حذرت لجنة استشارية في الكونجرس الأمريكي من مخاطر شديدة تنطوي عليها خطوة تسليم منظومات صواريخ باتريوت لأوكرانيا ضمن حزمة المساعدات العسكرية التي أعلنت عنها الإدارة الأمريكية في ديسمبر الماضي التي يصل إجماليها إلى 1.85 مليار دولار.
ورأت لجنة خدمة البحث ب الكونجرس CRS، الكيان الاستشاري في المجلس، أن الكونجرس يواجه قضايا تتعلق "بأدواره التشريعية والإشرافية" بشأن تسليم بطاريات صواريخ أرض جو من طراز "باتريوت"، مشيرة إلى أنه مع وجود تكهنات مثارة على نطاق واسع بأن تتم عملية التسليم في النصف الأول من العام الجاري 2023، فإن عملية تدريب طواقم محلية للتشغيل والصيانة لمثل تلك المنظومات سوف يستغرق ما يقرب من 53 أسبوعًا، قائلة "هناك الكثير من التعليم ينبغي أداؤه قبيل قيام أوكرانيا بتشغيل منظومة باتريوت على أرض الواقع".
وأشارت مجلة "ميليتري ووتش" الأمريكية إلى أن هناك تكهنات سابقة رأت عناصر أمريكية أو من دول حلف "الناتو" ربما يتولون تشغيل بطاريات باتريوت في أوكرانيا بعد تسليمها، في وقت تلعب فيه عناصر غربية أدوارًا متصاعدة وكبيرة في عمليات الحرب الدائرة، رغم أن وزارة الخارجية الروسية زعمت بأن لديها تأكيدات بأن القوات الأمريكية لن يكون لها حضور في مواقع تمركز بطاريات باتريوت داخل أوكرانيا.
ولفتت لجنة CRS الاستشارية في الكونجرس إلى أن مسألة إرسال منظومة صواريخ باتريوت واحدة إلى أوكرانيا تثير تساؤلات خطيرة حول فعاليتها وقدرتها على الوقوف في وجه الهجمات الروسية الجوية والصاروخية.
وشددت على أنه غير معروف على وجه التحديد من أين ستأتي بطارية صواريخ "باتريوت" التي ستستلمها أوكرانيا، ودعت مشرعي الكونجرس بضرورة فحص تلك المسألة ومتابعتها، وحذرت في الوقت نفسه من أن "البطارية وأجهزة الرصد التابعة لها المزمع إرسالها إلى أوكرانيا ربما ستؤخذ من وحدات تابعة للجيش والمخزونات الحالية."
وبينت المجلة المعنية بالشؤون العسكرية أن هناك قضايا أخرى أثيرت بشأن تسليم باتريوت لأوكرانيا، رغم عدم تطرق اللجنة الاستشارية في الكونجرس إليها، مؤكدة أن التدمير السريع لبطارية صواريخ "باتريوت" في أوكرانيا، والذي تحدث عنه شخصيا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واعتبره أمرًا "مؤكدًا للغاية"، سيكون له آثار خطيرة على معنويات أوكرانيا فضلًا عن تأثيراتها على ثقة حلفاء واشنطن في منظومة الصواريخ التي تعتمد عليها الولايات المتحدة وحلفاؤها على نطاق واسع وبكثافة.