رغم مرور ما يقرب من 24 عامًا، علي عرض مسلسل «نحن لا نزرع الشوك»، والذي سرد معاناة طفلة تعرضت للتعذيب على يد زوجة الأب عقب وفاة والدتها، إلا أنه ما زل قصة درامية مؤثرة، هذه الرواية التي أسالت دموع القلوب قبل العيون أثناء مشاهدة هذا العمل الفني، تجسدت اليوم ولكن علي أرض الواقع ، والاختلاف عن الدراما في تلك القضية هو أن الأب أصبح القاتل، بعدما هان عليه فلذة كبده صاحب الـ 6 سنوات، ذاك الطفل الذي لم يهنأ بطفولة سعيدة منذ قدومه للدنيا، بسبب انفصال والدته عن أبيه لسوء سلوكه وتعاطيه المخدرات، وتزوجت من شخص آخر، وهو الأمر الذي دفع الأب الانتقام منها بحرمانها من رؤية الطفل، لتبدأ رحلة العذاب للطفل بعد إقامة الضحية معه بمفرده، فلم يرحم صغر سن نجله ولا جسده النحيل، وأجبره علي العمل معه في بيع أسطوانات الغاز، ولم يكتفي بذلك بل قيد الصغير وحبسه داخل شقة ثم نصب له محكمة، وسرعان ما أصدر الحكم؛ وهو التعذيب حتى الموت، وظل الصغير يبكي يستعطف قاتله، «حرام عليك يابابا أنا معملتش حاجة»، لكن رفض الشيطان توسلاته.
«أي قلب يتحمل ما حدث، تخيلوا المشهد يا ناس ابني مات بدون ذنب».. بهذه الكلمات روت «مروة» والدة الضحية لـ«البوابة نيوز» كواليس جريمة قتل نجلها الطفل «بدر» علي يد والده؛ قائلة: «قبل نحو عامين وصل قطار الزواج بيني وبين «محمود» طليقي ووالد الضحية إلي محطته الأخيرة (الطلاق) بسبب تعاطيه للمواد المخدرة وتعديه الدائم عليّ بالضرب، رغم قيامي بتربية أبنائه من زوجاته اللاتي طلقهن قبل الزواج بي، لكنني لم أحتمل ذلك فكنت أخرج للعمل في البيوت لجمع الأموال له حتي أساعده في تربية الأطفال، وحينما أعود يأخذ الأموال مني عنوة ليشتري بها الكيف».
وتابعت الأم باكية: «عقب انفصالي عن المتهم حاولت في العديد من المرات أن يترك لي الطفل يعيش معي لكنه رفض، فتوجهت لعقلاء المنطقة التي يقيم فيها وتوسلت إليهم كي يساعدوني، وبالفعل جرى عقد جلسة عرفية بحضوره وحينما طالبوه بإرجاع الطفل لي قال لهم: « مش راحت اتجوزت ملهاش عيال عندي».
وأضافت الأم: «مطلع شهر مايو الماضي، رأيت علامات تعذيب وضرب في جسد نجلي، وحينما واجهت الأب قال لي عادي أب بيضرب ابنه، فطلبت منه عدم ضربه وعرضت عليه أن يخبرني حينما يخطئ الصغير وسوف أقوم بتعويضه ماديا إذا أتلف شيئا أو أضاع الأموال، وبعدها قمت برفع دعوى ضم الطفل إلي حضانتي، فقد كنت أخشي أن أتخذ قرارا لأنه هددني لو أقدمت علي تلك الخطوة فسوف يقتل الطفل، وقبل أيام صدر لي حكم من المحكمة بضم الطفل».
وتابعت الأم: «عقارب الساعة كانت تشير إلى الواحدة بعد منتصف الليل يوم الإثنين الماضي، حيث فوجئت بحضور «يوسف» شقيق ابني بدر من والده هنا في منزلي، وقال لي الحقي يا طنط «بدر» مات، فهرولت مسرعة نحو سكن زوجي في منطقة الأمير بمنطقة الخصوص، التابعة لمحافظة القليوبية.
وهناك رأيت جثمانا ملقى على الأرض وبه إصابات وملفوف حول بطنه حبل، فيما هرب المتهم نحو مكان تواجد نجله الأكبر في منطقة سراي القبة حيث يقوم بحراسة جراج سيارات، وحينما وصل إليه سأله عن السبب قال له أنا قتلت أخوك بدر، خنقته بإيدي عشان ضيع مفتاح الموتوسيكل، ولما وقع في الأرض ضربته بقطعة خشب حتى يستيقظ، لكنه لم يرد فحملت الجثة وألقيتها على السلم أمام شقة عمتك».
واستطردت: «لم يتحمل الشاب فعلة أبيه وتشاجر معه، وقام بإبلاغ رجال الشرطة، ليتم القبض عليه، وعرضه على النيابة العامة، التي أصدرت قرارها بحبسه 15 يوما علي ذمة التحقيقات».