يلقي الباحث بجامعة وارد الأمريكية، جون دافيس، الضوء على مخاطر انتشار الإرهاب في أفريقيا، وأبرز الطرق الناجحة لمكافحته، وذلك في مطبوعته الإرهاب في أفريقيا والحرب ضده أو «Africa and The war on Terrorism».
تشكل معسكرات الجماعات الإرهابية في القارة السمراء قلقًا لدى الأوساط الدولية المتخوفة من توظيف أزمات المنطقة لجعلها بؤر عنف لتهديد الدول المختلفة إلى جانب احتمالات الاستغلال الاقتصادي لمقدرات القارة على وقع الاضطرابات الأمنية والسياسية، وهو ما عبر عنه الباحث الأمريكي في كتبه، مشيرًا إلى المخاوف المتنامية إزاء استراتيجيات الإرهاب في أفريقيا.
يبدأ جون دافيس مطبوعته بالحديث عن استهداف تنظيم القاعدة للمصالح الأمريكية في أفريقيا، وذلك عندما فجر التنظيم مقرات سفارتي الولايات المتحدة في دار السلام بتنزانيا وفي العاصمة الكينية نيروبي وذلك في ٦ أغسطس عام ١٩٩٨، ما أدى إلى مقتل ٢٢٤ شخصًا وإصابة الآلاف، وتعد تلك الواقعة بمثابة إعلان رسمي عن تبلور فكرة التنظيمات المتطرفة ذات البعد الدولي.
ويرى الباحث الأمريكي أن اختيار هذه المقرات كعمليات أولى لتنظيم القاعدة في تحوله نحو العالمية تشير إلى الاستراتيجيات النامية للجماعات المتطرفة والتي تسعى لتوظيف المناطق الرخوة أمنيًّا في القارة السمراء كمعسكرات لتهديد أمن الحكومات المناوئة للتنظيمات الإرهابية.
إذ يعتقد الباحث أن الهجمات التي نفذها تنظيم القاعدة إبان إعلان تحوله لتنظيم إرهابي دولي لفتت الأنظار إلى أفريقيا كهدف ممتد تسعى الجماعات المتطرفة ومموليها لتوظيفه في أهدافها الجديدة.
يقول جون دافيس إن الفقر والعوز المادي يُستغلان من قبل التنظيمات الإرهابية لاستقطاب عناصر جديدة لصفوفها تختلف عن تلك التي تنضم لأهداف أيديولوجية ولكنها تبقى كمفردات خطيرة في تطور العنف والقتال، وذلك وسط متغيرات اقتصادية وسياسية تخدم زحف التنظيمات نحو المنطقة.
ويدفع الباحث الأمريكي بأن الصراعات الدينية والعرقية والمجتمعية تسهم في خلق بيئة مواتية لاستقطال التطرف والراديكالية الدينية ما يعني وجود أوسع للتنظيمات الإرهابية ذات البعد الدولي والمتنافسة فيما بينها حول مواقع القارة.