السبت 23 نوفمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

بوابة العرب

"المدرج الروماني بعمان".. شاهد عيان على عبق التاريخ منذ 1800 عام

المدرج الروماني بعمان
المدرج الروماني بعمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في قلب العاصمة الأردنية عمان ومنذ 1800 عام، بني المدرج الروماني، أعظم الآثار الرومانية على مستوى منطقة بلاد الشام، والذي يعد شاهد عيان على عصر يمثل عبق التاريخ بالمنطقة.

وما أن تضع قدميك في العاصمة الأردنية القديمة تجد مشهدا يحكي عن عصور قديمة تعود إلى القرن الثاني الميلادي، فيما تفوح رائحة التاريخ لتعود بك إلى الوراء لتتذكر أن العالم العربي لديه من الآثار والتاريخ ما يصنع عصورا لأمم أخرى.. فمعبد هرقل والقصر الأموي ومتاحف عرض الفلكلور الأردني من اللباس التقليدي لكل منطقة، وطبيعة الحياة الشعبية بالمناطق، تمثل شهود عيان على فترة تاريخية قديمة مع المملكة الهاشمية، فيما تطل عليك أجمل الطرازات المعمارية التاريخية بأعمدتها الشامخة.

وبأسلوب وطريقة هندسية فريدة من نوعها، تجد نفسك أمام مدرج مصمم بطريقة مختلفة وكأن من قام به مهندسون من خريجي أعظم كليات الهندسة المعاصرة.

ويعد المدرج الروماني - والذي أطلق عليه مسميات أخرى ومنها "المسرح الروماني"و"درج فرعون"و"الملعب الروماني" و"ملعب سليمان" تعود إلى خلفيات تاريخية أيضا - من أهم معالم السياحة في الأردن بمنطقة جبل القلعة بوسط عمان، فيما يتسع لقرابة 6000 متفرج عندما كانت تعرض عليه الاستعراضات والحفلات في تلك العصور.

ويعد المدرج حاليا مزارا سياحيا وكذلك متنفسا لأهالي عمان من أجل النزهة والخروج، فيما تقوم الجهات المعنية بتقديم بعض العروض التاريخية والثقافية بين الحين والأخر للزائرين.

وفي عرض من قبل القائمين على المدرج، تسمع حكايات من عبق التاريخ، فيما تظل تنظر إلى شماخة هذا الفن الهندسي وكأنك تتخيل أن الماضي يعود إلى الوراء وتحديدا إلى "فيلادلفيا القديمة"، حيث كانت عمان معروفة بهذا الاسم عندما كانت جزءا من الإمبراطورية الرومانية وذلك بحسب النقوش، الموجودة على جدار المدرج وأعمدته الشامخة والتي تبوح بسر عصر البناء في عهد الأباطرة الأنطونيين، في نهاية القرن الثاني الميلادي. 

وعند دخولك من الجانب الأيمن من المدرج، تجد أمامك صفا من الأعمدة، يوجد منها ما هو متكامل ويقف شامخا يعبر عن تاريخه، فيما يتهالك جزء منها نظرا للعوامل البيئة والتاريخ، وخلف هذه العمدة، يتواجد المسرح بمدرجاته وأمامها ساحة عامة، كانت ذات يوم من بين أكبر ساحات الإمبراطورية وتقدر بـ( 5000متر)، في حين ينقسم المدرج إلى ثلاثة أقسام أفقية، ومداخل جانبية.

وبين عامي 138 و161 م وتحديدا خلال حكم الإمبراطور الروماني أنطونيوس بيوس، تم بناء هذا المدرج، حيث يعرف عن أنطونيوس بيوس أنه أحد أكثر الأباطرة هدوءا في التاريخ الروماني، في حين يعد عصره من أكثر العصور التي احترمت وقدرت ونشرت الفنون والثقافة حيث شجع الإمبراطور الفلسفة والفنون الجميلة والعلوم وأسس تطوير المباني والمراكز الثقافية في المنطقة، بما في ذلك هذا المدرج.

وبسؤال عن عمليات الترميم، كشف القائمون على عمليات الترميم لـ"أ ش أ"، أن تلك العمليات قائمة دائما ولا يوجد تقصير من الجهات المعنية بمتابعة المدرج والعمل على الحفاظ عليه باعتباره أثرا تاريخيا نادرا وعظيما.

وقالوا إنه في عام 1957 قامت الحكومة الأردنية بعملية ترميم المسرح الروماني، ومنذ ذلك الوقت، تعمل دائما على متابعته والحفاظ عليه، مشيرين إلى أن الزيارات السياحية والشعبية لا تتوقف بل يعتبر المكان موقعا لتنزه سكان المدينة ومعبرا عن فرحتهم بتاريخهم القديم والمعاصر.

ورغم بعد المسافات بين المسرح الروماني ومسرح مدينة جرش الشهير، إلا أن الربط بينهما قائم ومستمر في حين أن المدرج الروماني بعمان يعد الأكبر في الأردن، إلا أن الصمود أمام متغيرات الزمن والحضارات والتحديث المستمر في الأردن يمثل صمام أمان لهذين المدرجين "الروماني وجرش".