كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية، في عددها الصادر اليوم الأربعاء، أن جهود اليابان في إعادة تشغيل محطات الطاقة النووية لديها، خاصة بعدما توقفت منذ أكثر من عقد من الزمان في أعقاب كارثة محطة "فوكوشيما دايتشي" عام 2011، تواجه عراقيل عديدة من بين ذلك نقص المهندسين وتراجع القدرة التصنيعية.
وذكرت الصحيفة - في سياق تقرير نشرته عبر موقعها الإلكتروني في هذا الشأن - أن طول فترة تعطيل هذه المحطات عن العمل تسبب في إجهاد سلاسل التوريد رغم طموحات رئيس الوزراء فوميو كيشيدا بشأن بناء محطات طاقة نووية جديدة لمساعدة المصنعين اليابانيين الذين يعملون في ظل مفاعلات أصغر وتقنيات نووية أقل كفاءه.
وحذر تنفيذيون وخبراء في الصناعة من أن سلسلة التوريد النووية في البلاد تتعرض لضغوط، خاصة بعدما تسبب حادث 2011 في خروج هائل لأكثر من 20 مصنعًا وشركة، بما في ذلك كاواساكي للصناعات الثقيلة وسوميتومو كيميكال.
وقال جورج بوروفاس، رئيس الممارسات النووية في شركة هنتون أندروز كورت في طوكيو - في تصريح خاص لـ"فاينانشيال تايمز" - " لم يحدث شيء فيما يتعلق بالمحطات النووية الجديدة حتى بدأنا نفقد ببطء موردي المعدات والخبرة والتقنيين، وإذا فقدت جيلًا من ذلك، فمن الصعب حقًا التعافي وهو مصدر قلق كبير لهذه الصناعة".. مشيرًا إلى أن اليابان كانت تحصل على حوالي ثلث طاقتها من 54 مفاعلًا نوويًا قبل كارثة فوكوشيما. ولكنها الآن تملك تسعة فقط في الخدمة.
وأضاف توموكو موراكامي، كبير الاقتصاديين في معهد اقتصاديات الطاقة باليابان " أن بناء المحطات الجديدة لم يتوقف فحسب، بل اختفت أيضًا وظائف عديدة تعالج استبدال وإصلاح المعدات الضرورية بشكل كبير".
وفي علامة أخرى على تراجع الصناعة النووية في اليابان، أبرزت الصحيفة البريطانية أن اليابان لم تعد قادرة على الشراء محليًا لأنابيب واقية توضع داخل المفاعل النووي لاحتواء الإشعاع بعد انهيار شركة Zirco Products، وهي شركة تصنيع مهمة، في عام 2017، كذلك، انخفض عدد المهندسين المهرة المسئولين عن تصنيع المعدات النووية بنحو 45 %، وفقًا لرابطة مصنعي الأجهزة الكهربائية اليابانية، فضلا عن تخريج عدد أقل من الطلاب في مجال الهندسة النووية من الجامعات وكليات الدراسات العليا في اليابان، حيث انخفض العدد بنسبة 14 % منذ عام 2011.
وعلى الرغم من تداعيات الكارثة، قررت بعض الشركات الرئيسية، مثل ميتسوبيشي للصناعات الثقيلة وهيتاشي وتوشيبا، الاستثمار في الطاقة النووية خاصة بعدما حفز انقطاع إمدادات الغاز في أعقاب الأزمة العسكرية بين روسيا وأوكرانيا البلدان في جميع أنحاء العالم على إعادة تقييم سياستها المتعلقة بالطاقة النووية.
ويُجادل المؤيدون بأن المفاعلات الصغيرة والمتوسطة أكثر فعالية من حيث التكلفة وأسرع في البناء، على الرغم من أن النقاد يقولون إن مثل هذه المفاعلات لا يمكن أن تنافس في الجودة والخدمة التي حققتها المفاعلات الكبيرة.