الأحد 22 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

اللواء خالد المحجوب: أنا مقاتل بقلب شاعر.. والمشير حفتر يسعى لنشر القوى الناعمة في مواجهة الأفكار المتطرفة

تحدث عن الحرب والشعر.. وأهدى أرض الكنانة قصيدة شعرية

اللواء خالد المحجوب
اللواء خالد المحجوب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

استمرارًا للدور الكبير الذي يقدمه صالون «البوابة نيوز» في التفاعل مع الأحداث السياسية والثقافية والفنية، من خلال استضافته للشخصيات ذات الثقل السياسي والثقافي والفني، استضاف الصالون اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي، وبحضور خالد عبدالرحيم العضو المنتدب لمؤسسة البوابة، والكاتبة الصحفية شاهندة عبدالرحيم نائب رئيس التحرير، وعدد من قيادات وصحفيي المؤسسة، وتناول الحوار العلاقات الثقافية والسياسية المصرية الليبية، إضافة إلى الوضع الثقافي والفني في البلاد. 

 

في بداية الحوار رحبت الكاتبة شاهندة عبدالرحيم، باللواء خالد المحجوب، وأبلغته تحيات الدكتور عبدالرحيم على، رئيس مجلس الإدارة، والكاتبة داليا عبدالرحيم رئيس التحرير، لافتًة إلى عمق العلاقات المصرية الليبية والتي تمتد لسنوات، إذا قالت: "إن هذا اللقاء يأتي من منطلق حرص جريدة البوابة على متابعة ومواكبة كل ما يحدث بالشأن الليبي". 

 

ووجهت «عبدالرحيم» تساؤلاتها للواء المحجوب حول حقيقة ما يحدث في الداخل الليبي، والأطراف الخارجية التي تستهدف عدم استقرار الأوضاع، لاسيما فيما يتعلق بالانتخابات الليبية والوقوف على حقيقة الأحداث ولماذا يتم عرقلة هذا المشروع الذي يستهدف الوحدة الوطنية الليبية، وتوافق كافة الأطراف في ليبيا حول تحقيق خارطة الطريق. 

 

فشل المخطط الإخواني 

وفي بداية كلمته عبر اللواء خالد المحجوب عن سعادته بهذه الاستضافة والتي تأتي من منطلق عمق العلاقات المصرية الليبية، مؤكدًا على أن الشعبين المصري والليبي هما نسيج واحد، وأنهم يلتقيان في نفس المصائر، لاسيما فيما بتعلق بالأحداث السياسية داخل المنطقة، وهو الأمر الذي يرجع إلى الحدود الجغرافية والإنسانية فمصر كانت وما زالت هي القوة المؤثرة في المنطقة العربية وأي شيء يحدث بها ينعكس بالطبع على باقى الدول. 

 

لافتًا إلى معرفته الكبيرة باهتمام المصريين بالشأن الداخلي الليبي، وأنهم يتابعون عن كثب بمجريات الأحداث هناك، وذلك لأسباب عدة، أولًا لأن ما يحدث في ليبيا ينعكس على مصر، والعكس صحيح، لاسيما ما حدث بعد أحداث ما يسمي «الربيع العربي» وهو ما أسميها بـ«الخريف العربي» هذا المخطط الذي استهدف الدول العربية لتقسيمها مستعينا في ذلك بجماعات الإخوان ومخططاتهم في هدم المنطقة العربية وتقسيمها. 

 

قائلًا: «إن مخططات الإخوان فشلت في المنطقة، حيث دحضت الجيوش الوطنية في مصر وليبيا في إفشال خطط السيطرة على الدولة، وبعد هذا فشلت الخطة الموازية في تكوين جيوش خاصة بالتنظيمات الإرهابية، والآن لم يتبق لهم سوى خطة أخيرة هي تصدير المسلحين إلى أوروبا، ودول الجنوب». 

