سلط تقرير صحفي نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية، الضوء على تحذير السلطات الصينية بأنها سوف تتخذ إجراءات انتقامية للرد على القيود التي بدأ العديد من الدول فرضها على الوافدين إلى أراضيها من الصين والتي تشترط تقديم شهادة طبية سلبية تثبت خلوهم من فيروس كورونا.
وأوضح التقرير، أن الصين وجهت تحذيرا للدول التي تفرض تلك القيود على الوافدين إليها من الأراضي الصينية بأنها سوف تتخذ إجراءات مضادة وتفرض قيودا مشابهة على الوافدين إليها من تلك الدول.
وأضاف أن تلك التطورات تأتي في وقت تواجه فيه الصين انتشارا واسعا لفيروس كورونا بعد أن قامت مؤخرا بتخفيف القيود التي كانت قد فرضتها للسيطرة على انتشار المرض في جميع أرجاء البلاد.
وأوضح التقرير أن البلاد التي فرضت قيودا صحية على الوافدين إليها من الصين تشمل الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا والهند واليابان إلى جانب العديد من الدول الأوروبية، مشيرا إلى أن المخاوف تنتاب تلك الدول من انتقال الفيروس إلى أراضيها عبر هؤلاء الوافدين في ظل غياب البيانات والمعلومات الكافية بشأن الفيروس ومتحوراته الجديدة.
ويتناول التقرير الموقف الصيني في هذا الصدد، حيث سلط الضوء على تصريحات المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية ماو نينج التي قال خلالها "إن بيكين تعتقد أن القيود المفروضة على الوافدين من الصين تفتقد للأساس العلمي"، معربا عن اعتقاده في نفس الوقت أن تلك الإجراءات غير مقبولة.. ونقل رفض بلاده لمحاولات تسييس الشروط الصحية واستخدامها لتحقيق أغراض سياسية، وأشار إلى أن الصين سوف تتخذ إجراءات مضادة على أساس مبدأ التعامل بالمثل.
وذكر التقرير أن تلك التصريحات من جانب الصين تعتبر الأعنف والأقوى منذ الإعلان عن تلك الإجراءات من جانب أستراليا وكندا خلال الأسبوع الحالي بعد أن انضمت الدولتان لقائمة الدول التي بدأت تفرض تلك القيود الصحية.
وعلى الجانب الآخر، كما يشير التقرير، أوضح المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس - في تصريحات له للرد - على نظيره الصيني أن تلك القيود تستند بشكل مطلق على أساس علمي وطبي فقط وليس لها أي أبعاد أخرى، موضحا أنه تم اتخاذ تلك الإجراءات بعد انتشار الفيروس في الصين في الفترة الأخيرة.
وأشار التقرير إلى تصريحات رئيسة وزراء فرنسا إليزابيث بورن التي دافعت عن تلك القيود والتي تدخل حيز التنفيذ في فرنسا بدءا من اليوم الأربعاء، موضحة أنه منذ ذلك التاريخ سيكون لزاما على أي وافد إلى فرنسا من الأراضي الصينية تقديم شهادة صحية لم يمر عليها أكثر من 48 ساعة تثبت خلوه من فيروس كورونا إلى جانب خضوعه لتحاليل طبية بعد دخوله الأراضي الفرنسية.
ويشير التقرير - في الختام - إلى موقف منظمة الصحة العالمية من التطورات الحالية للفيروس في الصين حيث قام مسؤلو المنظمة التابعة للأمم المتحدة بعقد لقاء مع العلماء الصينيين أمس الثلاثاء للوقوف على الوضع الصحي الحالي للمرض في الأراضي الصينية ومعدلات الإصابة وطرق العلاج ومعدلات التعافي في ظل مخاوف من انتشار الفيروس على نطاق واسع.