نعت مكتبة الإسكندرية والعاملون بها، ببالغ الحزن والأسى، شيخ المترجمين المصريين المفكر والناقد الدكتور محمد عناني، والذي لاقى وافته المنية اليوم الثلاثاء؛ آملين أن يتغمده الله عز وجل بواسع رحمته.
وتقدم الدكتور أحمد زايد مدير مكتبة الإسكندرية، نيابة عن إدارة المكتبة وجميع العاملين بها، بخالص العزاء لأسرة ومحبي الراحل راجين الله تعالى أن يلهمهم الصبر والسلوان، فإنه يثق أن الراحل الكبير قد ترك للمكتبة العربية من المؤلفات والترجمات ما خلد اسمه بحروف من نور.
جدير بالذكر أن الراحل محمد عناني قد وُلد في مدينة رشيد عام 1939، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية من جامعة القاهرة عام 1959، وحصل على الماجستير من جامعة لندن عام 1970، والدكتوراه من جامعة "ريدنغ" عام 1975، وعمل محاضرًا في اللغة الإنجليزية بجامعة القاهرة منذ عام 1975م، ورئيسًا لقسم اللغة الإنجليزية بالجامعة بين عامَي 1993 - 1999.
وعلى مدار رحلة استمرت قرابة الستة عقود صدر للراحل حوالي 130 كتابًا باللغتين العربية والإنجليزية، وكان عناني قد جمع بين الترجمة والنقد والتأليف، ومن أعماله الإبداعية: "السجين والسجَّان"، و"جاسوس في قصر السلطان". أما مُؤلَّفاته العلمية في الترجمة والنقد الأدبي فمنها: "الترجمة الأسلوبية"، و"النقد التحليلي"، و"الترجمة الأدبية بين النظرية والتطبيق".
وبرز اسمه بقوة في ترجمات تراث ويليام شيكسبير، بالإضافة إلى ترجمته الفارقة لكتاب الاستشراق لإدوارد سعيد، وملحمة ميلتون "الفردوس المفقود"، وساهَم أيضًا في ترجمة الكثير من المُؤلَّفات العربية إلى الإنجليزية، وعلى رأسها مُؤلَّفات طه حسين، ودواوين ومسرحيات شعرية لعدد من الشعراء المصريين.
نال محمد عناني العديدَ من الجوائز منها: "جائزة الدولة في الترجمة "، ووسام العلوم والفنون من الدرجة الأولى، وجائزة الدولة في الآداب، وجائزة الملك عبد الله الدولية في الترجمة، وجائزة رفاعة الطهطاوي في الترجمة، وجائزة منظمة الأليسكو للعلوم والثقافة.