 

وأضاف: «فالجيش الليبي قد استطاع أن يسترد عافيته ويعيد بناء قدراته القتالية، من خلال التسليح وإعداد الجيش  بعد محاولة هدمه من قبل «الميليشيات المسلحة»، وتمكن من السيطرة على أغلب مناطق تجمعهم، واستطاع السيطرة على الأوضاع الداخلية، وتحقيق الأمن في الداخل الليبي، حتى إن تلك الجماعات قد تلاشي أغلبها، والمتواجد منها أصبح قوة ضعيفة لا تقوى على القتال ضد قوات الجيش بقيادة القائدة «حفتر»، وأن العدو الأساسي للإخوان هو المؤسسة العسكرية. 

 

وأكد أن المنطقة العربية تعرف جيدًا أن الإخوان قد تبنت مشروع إعادة تصدير الإرهاب، وأن أغلب التنظيمات الإرهابية قد خرجت من عباءتهم بما فيها تنظيم القاعدة، وأنهم يعملون على تحريك المشهد من وراء الستار، من خلال خطة تم وضعها وقد فشلت في تحقيقها، فكان هناك المخطط الأول وهو السيطرة العامة على الدولة، نجحت فيه مصر في إفشال هذا المخطط وهو القضاء على الجماعة وإخراجها من سدة الحكم في مصر، وهو ما نجحت فيه الدولة الليبية أيضًا في تحجيم قوتهم وتشتيتها. 

 

التطورات في الأراضي الليبية 

وحول التطورات في الأراضي الليبية، والعلاقات المصرية الليبية، قال: «إنه بعد صراع طويل تفهم العالم حقيقة الأزمة الليبية، وهو ما بدا في مخرجات مؤتمر برلين، حيث عرفوا أن الأزمة الكبرى تمثلت في التدخل الأجنبي المتعدد والميليشيات المسلحة ومقاتليها سواء الأجانب أو الليبيين».

 

وأكد أن هذه التنظيمات والميليشيات تخشى وجود دولة قوية يمكنها تنظيم البلاد والحد من تواجد الأسلحة، وأي من يملك دولة لها موارد سيصارع كثيرا من أجل الحفاظ عليها، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان قد حاولت ضرب النسيج الاجتماعي الليبي من خلال توغلها داخل القبائل والعائلات الليبية، إلا أنها فشلت في تحقيق ذلك، نظرًا لوعي القبائل لخطرهم الداهم، ولإيمانهم الشديد بقيمة الوطن، ولأنهم يعرفون جيدًا أن الوطن لا يمكن تعويضه مهما كانت المتغيرات، كما أن الإخوان في واقع الأمر ليس لديهم أي مشروع سواء كان اقتصاديا أو سياسيا أو اجتماعيا ليقدموه للشعب الليبي، ولا يدور في أذهانهم سوى الجماعة وفقط، وليس لهم علاقة بالأوطان.

 

الإخوان وإفساد الانتخابات 

وقال اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، إن هناك عددا كبيرا من منظمات المجتمع المدني في البلاد تتربح بشكل ضخم من الأزمة، وبعضها يقوم بغسيل الأموال لحساب تنظيم الإخوان، وبعضها يقوم بالتحريض ضد المؤسسات الوطنية. 

 

وحول التطورات في الأراضي الليبية، قال إن جماعة الإخوان تعمل طوال الوقت على إفساد الانتخابات الليبية، وأن ذلك يرجع لعدم وجود مرشح قوي لهم، ولو كان لديهم مرشح واحد لديه مشروع سياسي أو اقتصادي أو حتى ديني جيد كنا قد نقبله، لكنهم ليس لديهم أي شيء ليقدموه، كما أن القوة الشعبية الليبية قد لفظتهم وابتعدت عنهم، على الرغم من محاولاتهم للسيطرة على الأوضاع، لكن الشعب الليبي كان أكثر وعيًّا وأكثر حرصًا على وطنهم. 

