أكدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشئون الآسيوية تأييد الناخبين في أستراليا الأجندات الحزبية التي تبنت قضية تغير المناخ مثل حزب العمال وسط خسارة حزب المحافظين الذي ظل متربعًا في إدارة البلاد لأربع دورات متتالية.
وذكر تقرير دورية "ذا ديبلومات" أن السنوات القليلة الماضية، أبرزت تكاليف وتأثيرات تغير المناخ للاستراليين، إذ شهد صيف 2019-2020، أحد أسوأ مواسم حرائق الغابات وفي 2021-2022 احتلت الفيضانات المدمرة عناوين الأخبار، وانتقد الإعلام المحلي حينها الحكومة معتبرًا أن "تغيير الحكومة ضروري لبدء استعادة النزاهة لسياسة البلاد ومواجهة التحدي المتمثل في تغير المناخ".
ورصد التقرير فشل التحالف الليبرالي/الوطني - بقيادة رئيس الوزراء السابق سكوت موريسون - في تأمين ولاية رابعة على التوالي في مايو الماضي، وبدلًا من ذلك، وللمرة الأولى منذ عام 2007، حقق حزب العمال بقيادة أنتوني ألبانيز حكومة أغلبية، وابتعد الناخبون عن ائتلاف الحزب الليبرالي في جميع أنحاء أستراليا، وحولوا أصواتهم إلى حزب العمال الذي يمثل تغير المناخ بالنسبة له قضية بالغة الأهمية.
في غضون ذلك، قال روبرت جلاسر رئيس مركز سياسة المناخ والأمن في المعهد الاسترالي للسياسات الاستراتيجية، إن حكومة حزب العمال قامت بمبادرة لتصبح قوة عالمية أكثر مسؤولية عندما يتعلق الأمر بتغير المناخ، مضيفًا أن الطريق إلى الأمام ليس سهلًا، لا سيما بالنظر إلى صناعة الفحم الكبيرة في استراليا التي تعد أحد أهم الدول المصدرة للفحم، وفق التقرير.
ورأى أن لتغير المناخ تأثيرا هائلا في الانتخابات الفيدرالية الاسترالية، ليعتبرها البعض بحق "انتخابات المناخ"، ودشن حزب العمال حملته على أساس برنامج عمل مناخي أكثر طموحًا، وكان عاملًا رئيسيًا في التأرجح ضد تحالف سكوت موريسون المحافظ.
وتابع بالقول إن التغييرات في الخطاب والعمل بشأن تغير المناخ منذ فوز حزب العمال في الانتخابات كانت مدهشة إذ كرست الحكومة هدفًا مناخيًا أكثر طموحًا - وهو خفض غازات الاحتباس الحراري بنسبة 43 في المائة بحلول عام 2030 - وبلورت رؤيتها في تشريع قانوني، واعتبر الحزب تلك الخطوة مجرد بادرة غير كافية مع الطموح بعمل المزيد.