وصفت حركة طالبان الأفغانية يوم الثلاثاء ٣ يناير ٢٠٢٢، التصريحات الأخيرة من المسئولين الباكستانيين حول مخابئ الإرهابيين في كابول بأنها «استفزازية» وطلبت من إسلام أباد «السيطرة» على الوضع من جانبها أيضًا.
وقال المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد في بيان إن الحكومة المؤقتة تبذل قصارى جهدها لضمان عدم استخدام الأراضي الأفغانية ضد باكستان أو أي دولة أخرى.
جاء البيان بعد أن طلبت لجنة الأمن القومي (NSC) من الحكومة في كابول- دون تسميتها- عدم توفير ملاذات للجماعات الإرهابية الباكستانية على أراضيها.
وشهدت باكستان ارتفاعًا حادًا في حوادث الإرهاب، لا سيما في خيبر باختونخوا وبلوشستان، خلال الشهرين الماضيين بعد إعلان حركة طالبان باكستان (TTP) إنهاء وقف إطلاق النار مع باكستان.
وقالت وزيرة الداخلية رنا سناء الله في وقت سابق في مقابلة مع قناة إخبارية باكستانية: «إسلام أباد قد تستهدف حركة طالبان باكستان إذا لم تتخذ كابول إجراءات لتفكيكها».
وردا على ذلك، قال مجاهد إن من مسئولية الجانب الباكستاني أيضا محاولة السيطرة على الوضع وتجنب إصدار بيانات استفزازية لا أساس لها من الصحة.
وزعم المتحدث أن مثل هذه التصريحات وجو عدم الثقة ليس في مصلحة أي طرف.
وقال المتحدث باسم طالبان إن الحكومة الأفغانية لا تولي فقط أهمية للسلام والاستقرار داخل البلاد، ولكن في المنطقة بأسرها، وتعهد بمواصلة بلاده جهودها في هذا الصدد.
وأضاف أن حركة طالبان ترغب في علاقات أفضل مع جميع جيرانها، بما في ذلك باكستان، وتؤمن بكل الموارد والوسائل التي يمكن أن تساعدهم على تحقيق الهدف. كان مجلس الأمن القومي قد قرر يوم الاثنين ٢ يناير ٢٠٢٣، أنه لن يُسمح لأي دولة بتوفير الملاذات والتسهيلات للإرهابيين، وتحتفظ باكستان بجميع الحقوق لحماية شعبها.
كما أكد المنتدى مجددا عزمه على عدم التسامح مطلقا مع الإرهاب في باكستان، وأكد مجددا تصميمه على مواجهة كل الكيانات التي تلجأ إلى العنف.
وقررت اللجنة أن أمن باكستان لا يقبل المساومة، وسيتم الحفاظ على السيادة الكاملة للدولة في كل شبر من الأراضي.
وأكد المنتدى أن «الأمن القومي» الشامل يتمحور حول الأمن الاقتصادي، وأن السيادة أو الكرامة تخضع للتأكيد دون الاكتفاء الذاتي والاستقلال الاقتصادي.
كما تم إطلاع اللجنة على الوضع الأمني في البلاد مع التركيز بشكل خاص على الأحداث الإرهابية الأخيرة في خيبر باختونخوا وبلوشستان.
وفي الأسبوع الماضي، ردا على تصريح سناء الله حول استهداف مخابئ حركة طالبان باكستان، قالت حكومة طالبان المؤقتة إنها لن تسمح لأي شخص بمهاجمة الإمارة الإسلامية وطلبت من باكستان مشاركة تحفظاتها مع كابول.
ومضى المتحدث يقول إن أفغانستان تريد إقامة علاقات جيدة مع باكستان وإن على مسئوليها توخي الحذر عند التحدث.
وأضاف مجاهد «لا يحق لأي دولة مهاجمة أراضي دولة أخرى. لا يوجد تشريع في العالم يسمح بمثل هذا الانتهاك. إذا كان لدى أي شخص أي مخاوف، فعليه مشاركتها مع الإمارة الإسلامية لأنها تمتلك قوات كافية ويمكنها اتخاذ إجراءات».
وقال سناء الله إنه عندما تظهر مشاكل الهجمات الإرهابية، تطلب الحكومة أولًا من أفغانستان، «أمتنا الإسلامية الشقيقة، القضاء على مخابئهم وتسليم هؤلاء الأفراد إلينا، ولكن إذا لم يحدث ذلك، فإن ما ذكرته ممكن».
كما ألمح وزير الخارجية بيلاوال بوتو زرداري إلى اتخاذ إجراء مباشر ضد المسلحين إذا فشلت الحكومة الأفغانية في كبح جماح حركة طالبان باكستان.
وفي نفس السياق قال وزير الدفاع الباكستاني خواجة آصف إن موجة جديدة من الهجمات الإرهابية في بلاده تنبع من أفغانستان، وحث حكام طالبان على وقفها تماشيا مع تعهداتهم بمكافحة الإرهاب.