 

لافتًا إلى أن هناك عوامل أخرى تعمل على عدم استقرار الوضع الليبي وهو إعلاء البعض من قيم المصالح الشخصية المباشرة والمنفعة المباشرة دون وعي حقيقي بالمنافع العامة التي تهم الوطن، وهنا يجب التنوية على ضرورة الانتباه لخطورة وجود تلك الأطراف ذات المصالح المحدودة، والتي من شأنها العمل على زعزة الاستقرار في الداخل الليبي وعدم الوصول إلى رؤى مشتركة تعلو من قيمة الوطن والمواطن خاصة لما يعانيه المواطنون في الفترات الأخيرة من وضع اقتصادي صعب على الرغم من الثروات الاقتصادية في لييبا، وهناك أطراف خارجية لها مصالح مباشرة للسيطرة على مقدرات الوطن الاقتصادية. 

 

القوة الناعمة الليبية 

قال اللواء خالد المحجوب، إنه تم الانتهاء من فيلم ضخم يوثق المواجهات في مدينة بني غازي، والذي يترك الحقيقة للأجيال القادمة وكي تبقى الذاكرة نشطة، ويحمل هذا الفيلم اسم «ما قبل النهاية» وقد تم الاستعانة بالخبرات والقدرات الفنية والسينمائيين من مصر في إنجازه وهو الآن في مرحلة المونتاج وقريبًا سيتم الإعلان عن العرض الخاص للفيلم. 

 

وأضاف إن الفيلم يوثق فترة مهمة في تاريخ الشعب الليبي وينتمى للأفلام الوثائقية، وكان لدينا حرص شديد في توثيق هذه الحقبة التاريخية لتوضيح حقيقة الأحداث التي جرت بداخل ليبيا، ويأتي هذا من إيمان القيادة السياسية في ليبيا بأهمية ودور القوى الناعمة والفن في إيصال الرسائل للناس، وأن الدولة الليبية تعمل على تنشيط الحياة الثقافية والفنية في البلاد، ولأنها جزء لا يتجزأ من التراث الثقافي والحضاري، وسيكون هذا الفيلم بداية لعصر جديد في إعادة القوى الناعمة الليبية في الساحة الثقافية، وقد كان لنا تجربة إنتاجية ضخمة وهي فيلم عمر المختار والذي يعتبر من أهم الأعمال السينمائية ليس في ليبيا فقط وإنما في العالم، واستطاع من خلاله أن يخلد حركة النضال الليبي في وجه الاستعمار من خلال تجسيد قصة البطل الليبي عمر المختار ونضاله من أجل قضية التحرير، وأن الفيلم لا يزال يحظى بشعبية كبيرة رغم إنتاجه منذ عقود، وأن الأجيال الجديدة من حقها أن تعرف تاريخ وطنها"، مؤكدًا أن المرحلة المقبلة ستشهد تطورًا على السياحة الفنية حيث يتم الآن تجهيز عدة أعمال فنية ومنها إنتاج فيلمين سينمائيين ومسلسل تليفزيوني، وسوف يتم الإعلان عن تلك المشاريع قريبًا.

 

الوجدان الشعري

أما عن علاقته بالشعر، أوضح المحجوب، أنه على الرغم من أنه مقاتل ومحارب إلا أن الثقافة والشعر تلعب دورًا مهمًا في تكوينه الإنساني، خاصة الشعر والذي استطاع من خلاله التعبير عن مشاعره وأحاسيسه التي يمر بها، وأن الشعر مثل اللوحة الفنية التي تتشابك وتندمج بها الألوان وينفعل بها الفنان، وأن الصورة الشعرية التي تتكون بالكلمات تستطيع التعبير عنه وعن مشاعره وعن الأشياء التي ينفعل بها ويتفاعل معها. 

