهية) التي تبحر فى قوارب في قبة السماء، وفي القسم الشمالي لقبة السماء (موضح فى الجزء السفلى من الصورة) صور "سنن-موت" دبا كبيرا (رمز مجموعة الدب الأكبر) بالاضافة الى مجموعات نجمية أخرى لم يستطع الفلكيون تحديدها بعد.
وعلى يمين ويسار الدب الأكبر هناك 8 و 4 دوائر (المجموع 12 دائرة) يوجد بأسفلها صور لـ"نترو" يحملون قرص الشمس ويولون وجوههم تجاه منتصف الصورة.
وكل دائرة من الدوائر الـ 12 مقسمة بداخلها الى 24 جزء، ترمز لعدد شهور السنة وعدد ساعات اليوم ونقشت تحت تلك الدوائر نصوص تسجل الأعياد والمناسبات المرتبطة بالشهور القمرية وسقف المقبرة ينقسم الى قسمين (جنوبي وشمالي) يفصل بينهما نصا مكتوبا يحمل ألقاب الملكة حتشبسوت وأسم "سنن-موت".
وتحوي خريطة سننموت أيضا تسجيلا لحدث فلكي وهو الرصف الكوني الذي جمع كل من المشترى وزحل وعطارد وفينوس والشمس على خط واحد وحدث ذلك في يوم الاعتدال الربيعى سنة 1476 قبل الميلاد وهو حدث يؤكد علماء الفلك أنه حدث بالفعل وعرفوا ذلك عن طريق الحسابات الفلكية.