أكد الكاتب الصحفي دان صباغ، أنه في الوقت الذي تشهد فيه العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا وهي على مشارف عامها الثاني حالة من الجمود على جميع الجبهات، بات من الواضح أن كلا الجانبين يسعيان إلى كسر حالة الجمود تلك التي تشهدها الحرب بينهما منذ عدة أسابيع.
وأعرب الكاتب - في مقال نشرته صحيفة (الجارديان) البريطانية - عن اعتقاده أن الصراع بين الطرفين يمر بمرحلة حرجة ولاسيما مع حلول فصل الشتاء وانتشار الثلوج التي تعرقل أي مناورة عسكرية وعدم قدرة أي من الجانبين على تحقيق تقدم ملموس.
وأشار الكاتب في هذا الصدد إلى تصريحات مدير المخابرات العسكرية الأوكرانية كيريلو بودانوف التي يقول فيها إن "الموقف متجمد على أرض المعركة في الوقت الراهن"، لافتا إلى رغبة القيادة السياسية في كلا البلدين في حلحلة الموقف الراهن مع بداية العام الجديد.
وسلط الكاتب الضوء على تصريحات الرئيس الأوكراني فلودومير زيلينسكي - خلال كلمة له بمناسبة العام الجديد - أكد فيها مسعى بلاده وتصميمها على إحراز النصر مهما طال الوقت، في الوقت الذي أكد فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على عزمه تحقيق الهدف من تلك الحرب أو العملية العسكرية الخاصة - كما يحلو له أن يطلق عليها - وهو "حماية مواطنينا في المناطق التي تنتمي تاريخيا للأراضي الروسية" في إشارة واضحة للمناطق الأربعة التي انضمت مؤخرا للسيادة الروسية.
وأضاف الكاتب أن الهجمات الروسية في الفترة الأخيرة بدأت تفقد الزخم الذي اتسمت به في بداية العملية العسكرية في أوكرانيا مستشهدا بتصريحات مدير المخابرات العسكرية الأوكرانية التي أوضح فيها أن عدد القذائف التي كانت تلقيها القوات الروسية على الأهداف الأوكرانية تقلص من حوالي 60،000 قذيفة يوميا إلى ما يقرب من 20،000 قذيفة في الوقت الحالي.
ولفت إلى أن المجهود العسكري للقوات الروسية بدأ يركز في الوقت الراهن على استهداف البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا مما تسبب في أزمة طاقة حادة في جميع أرجاء البلاد وألقى مناطق أوكرانية عديدة، بما فيها المدن الرئيسية، في ظلام دامس لفترات طويلة.
وأشار الكاتب إلى أنه على الرغم من الخسائر الفادحة التي تتسبب فيها الهجمات الروسية المكثفة على البنية التحتية للطاقة في أوكرانيا إلا أن وتيرة تلك الضربات تراجعت كذلك على نحو ملحوظ حيث أطلقت القوات الروسية على سبيل المثال منذ يومين 20 صاروخا باليستيا على مواقع أوكرانية وعلى الرغم من خطورة تلك الضربة إلا أنها لا تعني شيئا مقارنة بعدد الصواريخ التي كانت تطلقها موسكو في شهري أكتوبر ونوفمبر والتي وصلت إلى ما يقرب من 100 صاروخ ثم أخذت في التراجع خلال شهر ديسمبر الماضي لتصل إلى 69 صاروخا.
وأوضح الكاتب أن أداء الدفاعات الجوية الأوكرانية في الوقت نفسه بدأ يحرز تطورا ملموسا بفضل المساعدات العسكرية التي تقدمها الدول الغربية لكييف حيث زادت قدرتها على إسقاط العديد من الصواريخ التي تطلقها روسيا على مواقع أوكرانية.
وأكد الكاتب - في ختام المقال - أنه في جميع الأحوال بات الموقف خطيرا ويدعو للقلق بل أصبح من الصعب التنبؤ بنتائجه أو عواقبه ولاسيما بعد أن أعلن بوتين صراحة عن تأهبه لحرب طويلة المدى في أوكرانيا وعن عزمه كذلك نشر المزيد من القوات التي تمكن من تعبئتها في أواخر العام الماضي على خطوط المواجهة والتي وصل عددها إلى 300،000 جندي في الوقت الذي أعلنت فيه أوكرانيا بدورها عن عزمها القيام بتعبئة عسكرية خلال الأيام القليلة القادمة.