 

وتحدث عن ديوانه الشعري "حدث لم يحدث"، والذي يضم قصائد بالفصحى عن الدول العربية المختلفة، وأخرى تضم العديد من الحالات والمشاعر الإنسانية، وسيصدر في معرض القاهرة الدولي للكتاب في يناير المقبل.، مؤكدًا على أن الفن والثقافة يمثلان حياة أخرى كاملة، ويمكنهما توضيح الصورة المغلوطة التي يحاول البعض تصديرها.

 

مضيفًا: إن القوة الناعمة أيضًا تلعب دورًا كبيرًا في تكوين الوعي الشعبي، ولولا وجود العقول الليبية المستنيرة والواعية والمدركة لما انكشفت الجماعة الإرهابية ونبذها الشعب الليبي، ولا يمكن أن ننكر الدور الذي تلعبه الثقافة المصرية بمثقفيها وكتابها وأدبائها ومفكريها في تشكيل الوعي الثقافي في ليبيا من خلال الكتب والإصدارات وأيضًا الأعمال الفنية والسينمائية والأغاني. 

 

التكريم 

وكرّم خالد عبدالرحيم، العضو المنتدب لمؤسسة "البوابة"، وشاهندة عبد الرحيم، نائب رئيس تحرير جريدة "البوابة" وموقع "البوابة نيوز" اللواء خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي، وذلك في ختام صالون "البوابة نيوز" الثقافي.

 

كما أهدى اللواء خالد المحجوب ديوانه الشعري "حدث لم يحدث" إلى الدكتور عبدالرحيم على رئيس مجلس إدارة المؤسسة، معبرًا عن امتنانه الكبير بهذه الاستضافة التي تناولت العديد من القضايا بالشأن الليبي والعلاقات المصرية الليبية.

 

كما قام خالد عبد الرحيم بإهداء اللواء خالد المحجوب مجموعة من المؤلفات الفكرية للدكتور عبدالرحيم على، ومنها المخاطرة في صفقة الحكومة وجماعات العنف، وأسامة بن لادن الشبح الذي صنعته أمريكا، وسيناريوهات ما قبل السقوط، والمقامرة الكبرى – مبادرة وقف العنف بين رهان الحكومة والجماعة الإسلامية، والإخوان المسلمون – فتاوى في: الأقباط والديمقراطية والمرأة والفن، والإعلام العربي وقضايا الإرهاب، كشف البهتان – الإخوان المسلمون.. وقائع العنف وفتاوى التكفير.

 

مصر الكنانة

وفي ختام اللقاء ألقى اللواء محجوب قصيدة من ديوانه بعنوان «مصر الكنانة»

قال رب العالمين/  ادخلوها آمنين / بلغوا مصر سلامي / إن في القلب حنين / بلغوا مصر سلامي / كم لها من عاشقين /  قد كفاك اليوم فخرًا/ ما بناه الأولين/ من أهرامات ومجد/ شاهدا في كل حين/ تفخر اليوم بجيش / رجاله حصن حصین/وجمال النيل فيك/ فوق وصف الواصفين/  قد عشقنا فيك فنا/ وكم عرفنا مبدعين/  كم أنجبت من رجال/ أبطال مناضلين / دمت يا مصر العروبة / فوق كيد الكائدين /تراب أرضك قد شذى/بأديان مرسلين/ من أتى لطور سينا/ نبي قوي أمين/ أخرج يدا بيضاء/ مسرة للناظرين/ والذي من غير أب/  كم له من ناظرين / كم له من معجزات / كيف أحي ميتين و/ زادها الإسلام عزًا / فأزهرت بالمسلمين».

 

مسيرة وطنية

اللواء خالد المحجوب، هو أول من نادى بانتخابات حرة ونزيهة وشفافة وعلى بعثة الأمم المتحدة، تحمل مسؤوليتها لحل الأزمة الليبية، ودائما ما ينادي بضرورة توزيع عائدات النفط توزيعا عادلا دون تهميش، إلى جانب نبذ العنف وحجب تغيير الخطاب الإعلامي والديني لتوحيد صفوف الأمة الليبية.