الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مناقشة ديوان "نصوص آثمة نمت على الحائط الأزرق" لهبة عبدالوهاب ببيت الشعر

جانب من اللقاء
جانب من اللقاء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استهل بيت الشعر أولى ندوات العام الجديد بمناقشة ديوان "نصوص آثمة نمت على الحائط الأزرق" للشاعرة هبة السيد عبدالوهاب الذي ضم ثماني وعشرين قصيدة من القصائد النثرية بحضور نخبة من النقاد والأدباء وأدارها الشاعر أشرف أبوجليل.

رحب الشاعر السماح عبد الله مدير بيت الشعر التابع لوزارة الثقافة موضحًا: أن ديوان "نصوص آثمة نمت على الحائط الأزرق" للشاعرة هبة عبد الوهاب ينتمي لمرحلة "ما بعد الحداثة" فهو يحتاج إلى نقاد بشكل خاص، وإلى نقد جديد له علاقة بالمنتج الإبداعي الجديد، فقد أصبح سمة لبعض المبدعين على الساحة، ويمكننا القول أنها طاهرة تحتاج إلى رصد نقدي لمتابعة الحالة الإبداعية المعاصرة واستخراج جماليتها.

بدأ اللقاء مع الناقد أمجد ريان مؤسس جماعة ومجلة الفعل الشعري واحد شعراء السبعينات قائلًا: إن الشاعرة جعلت الأجهزة والآلات الإلكترونية وتفاعلات الفيس بوك جميعها أبطالا تداخلت مع كل قصائد الديوان، كما أنها نجحت بشكل كبير جدا في صناعة الصورة المركبة الطويلة، ولعبت كثيرا على التناقضات التي تملأ كل الأشياء، وشغلتها فلسفات الوجود، وأكدت من خلال ديوانها أن جميع الأشياء حولها تتفاعل مع بعضها لصناعة الحياة، وهذا كله يجعل هذا الديوان يتسم بديوان ما بعد الحداثة بامتياز، لأنه جمع بين أكثر من نوع وأسلوب للكتابة.

وأشار "ريان"، إلى أن الشاعرة هبة عبد الوهاب تطرقت بشكل مختلف لظاهرة الوجود التي شغلت كل الفلاسفة، ويمكن القول أن الشاعرة تبدو بريئة في ديوانها الماكر جدا، فهي تستخدم الأبعاد الجديدة في الحياة، وتجلى ذلك في قصيدة "البعد الرابع" التي جاءت مدخلا جيدا لجميع قصائد الديوان الذي انشغل بجميع الأشياء من حولها رغم أنها تحرص على عدم ازعاجها وتُخلص الشاعرة للكتابة جدا، في الديوان كاملًا، وجاء هذا واضحا في قصيدة "كتابة ملائكية الطلة" التي تؤكد أنها لم تتسول القروش في ساحة المملكة، وقامت فيها بثورة عارمة حيث "قتلت الحظر وصرعت النكز وأسالت دم الدهشة وأفسدت علامات الضحك والبكاء وركلت السي فرست لحائطها الافتراضي" فهي تحلم بالمقايضة لكي تمتلك بصائر الآخرين مقابل أعضائها، وتقوم توزّع نبضاتها على من حولها في صورة بالونات ملونة، تجتمع بهم في احتفالية كتابة قصيدة جديدة فقط..! 

وأكد أمجد ريان أن الشاعرة تريد أن تلتهم كل الأشياء وتتقمص جميع الأدوار في ديوانها، رغم أنها تشبه أبيها وتحب الحياة وتجلّ القيمة، وتعلم أهمية أن تنتمي، فهي ترفض كل المعاني الكاذبة التي أوجدتها الحياة الافتراضية، وهي شاعرة تجيد في ديوانها صناعة صورة شعرية فائقة وخاصة جدًا قادرة على ابتداع رؤى جمالية مرتبطة بالفلسفة السائدة وكذلك مرتبطة بأحلامنا وآمالنا الوجودية والإنسانية والشعرية.

وتحدث الناقد الدكتور شوكت المصري عن عنوان الديوان المثير للدهشة مع التعرض لدلالة كلمة "الإثم" الواردة في اسم الديوان، التي أعلنت بها أنها لا تريد أن يطلع الآخرون على هذه النصوص، ولكنها كالعادة لعبت على الكثير من التناقضات، وقدمت لنا الديوان في صورة نصوص نمت على العالم الأزرق، حيث أنها تأخذ المتلقي إلى ناحية ثم تعود به إلى الناحية الأخرى.

ويرى شوكت المصري أن الديوان كله مبني معماري هندسي مقصود من الشاعرة  سار على خطين متوازيين في الصراع، الأول: الخارج الافتراضي والثاني: هو الداخل الواقعي وهي رؤية خاصة بالشاعرة وحدها، مؤكدا أن هناك أربعة نصوص تعد مفتتحًا للديوان، بينما هناك إثنى عشرة نصا تناولت علاقتها بالفضاء الرقمي فتأخذنا فيهم الشاعرة من الفضاء الرقمي إلى داخلها، والأثني عشر نص الأخرى اهتمت بالذات الداخلية وهنا تعمدت الشاعرة الخروج بنا من داخلها إلى الفضاء الرقمي.

وواصل المصري حديثه موضحا أن قصيدة النثر ترتكز على سبعة مرتكزات أساسية، أهمها ما يمكن تسميته ببلاغة المباشرة.. حيث أن أجمل تحوّل للقصيدة العربية هو الارتكان إلى الدرامية.. وقد صارت درامية الذات المبدعة هي التي تجعل الشاعر يستدعى كل عالمه الخارجي للقصيدة، وأن شعرية النثر الذي اتبعته الشاعرة هبة عبد الوهاب أنها استخدمت "درامية الذات المبدعة" حيث استدعت عالمها الخارجي كما هو وقامت بتوظيفه داخل القصيدة ببراعة، مستعينة بمفردات العالم الواقعي من حولها وكل معطيات الحياة في توظيفها داخل تجربتها كاملة حيث استخدمت شعرية النثر التي جعلت قصيدتها نثرية الشكل، درامية المضمون الداخلي للقصيدة. 

حضر الندوة عدد من الأدباء الذين تواصلوا مع تجربة الشاعرة منهم الشعراء أحمد عنتر مصطفى، وأحمد الجعفري وصفاء النجار وعتاب عادل ورضا بكرى وحاتم حواس وسوزان كمال ومنى ماهر ونادية البسيوني وأمل حجاج ورانيا زينهم أبو بكرو آمال ناجي، والفنانة التشكيلية منال الخوال، والفنانين يوسف أبوزيد ونهاد شوقي ويوسف أبوزيد وحسن الجيار شيماء الميمي وربيع حسنين.

322509708_490681299878501_3882460193706278533_n
322509708_490681299878501_3882460193706278533_n
323075640_731305855296643_6148470127126602010_n
323075640_731305855296643_6148470127126602010_n