لا تزال التظاهرات والاحتجاجات اليومية في إيران تسجل مزيدًا من القتلى في صفوف المحتجين، بسبب المصادمات والمواجهات بين المحتجين وقوى الأمن الإيراني وقوات الباسيج، التي تستخدم أقصى درجات الشدة في التعامل مع تلك الاحتجاجات التي دخلت شهرها الخامس على التوالي.
وكشفت منظمات حقوقية إيرانية محسوبة على المعارضة، إن عدد القتلى من المواطنين وصل إلى ما يزيد عن 516 شخص بينهم 70 طفلًا، حيث قالت منظمة "هرانا" الحقوقية الإيرانية، أن أعداد القتلى جراء التظاهرات يتصاعد يوميًا، فيما اعتقلت قوات الباسيج ما يزيد عن 19 ألف متظاهر جميعهم من الشباب والفتيات وطلاب الجامعات والذين وصل عددهم إلى 687 طالبًا.
يأتي ذلك فيما تستمر السلطة القضائية الإيرانية في إصدار المزيد من أحكام الإعدام بحق المتظاهرين والمحتجين ومن يدعون ويؤيدون تلك التظاهرات، التي تطالب بإسقاط النظام بتهم الحرابة والإفساد في الأرض، وهي تهم تقود صاحبها إلى حكم الإعدام طبقًا لقانون العقوبات الإيراني.
وكانت السلطة القضائية قد أعلنت عن أكثر من 670 حكم بالإعدام بحق أشخاص شاركوا في الاحتجاجات منذ بدايتها في شهر سبتمبر الماضي، بعد انطلاق تلك التظاهرات إثر مقتل الشابة الكردية مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق، بعد اتهامها بارتداء حجاب بشكل غير مناسب.
وعلى مقتل مهسا أميني خرجت تظاهرات عارمة عمت المدن الإيرانية على اختلافها سواء في العاصمة طهران أو مشهد أو قم وكذلك المحافظات الحدودية الكردية مسقط رأس مهسا أميني، وأذربيجان الشرقية والغربية، وسقز، وغيرها من المدن التي شاركت في تلك الانتفاضة، فيما لجأت قوات الأمن إلى استخدام العنف لإثناء المتظاهرين عن المشاركة في تلك الاحتجاجات.