الخميس 19 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

عميد الأسرى الفلسطينيين يُعانق الحرية بعد 40 عامًا في سجون الاحتلال

كريم يونس
كريم يونس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عانق عميد الأسرى الفلسطينيين عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطينية "فتح"، المناضل كريم يونس، الحرية، بعد 40 عامًا قضاها في غياهب سجون الاحتلال الإسرائيلي، التي ألقي به فيها وعمره 25 عامًا ليخرج منها وهو ابن الـ 66. 

وقالت مصادر فلسطينية إن سلطات الاحتلال أفرجت عن المناضل يونس فجرًا وتركه وحيدًا في مدينة "رعنانا" القريبة من تل أبيب، دون أن تبلغ أحدا من ذويه بساعة ومكان الإفراج عنه في محاولة للتأثير عليه نفسيًا وتنغيص فرحته وفرحتهم بالإفراج عنه واستقباله. 

وكان في انتظار كريم يونس في مسقط رأسه في بلدة (عارة) داخل الخط الأخضر جماهير غفيرة كانت تعلم أنه سيُفرج عنه اليوم، وكما هو مُتوقع من أسير حُرم من والديه وحُرِما منه في حياتهما وحياته، كان أول شيء يفعله الأسير هو الذهاب لزيارة قبري أبيه الذي توفي قبل 10 سنوات، ووالدته التي شاء القدر أن تتوفي قبل 8 أشهر، وبكى المناضل بحُرقة أمام قبر والدته كما تظهر الصور وتصوير فيديو من أقاربه.

وقال كريم يونس من أمام قبر والدته إنها كانت سفيرة لكل أسرى الحرية وتحملت فوق طاقتها لكنها اختارت أن تراه من السماء بعد انتظار طويل، مضيفا أن لديه استعداد لتقديم 40 عاما أخرى من أجل حرية الشعب الفلسطيني مؤكدا أن هذه العزيمة والعطاء موجودة لدى كل الأسرى.

ولمنع أي احتفاء بالأسير، قامت شرطة الاحتلال الليلة الماضية بمداهمة منزل عائلة كريم يونس وصادرت الأعلام الفلسطينية، ورايات حركة "فتح"، وأبلغتهم بمنع تشغيل الأغاني الوطنية الفلسطينية. 

وكريم يونس هو أحد أبرز المناضلين الفلسطينيين، الذين التحقوا بالمسيرة النّضالية، قبل الانتفاضة الأولى عام 1987، وولد يونس في الثالث والعشرين من نوفمبر عام 1958، في بلدة عارة، وهو الابن الأكبر لعائلته، واعتقل كريم في السادس من يناير 1983، ولاحقًا جرى اعتقال ابن عمه ماهر يونس، إضافة إلى سامي يونس على خلفية مقاومة الاحتلال، وأفرج عن الأسير سامي في صفقة التبادل عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا، وتوفي بعد أربع سنوات من تحرره.

وتعرض كريم لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه الاحتلال بالإعدام في بداية أسره، ولاحقا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديد المؤبد له لاحقا لمدة (40) عامًا، والأسير يونس واحد من بين 25 أسيرًا تواصل سلطات الاحتلال اعتقالهم منذ ما قبل توقيع اتفاق أوسلو أي قبل عام 1993، ورفضت على مدار عقود أن تفرج عنهم، رغم مرور العديد من صفقات التبادل. 

وهنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس، المناضل كريم يونس، بالإفراج عنه وقال إنه يمثل رمزا من رموز الشعب الفلسطيني وأحرار العالم في الصمود، مؤكدًا أن قضية الأسرى هي قضية الشعب الفلسطيني بأسره، وملف الأسرى على رأس أولويات القيادة الفلسطينية، التي ستبذل كل جهد ممكن لإطلاق سراحهم من معتقلات الاحتلال الإسرائيلي.

كما هنأ رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية، المناضل يونس، بالإفراج عنه، مؤكدًا أن جميع الأسرى والأسيرات في معتقلات الاحتلال سينالون حريتهم، داعيا المنظمات الحقوقية الدولية، للتدخل للإفراج عن جميع الأسرى، خاصة الأسيرات والأطفال والمرضى منهم.

وأضاف "يا كريم، خرجت من بطن الحوت وعتمة الزنازين إلى شمس فلسطين وقريبًا إلى حرية الوطن، فحريتنا من حرية فلسطين، "فرحتنا بك كبيرة واعتزازنا بصمودك أكبر، والعقبى لبقية إخوانك ليكون اللقاء في القدس المحررة".

وهنأت اللجنة المركزية لحركة "فتح"، أبناء الشعب الفلسطيني بحرية المناضل كريم يونس، أقدم أسير في العالم، بعد أكثر من 350 ألف ساعة، وأكثر من 14 ألف يوم، و40 عاما، قضاها في زنازين الاحتلال الإسرائيلي.

وأكدت اللجنة، في بيان صحفي، أن كريم يونس بصموده الأسطوري، إنما شكل عنوانا أصيلا لكل أحرار العالم ممن عقدوا العزم على رفض الظلم والاضطهاد والعنصرية، كما حيت المركزية جموع الأسيرات والأسرى على طريق الحرية والانعتاق من زنازين الاحتلال.

ولفتت اللجنة المركزية إلى أن محاولة الاحتلال اغتيال الفرحة بحرية الأسير يونس عبر إطلاق سراحه المباغت لن يمنع جموع أبناء الشعب الفلسطيني من الاحتفاء بحريته، وكذلك ستفعل حركة "فتح" بصورة تليق بكريم وبقية الأسرى.