ما زال العالم يعاني من فيروس كورونا المستجد ومتحوراته، وآخرها متحور «إكس بي بي» الذي انتشر في أكثر من 29 دولة، وعادت مخاوف المواطنين مرة أخرى من هذا المتحور الجديد.
متحور إكس بي بي
يحتوي متحور "إكس بي بي" XBB الجديد على حوالي 7 طفرات، على الأقل، مما قد يزيد من صعوبة الأجهزة المناعية في التعرف على المتغير الفرعي، مع وجود زيادة احتمالية لتفادي الأجسام المضادة، وعلى مدار الأسبوعين الماضيين، بدأ رصد متغير جديد لفيروس كورونا، في عدد من الدول، مثل سنغافورة وهونج كونج، وتسبب في ارتفاع مرة آخرى إصابات كورونا في كلا البلدين لتصل إلى أكثر من الضعف في يوم واحد، في سنغافورة.
ويعد المتغير الجديد، من أسوأ النسخ الجينية من الفيروس فهو ينتج أجسام مضادة من علاجات تعد أحادية النسيلة، مما يجعل الأدوية تتحول غير فعالة في إبطاء نموه بداخل خلايا الجسم، مثل النسخ الأخرى.
من جانبه، قال الدكتور «أنتوني فاوتشي»، إن المتحور الجديد أخطر من سابقيه، وقادرًا على تجاوز الاستجابة المناعية التي تم الحصول عليها من العدوى أو اللقاحات المضادة لفيروس كورونا، لن تمنع الإصابة بالعدوى بالمتغير الجديد، لكنها في القابل ستعمل على خفض نسبة الإصابة بشكل كبير ببعض الأعراض الشديدة التي قد تؤدي للدخول للمستشف مما يرفع من أهمية اللقاحات التي يمكنك القيام للأستعداد للفيروس وما قد يحدث.
سرعة انتشار المتحور الجديد
وأعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها إزاء المتحور الجديد "إكس بي بي. 1.5" XBB.1.5 من فيروس كورونا
وقالت «ماريا فان كيركوف»، المتخصصة في فيروس كوفيد-19 بمنظمة الصحة العالمية في جنيف، إن المتحور الذي تم اكتشافه في أكتوبر ينتقل بسهولة أكبر من أي من السلالات المتحورة المعروفة سابقا، ووفقًا للتحاليل الجينية المتوفرة للفيروس، فإنه ينتشر بشكل رئيسي في الولايات المتحدة وأوروبا وتم اكتشافه بالفعل في 29 دولة، والفيروس ينتمي إلى مجموعة فرعية من المتحور أوميكرون، والذي ينتشر منذ نهاية عام 2021، مشيرة إلى أن يتم حاليًا إجراء تحليل للمخاطر وسيتم نشره قريبًا.
40.5% من إصابات الولايات المتحدة في آخر أسبوع من 2021
وقدرت المراكز الأمريكية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها، أن المتحور "إكس بي بي. 1.5" يمثل نحو 40.5% من كل الإصابات الجديدة في الولايات المتحدة في الأسبوع الذي سبق نهاية عام 2021.
وأظهرت بيانات في بريطانيا، وجود متحور جديد من فيروس كورونا، يتميز بعدواه الشديدة، مشيرة إلى أنه مسؤول عن واحد من كل 25 إصابة في المملكة المتحدة، وذكرت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، أن الخبراء أطلقوا على المتحور الجديد من فيروس كورونا اسم "XBB.1.5".
ودق المتحور الجديد ناقوس الخطر في الولايات المتحدة لسرعة انتشاره وتسببه في زيادة الإصابات التي تتطلب حالاتها المعالجة في المستشفى، وأصبح المتحور الجديد مسؤولا في الولايات المتحدة عن 4 من أصل كل 10 حالات، بعد أن كان مسؤولا عن حالتين من بين كل 10 قبل نحو أسبوع، والمتحور الجديد متفرع في الأصل عن متحور "أوميكرون" الذي بدأ في التفشي أواخر عام 2021.
وبحسب المعلومات المتوفرة حاليًا، فلدى المتحور "XBB.1.5" طفرات تؤدي إلى إصابة الناس بشكل أكبر من سابقيه ومراوغة الحماية من التطعيمات والإصابات السابقة بالعدوى.
مزيج بين كورونا والإنفلونزا
وقال خبراء بريطانيون لـ«ديلي ميل»، إن المتحور الجديد يمثل جرس إنذار للسلطات في بريطانيا وقد يؤدي إلى تفاقم الأزمة الصحية، المتمثلة بالوباء المزدوج: كورونا والإنفلونزا، لكن مسؤولين ببريطانيا قالوا إنه ما من مؤشر على أن المتحور الجديد زاد من الإصابات الصعبة مقارنة بغيره من المتحورات.
وأظهرت بيانات من معهد Sanger، وهو واحد من أكبر مراكز مراقبة مرض "كوفيد-19" في بريطانيا، أن 4% من الإصابات حتى الأسبوع الذي انتهى في 17 ديسمبر الماضي تسبب بها المتحور الجديد، وهذه أول مرة يدرج فيها المتحور الجديد في القائمة الأسبوعية التي يصدرها المعهد.